اغتيال حسين سلامي، نهاية قائد "الحرس الثوري" الذي هدد بكسر أمريكا وتدمير إسرائيل

اغتيال حسين سلامي، في تطور مفاجئ وصادم، قتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اليوم الجمعة 13 يونيو 2025، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة طهران ضمن سلسلة من الضربات التي طالت مواقع حساسة ومنشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، في واحدة من أكثر العمليات العسكرية جرأة في السنوات الأخيرة.
وبعد اغتيال حسين سلامي، ارتفعت معدلات البحث والتساؤل من قبل الملايين من المهتمين بالشأن الخارجي عن من هو حسين سلامي؟، قائد الحرس الثوري الإيراني، الذي توعد لأمريكا وإسرائيل، ونستعرض الإجابة على هذا التساؤل من خلال هذا التقرير.
من هو حسين سلامي؟، التفاصيل الكاملة لاغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني
وردًا على تساؤل من هو حسين سلامي؟، فاللواء سلامي، الذي كان يشغل منصب القائد الأعلى للحرس الثوري، منذ أبريل 2019، يعتبر واحدًا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في المؤسسة العسكرية الإيرانية، بسبب مواقفه الصدامية وتصريحاته النارية تجاه القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل.
ومع إعلان اغتيال حسين سلامي اليوم، طويت صفحة رجل وصفته بعض الدوائر الغربية بـ"العقل المتشدد للحرس"، فيما اعتبره أنصاره “رمزًا للمقاومة والثبات”.
ولد حسين سلامي، عام 1960 في مدينة كلبايكان بمحافظة أصفهان، ودرس الهندسة الميكانيكية في جامعة إيران للعلوم والتقنية، لكنه سرعان ما ترك المسار الأكاديمي ليلتحق بالحرس الثوري الإسلامي مع اندلاع الحرب الإيرانية العراقية عام 1980، إذ برز بسرعة في صفوف المقاتلين، خاصة على الجبهات الغربية في محافظة كردستان.
وقاد خلال تلك المرحلة تشكيلات عسكرية بارزة مثل "فرقة كربلاء" و"الإمام الحسين"، ما أكسبه سمعة قتالية لافتة في أوساط الحرس.
وبعد انتهاء الحرب، عاد سلامي، لمقاعد الدراسة ونال درجة الماجستير في إدارة الدفاع، ما مهد له طريقًا نحو المناصب العليا في صفوف القوات المسلحة الإيرانية.
شغل منصب رئيس جامعة القيادة والأركان التابعة للحرس الثوري بين عامي 1992 و1997، ثم تولى مسؤولية العمليات في الفريق المشترك للحرس حتى 2005، قبل أن يعين قائدًا لسلاح الجو التابع للحرس الثوري حتى أكتوبر 2009.
وتميزت فترة قيادته للقوة الجوفضائية للحرس الثوري بتكثيف برامج الصواريخ الباليستية وتوسيع النفوذ الإيراني في الخارج، عبر دعم حلفاء طهران في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
كما عرف بكونه من أكثر الداعين إلى نهج المواجهة المباشرة مع الغرب، إذ لم يتردد في إطلاق تصريحات عدائية، هدد فيها بـ"محو إسرائيل من الخارطة" و"كسر الهيمنة الأمريكية في المنطقة".
عين سلامي في 21 أبريل 2019 قائدًا عامًا للحرس الثوري بأمر مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، خلفًا للجنرال محمد علي جعفري، وجاء تعيينه في فترة حساسة شهدت توترات غير مسبوقة بين طهران وواشنطن، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في 2018.
وفي ذلك الوقت، لم يتوان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن إدراج الحرس الثوري، بمن فيهم حسين سلامي، على قوائم الإرهاب وفرض عقوبات اقتصادية مشددة عليهم، في سابقة هي الأولى من نوعها ضد مؤسسة عسكرية نظامية تابعة لدولة، إلا أن سلامي رد على هذه العقوبات بالتحدي، قائلاً إن وصف ترامب للحرس بالإرهاب يعتبر "وسام شرف".
عمل حسين سلامي، طيلة سنوات قيادته للحرس الثوري، على تعزيز نفوذ إيران في المنطقة من خلال دعم ما تسميه طهران "محور المقاومة"، وهو ما جلب عليه انتقادات شديدة من دول الجوار، وخاصة السعودية، التي اتهمته مرارًا بالتحريض على الفوضى والتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وإلى جانب مهامه العسكرية، عمل سلامي أيضًا في الحقل الأكاديمي، إذ كان عضوًا في هيئة التدريس بجامعة الدفاع الوطني العليا، وشارك في تأهيل أجيال جديدة من الضباط وفق فلسفة "الجهاد والممانعة".
ومع تصاعد التوترات في الأسابيع الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وقيام الأخيرة بتنفيذ ضربات استباقية على منشآت نووية وعسكرية داخل العمق الإيراني، بدا أن سلامي كان هدفًا محتملًا للاغتيال.
وجاء استهدافه اليوم كضربة موجعة للمؤسسة العسكرية الإيرانية، التي فقدت أحد أبرز وجوهها وأكثرهم حضورًا وتأثيرًا منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وبالرغم من أن السلطات الإيرانية لم تصدر حتى اللحظة بيانًا رسميًا تفصيليًا عن ملابسات الاغتيال، إلا أن مصادر صحفية أكدت أن سلامي لقي حتفه في غارة دقيقة استهدفت مبنى كان يتواجد فيه جنوب العاصمة طهران، وذلك ضمن سلسلة ضربات شنتها إسرائيل فجرا على مواقع عدة، بعضها تابع للحرس الثوري، وبعضها الآخر يُعتقد أنه مرتبط ببرامج تصنيع الأسلحة والصواريخ.
وتترارح ردود الأفعال داخل إيران بين الغضب والحزن والتوعد، بينما في الخارج، خاصة في تل أبيب وواشنطن، يُنظر إلى العملية باعتبارها "ضربة استراتيجية" لقدرات إيران العسكرية، لكن مستقبل التصعيد يبقى غامضًا، خاصة في ظل دعوات الحرس الثوري للثأر، وتوعده بأن "الرد سيكون بحجم المصيبة".
وهكذا، تطوى صفحة حسين سلامي، الذي عاش محاربًا ومات في ساحة المعركة التي طالما دعا إلى اشتعالها، ويفتح اغتياله بابًا على مصراعيه أمام سيناريوهات أكثر سخونة في منطقة لم تهدأ يومًا.