قفزة غير متوقعة في أسعار الذهب العالمي مدفوعًا بتصاعد التوترات الدولية

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، مدعومة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية وتنامي التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
أونصة الذهب تسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 3359 دولارًا
ووفقًا لتقارير "جولد بيليون"، سجل سعر أونصة الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.9%، ليصل إلى 3359 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ نحو أسبوع، بعدما افتتح التداولات عند مستوى 3303 دولارًا، ويتداول حاليًا عند 3352 دولارًا للأونصة.
تصعيد الحرب والتوترات التجارية يرفعان الطلب على الذهب
تصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا قبيل الجولة الثانية من محادثات السلام في إسطنبول، حيث شنت أوكرانيا واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء الحرب، وردت روسيا بهجوم بطائرات مسيرة خلال الليل، ما أثار مخاوف الأسواق وعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

وفي السياق ذاته، زادت حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من 25% إلى 50%، كما اتهم الصين بانتهاك اتفاقية جنيف، الأمر الذي نفته الصين بشدة، محذرة من اتخاذ إجراءات لحماية مصالحها الوطنية.
ضعف الدولار يدعم الذهب
من جانب آخر، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.7%، بعد تصريحات من كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أشار فيها إلى دعمه لفكرة خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام، مستندًا إلى تباطؤ التضخم واستمرار قوة سوق العمل، وهذا التراجع في الدولار ساهم بدوره في دعم أسعار الذهب عالميًا.
بفضل هذه التطورات، تمكن الذهب من تعويض خسائره التي تكبدها الأسبوع الماضي، واخترق مستوى المقاومة عند 3330 دولارًا للأونصة، وهو ما يمثل تجاوزًا لخط الاتجاه الهابط الذي حد من صعود الذهب في الأسابيع الماضية، ما يفتح المجال لمزيد من المكاسب.
ارتفاع أسعار الذهب في مصر رغم تراجع الدولار
على الصعيد المحلي، ارتفعت أسعار الذهب في مصر خلال تداولات اليوم متأثرة بالزيادة العالمية، رغم تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، وهو ما كان من شأنه الحد من مكاسب الذهب.

سعر جرام الذهب عيار 21
واستهل الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المحلي، تعاملات اليوم عند 4680 جنيهًا للجرام، ثم تراجع بشكل طفيف إلى 4673 جنيهًا وقت كتابة التقرير، بعد أن كان قد أغلق يوم أمس عند 4610 جنيهًا للجرام، بزيادة قدرها 10 جنيهات عن الجلسة السابقة.
ويرى مراقبون أن التحسن النسبي في المؤشرات المالية والاقتصادية داخل مصر، مدعومًا بتقرير إيجابي صادر عن صندوق النقد الدولي بشأن المراجعة الخامسة لبرنامج دعم الاقتصاد المصري، ساهم في استقرار سعر صرف الجنيه وأضفى قدرًا من الهدوء على السوق المحلي.
ورغم هذا الاستقرار الداخلي، يبقى السعر العالمي هو المحرك الرئيسي لتغيرات أسعار الذهب في مصر خلال هذه الفترة، ما يجعل الذهب المحلي أكثر حساسية تجاه التطورات الدولية.

وتشير التوقعات إلى إمكانية استمرار الزخم الصاعد في أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، خاصة في حال استمرت التوترات الجيوسياسية والتجارية، كما أن أي تراجع إضافي في الدولار أو إشارة جديدة من الفيدرالي الأمريكي نحو تخفيف السياسة النقدية قد تدفع بأسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة.