ماذا يحدث في لوس انجلوس وكاليفورنيا... ترامب: لا أريد حربا أهلية

ماذا يحدث في لوس انجلوس وكاليفورنيا ، ما هو سبب مظاهرات لوس انجلوس، تساؤلات يطرحها كثير من المواطنين في مصر والعالم العربي خلال الساعات الماضية مع تصاعد الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية والتي دفعت لخروج الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليعلن أنه لا يريد حربا أهلية بعدما أصبحت ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في أمريكا قد أصبحت في حالة دمار.
تشهد ولاية كاليفورنيا الأمريكية واحدة من أخطر اللحظات في تاريخها الحديث، ليس فقط بفعل التغيرات المناخية التي خلفت أضرارًا جسيمة مطلع هذا العام بعد الإعصار الناري، ولكن هذه المرة بفعل الانفجار السياسي والاجتماعي الذي أعاد للواجهة تاريخًا معقّدًا من الاستيطان، والتمييز، والصراع على الهوية والثروة.
ماذا يحدث في لوس انجلوس وكاليفورنيا
ولاية الأثرياء كما يُطلق عليها، لم تتعاف بعد من خسائر الكوارث البيئية، حتى وجدت نفسها غارقة في مشهد سياسي ملتهبـ، الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت فجأة، ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات تاريخية تغلي تحت السطح منذ سنوات.
في المشهد، أعلام فلسطين والمكسيك ترتفع فوق رؤوس المحتجين، بينما العلم الأمريكي غائب تمامًا. .والسبب؟ سردية "الحب والانضمام" التي روّجت لها أمريكا خلال توسعها غربًا وجنوبًا، تسقط الآن أمام سردية "الاحتلال والاستغلال".
سبب مظاهرات لوس انجلوس
الولايات الجنوبية والغربية في أمريكا، وعلى رأسها كاليفورنيا، كانت في الأصل أراضي مكسيكية،ودخول الولايات المتحدة لهذه الأراضي لم يكن مجرد توسع سلمي، بل مرّ عبر تاريخ دموي من الاستيطان، والاستغلال، والحروب غير المتكافئة، فكما دعمت واشنطن قيام كيان استيطاني في الشرق الأوسط، استخدمت منطق القوة نفسه لتوسيع حدودها غربًا.
الشباب المكسيكي اليوم يرى في كاليفورنيا أرضه المسلوبة، لا مجرد فرصة عمل، الهوية المكسيكية في الولاية لم تنكسر، بل ازدادت تجذرًا في وجه الفيدرالية الأمريكية، وأصبحت واقعًا ديموجرافيًا يصعب إنكاره، حتى وإن تم تجاهله سياسيًا.
السبب الثاني لخطورة ما يحدث الآن، هو الاقتصاد الخفي الذي يدير ظهره للدستور والقوانينـ فثروات كثير من أثرياء أمريكا، خصوصًا في كاليفورنيا، تعتمد على العمالة غير الشرعية مهاجرون مكسيكيون، دون أوراق، ودون حقوق، يتحولون إلى كنز بشري يعملون مقابل أجور زهيدة، في ظروف قاسية، دون أي تأمين اجتماعي أو قانوني، من يدفع الثمن؟ ليس الرأسمالي، بل الدولة، والمواطن، والمهاجر ذاتهـ وعندما تهدد الاحتجاجات هذا النمط من "الاستعباد الحديث"، يصبح تمويل القلاقل خيارًا مفضلًا للطبقة المستفيدة.
🏛️كاليفورنيا والديمقراطيون
السبب الثالث في خطورة المشهد أن كاليفورنيا ولاية ديمقراطية تقليديًا، ومعقلٌ لرجال الأعمال المنتمين لهذا التيار، مما يجعل الشرخ داخل الحزب الديمقراطي نفسه أكثر وضوحًاـ لم يعد الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين فقط، بل بين القواعد الشعبية الغاضبة والنخب السياسية المرتبكة.
ما يحدث في كاليفورنيا اليوم ليس مجرد احتجاجات عابرة، بل علامة على تصدع سردية الدولة الفيدرالية، وانكشاف تناقضات الرأسمالية الأمريكية، وسقوط "الاستقرار المصطنع" في واحدة من أغنى ولايات العالم.
المشهد لم ينته بعد، وما يجري اليوم قد يعيد كتابة مستقبل أمريكا بالكامل.
يرفض أمريكيون قرار نشر الحرس الوطني ضد احتجاجات لوس أنجلوس ويسألون إذا كانت مداهمات ICE (وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية) التي تستهدف لوس أنجلوس ضرورية، فلماذا لا تكون ضرورية أيضًا في الولايات الجمهورية التي من المفترض أن ترامب يميل أكثر لحمايتها؟
يرى معارضون لترامب أم ما يحدث يخدم مصلحته السياسية – وأن الاحتجاجات السلمية في الغالب في لوس أنجلوس على المداهمات الاستفزازية المتعمدة التي نفذها عملاء وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية، هي احتجاجات واسعة النطاق وعنيفة، يريدك أن تصدق أن لوس أنجلوس قد احترقت، يريدك أن تصدق، كما كتب على وسائل التواصل الاجتماعي في 8 يونيو، أن "عصابات تمرّد عنيفة تجتاح وتهاجم عملاءنا الفيدراليين"، وأن المدينة تحت حصار من "غزو للمهاجرين".