رأي الطب في السيجارة الإلكترونية، تحذير من انتشارها بين الأطفال والمراهقين في العالم

رأي الطب في السيجارة الإلكترونية، تشهد السجائر الإلكترونية، المعروفة باسم "الفيبز" (Vapes)، انتشارًا متزايدًا بين الأطفال والمراهقين في العديد من الدول حول العالم، ويعود ذلك جزئيًا إلى عبواتها الملونة وجاذبية النكهات المتنوعة التي تتجاوز 16 ألف نكهة مختلفة، مما يجعلها خيارًا مغريًا للشباب.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن استخدام الأطفال والمراهقين للسجائر الإلكترونية يتجاوز في كثير من البلدان استخدام البالغين، مما دفع العديد من الدول، مثل المملكة المتحدة، إلى فرض قيود صارمة للحد من انتشارها.
الأضرار الصحية للسجائر الإلكترونية، بين الحقيقة والمخاطر المحتملة
رغم أن الدراسات تُظهر أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من التدخين التقليدي الذي يحتوي على التبغ والقطران، إلا أنها ليست خالية من المخاطر، حيث يمكن أن تسبب أضرارًا طويلة الأمد على الرئتين والقلب والدماغ، كما تحتوي على النيكوتين الذي يسبب الإدمان.
ويحذر الخبراء من أن السجائر الإلكترونية قد تشجع على الإقبال على التدخين بين الشباب، ما يمثل تهديدًا صحيًا خطيرًا يستوجب مزيدًا من البحث والرقابة.

الإجراءات العالمية للحد من انتشار السجائر الإلكترونية بين الشباب
ردًا على الانتشار المتزايد، فرضت عدة دول قيودًا على بيع واستخدام السجائر الإلكترونية، ففي المملكة المتحدة، حظر بيع السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة اعتبارًا من يونيو 2025، مع فرض غرامات وعقوبات صارمة على المخالفين.
وتسعى هذه الإجراءات إلى حماية البيئة من الأضرار الناجمة عن التخلص غير السليم لهذه المنتجات، بالإضافة إلى تقليل انتشارها بين الأطفال والشباب.
تأثير السجائر الإلكترونية على الشباب، مخاطر التسويق والإدمان
تستخدم شركات صناعة السجائر الإلكترونية التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والشخصيات الكرتونية لجذب الأطفال والمراهقين، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الاستخدام بينهم.
ويؤكد خبراء الصحة أن التعرض المبكر لهذه المنتجات يزيد من احتمالية الإدمان على النيكوتين، ويرتبط بزيادة خطر التحول إلى التدخين التقليدي في المستقبل.

صناعة السجائر الإلكترونية، وجهة نظر ودفاع
يرى ممثلو صناعة السجائر الإلكترونية أن هذه المنتجات تعد وسيلة فعالة لمساعدة المدخنين البالغين على الإقلاع عن التدخين، وأن النكهات المتنوعة تلعب دورًا هامًا في نجاح هذه الأداة.
ومع ذلك، يؤكدون ضرورة منع وصول الشباب إلى هذه المنتجات من خلال تطبيق قوانين صارمة للحد من الاستخدام غير القانوني.
اللوائح والقوانين العالمية المتباينة بشأن السجائر الإلكترونية
تختلف التشريعات المتعلقة بالسجائر الإلكترونية من دولة لأخرى، حيث حظرت 34 دولة بيعها بشكل كامل، بينما تسمح دول أخرى باستخدامها ضمن قيود محددة.
وبالرغم من ذلك، لا تزال العديد من الدول تفتقر إلى قوانين تحكم بيع واستخدام هذه المنتجات، مما يساهم في انتشارها بين الفئات العمرية الصغيرة.
الأثر البيئي للسجائر الإلكترونية، تحديات وحلول
تشكل السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة تهديدًا بيئيًا بسبب البطاريات والمواد الكيميائية التي تحتويها، والتي قد تتسرب إلى البيئة عند التخلص غير الصحيح.
وتعمل بعض الدول على تطوير آليات لإعادة التدوير، لكنها تواجه صعوبات بسبب تنوع المنتجات وتعقيد تصميمها.
الإحصائيات العالمية لاستخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال والبالغين
تقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 82 مليون شخص يستخدمون السجائر الإلكترونية حول العالم، مع زيادة واضحة في أعداد الأطفال والمراهقين الذين يلجأون إلى هذه المنتجات.

وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بلغت نسب الاستخدام بين طلاب المدارس والمتوسطين مستويات مثيرة للقلق، ما دفع إلى إطلاق مشاريع بحثية لفهم أضرار هذه الظاهرة بشكل أفضل.
الحاجة إلى توازن بين الفوائد والمخاطر
تشكل السجائر الإلكترونية تحديًا صحيًا وبيئيًا معًا، خاصة مع ارتفاع استخدامها بين الأطفال والشباب، وتحتاج السياسات العامة إلى تحقيق توازن بين دعم استخدامها كأداة للإقلاع عن التدخين للبالغين، ومنع انتشارها بين الفئات العمرية الصغيرة.
وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى تطبيق إجراءات صارمة لحماية الأجيال القادمة من مخاطر النيكوتين والتدخين.