الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

صفقة صواريخ ميتيور لمصر تثير رعب إسرائيل، اللواء سمير فرج يعلّق

الايام المصرية

أكد اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة سابقًا أهمية حصول مصر على صاروخ ميتيور بيفيرام" الأوروبي جو-جو فائق القدرات.

أوضح اللواء فرج أن الجيش المصري مر بثلاث مراحل رئيسية في التسليح: المرحلة الأولى بعد ثورة 23 يوليو، حيث واجه الرئيس جمال عبد الناصر عقبات من إنجلترا في تسليح الجيش، فاتجه إلى الاتحاد السوفيتي، مما جعل تسليح الجيش بالكامل سوفيتيًا حتى حرب 1973. بعد اتفاقية السلام، بدأت المرحلة الثانية بتلقي معونة عسكرية أمريكية تُقدّر بمليار و300 مليون دولار سنويًا، وتم استبدال السلاح الروسي بالأسلحة الأمريكية،  ثم جاءت المرحلة الثالثة، مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي انتهج سياسة تنويع مصادر السلاح، معتبرًا أن الاعتماد على دولة واحدة يعرّض مصر للخطر في حال رفضت تلك الدولة تزويدها بالسلاح في وقت الأزمات أو الحروب، ورفضت الولايات المتحدة تزويد مصر بطائرات "F-15" و"F-35"، لأن واشنطن لا تريد أن تمتلك مصر تفوقًا عسكريًا على إسرائيلـ وهنا بدأ التفكير في طائرات "تايفون" والصاروخ "ميتيور".

عنصر رعب لإسرائيل

وأوضح اللواء فرج أن الصاروخ يتميز بقدرات عالية جدًا، منها أنه يضرب الهدف دون الحاجة لمتابعته، ما يمنح مصر ميزة عسكرية كبيرة، خصوصًا أن مداه يصل إلى 200 كيلومتر وسرعته تفوق ثلاثة إلى أربعة "ماخ"، إضافة إلى قدرته على مقاومة التشويش الراداري وتعقب الطائرات الشبحية والطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة، ما يجعله عنصر رعب لإسرائيل، فمثلًا، الطائرة المصرية سواء كانت "رافال" أو "تايفون"، إذا كانت في وسط سيناء، يمكنها ضرب أي طائرة إسرائيلية تقلع من مطارات داخل إسرائيل، إذ تغطي معظم الأهداف الحيوية هناك.

وأضاف اللواء فرج أن الصاروخ "ميتيور" يمنح قدرة سيطرة جوية على نصف مساحة إسرائيل من وسط سيناء، ولهذا تصر مصر على إتمام صفقة الحصول عليه، خاصة بعد تعنت أمريكا سابقًا في تسليم طائرات "F-15".

وعلّق على ما نشره موقع "Defense Security Asia" بأن إسرائيل قد تفعل المستحيل لمنع حصول مصر على هذا الصاروخ، قائلاً إن إسرائيل قد تحاول الضغط ولكن ليس بنفس الحدة، لأن مصر يمكنها الحصول على الصاروخ من دول أوروبية مثل ألمانيا، كما أن أوروبا بدأت تفقد تعاطفها مع إسرائيل بعد أحداث غزة الأخيرة، وهو ما قد تستغله مصر للضغط في هذا الملف.

وأشار إلى أن البديل الآخر لمصر سيكون الاتجاه إلى الصين، وهو ما يثير قلق إسرائيل، خاصة بعد التدريب الجوي المشترك الأخير بين مصر والصين، الذي شاركت فيه طائرات صينية متقدمة مثل "J-10" و"J-16"، والتي تقارن من حيث المستوى بطائرات "F-35".

صواريخ ميتيور لمصر

وبخصوص قدرات الصاروخ مقارنة بنظيره الأمريكي، قال اللواء فرج إن "ميتيور" يتفوق على الصواريخ الأمريكية المركبة على طائرات "F-16"، وهو أحدث صاروخ جو-جو في العالم حاليًا، ويمنح مصر القدرة على ضرب أي هدف جوي من داخل أراضيها دون الحاجة لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي، ويُصنف ضمن فئة "fire and forget"، أي الصواريخ التي تُطلق بناءً على معلومات مسبقة، وغالبًا ما تأتي من طائرات استطلاع، ما يجعل الطائرة المقاتلة تضرب الهدف وتعود لمكانها دون الدخول في اشتباك مباشر.

وفيما يتعلق بالطائرات المصرية المتوافقة مع هذا الصاروخ، أوضح أن مصر تمتلك 54 طائرة "رافال"، وهي متوافقة مع "ميتيور"، ويمكن تحميل كل طائرة منها بأربعة صواريخ، ما يتيح القدرة الكاملة على استخدام الصاروخ دون الحاجة لشراء طائرات "تايفون"،  أما في حال فشل إتمام الصفقة الأوروبية، فهناك بدائل مماثلة في روسيا والصين.

تنويع مصادر السلاح

وأكد مجددًا أن مصر تتبع استراتيجية تنويع مصادر السلاح، وهو حلم طالما راود القوات المسلحة، وقد تحقق في عهد الرئيس السيسي، فمصر اليوم تمتلك من فرنسا طائرات "رافال" وحاملتي المروحيات "ميسترال"، ومن إيطاليا فرقاطات، ومن ألمانيا أربع غواصات حديثة وأربع فرقاطات، واحدة منها تُصنع داخل مصر، ومن روسيا طائرات "سوخوي"، ومن الصين وكوريا معدات عسكرية متطورة.

واختتم اللواء فرج حديثه بأن هذا التنوع الكبير في مصادر التسليح يمنح مصر قوة استراتيجية كبيرة، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي يميل حاليًا للتعاطف مع مصر، ما يعزز من فرص إتمام صفقة “ميتيور”، وفي المقابل، فإن حصول مصر على هذا الصاروخ سيضع إسرائيل في موقف عسكري صعب، لما يوفره من تفوق نوعي في سلاح الجو المصري.

تم نسخ الرابط