تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب رسوم الألومنيوم

أشعل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمضاعفة التعريفات الجمركية على واردات الألومنيوم مخاطر اندلاع "حرب خردة" تجارية مع الاتحاد الأوروبي، والتعديلات الجديدة في سياسة التعريفات تهدد بتفاقم النزاع التجاري بين القوتين الاقتصاديتين العظميين، حيث يتوقع الخبراء أن تزداد التوترات على خلفية الصراع على خردة الألومنيوم التي تعد مادة خام أساسية لصناعات الألومنيوم.
ترامب يضاعف رسوم الألومنيوم: 50% على واردات الألومنيوم
وفي خطوة تصعيدية جديدة، قررت إدارة ترامب رفع التعريفات الجمركية على واردات الألومنيوم إلى 50%، وهذا القرار يأتي بعد مضاعفة الرسوم التي تم فرضها في مارس الماضي بنسبة 25%.
ويستثني القرار الجديد "خردة الألومنيوم" باعتبارها مادة خام أساسية يستخدمها المصنعون الأمريكيون، مما يفتح الباب أمام تدفق إضافي من المواد القابلة لإعادة التدوير إلى الولايات المتحدة.

"حرب الخردة": الاتحاد الأوروبي يدرس فرض رسوم جديدة
بينما يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية فرض رسوم إضافية على صادرات الألومنيوم القابلة لإعادة التدوير، فإن هناك ضغوطًا متزايدة على المفوضية الأوروبية للتحرك بسرعة في مواجهة ما يوصف بـ"تسرب الخردة" من أوروبا إلى الولايات المتحدة، وقد أدى رفع الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تصاعد حدة الاختلافات في أسعار الألومنيوم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يهدد بتعميق الأزمة التجارية بين الطرفين.
الزيادة القياسية في علاوة الألومنيوم، 1325 دولارًا للطن
بعد القرار الأخير بمضاعفة الرسوم الجمركية، قفزت علاوة الألومنيوم في الولايات المتحدة إلى 1325 دولارًا للطن، وهو أعلى مستوى قياسي في تاريخ الأسواق الأمريكية.
وتمثل العلاوة الفرق بين السعر المحلي للألومنيوم في الولايات المتحدة وسعر التداول الدولي في بورصة لندن للمعادن. ويتوقع أن يتحمل المستهلكون الأمريكيون تلك الزيادة في التكاليف، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمنتجات التي تحتوي على الألومنيوم، مثل العلب والمكونات الصناعية.
آثار الرسوم على الصناعة الأمريكية، الرابحون والخاسرون
ومن المتوقع أن يستفيد المصنعون الأمريكيون الذين يعملون في مرحلة تحويل المعدن الخام إلى سلع نصف مصنعة مثل أدوات تصنيع العلب، ووفقًا لتقرير أعدته شركة "هاربور ألمونيوم"، فإن هذه الشركات هي المستفيد الرئيسي من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على الألومنيوم الخام.

كما شهدت الواردات الأمريكية من المواد القابلة لإعادة التدوير قفزة كبيرة، حيث وصلت إلى أكثر من 80 ألف طن في مارس الماضي، وهو أعلى رقم منذ عام 2022.
الضغط على الدول المصدرة، كندا والمكسيك وأوروبا
أدى الفارق الكبير في الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى زيادة صادرات الألومنيوم من دول الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، في محاولة للاستفادة من الفجوة السعرية المتسعة بين الجانبين.
كما ارتفع المعروض من الألومنيوم القادم من كندا والمكسيك، حيث يمثل هذان البلدان أكبر موردي الألومنيوم إلى السوق الأمريكية.
الصين تدخل على خط الأزمة، تحديات في سوق الخردة
تواجه الصين، أكبر دولة في العالم مستوردة للخردة المعدنية، تحديات كبيرة في ضوء القيود المفروضة على صادرات الألومنيوم من أوروبا، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة من الشركات الأمريكية في سلسلة الإمداد الآسيوية.
وكانت الصين قد خففت في العام الماضي من قواعد النقاء على واردات خردة النحاس والألومنيوم، بهدف تشجيع إعادة التدوير المحلية، ما يعكس تزايد الضغوط على سوق الخردة العالمية.
المستقبل: هل يمكن تجنب "حرب الخردة"؟
مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تعريفات الألومنيوم، يبقى السؤال الأهم: هل ستستطيع الأطراف المعنية تجنب تصعيد أكبر و تفادي اندلاع حرب تجارية شاملة؟ بينما تواصل الرسوم الجمركية تهديد الأسواق العالمية، تظل الأنظار مشدودة إلى الاتحاد الأوروبي و الصين لتحديد كيفية رد الفعل على هذه التحولات الحادة في سوق الألومنيوم.

قرار ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على الألومنيوم يتسبب في تفاقم الأزمة التجارية مع الاتحاد الأوروبي ويدفع الولايات المتحدة إلى "حرب خردة" جديدة مع شركائها التجاريين. ومع استمرار الضغوط على الأسواق العالمية، يبدو أن الطريق إلى حل النزاع سيكون طويلًا ومعقدًا.