محلل: الذهب يتحرك عرضيًا بعد قفزة تاريخية

قال ميشال صليبي، محلل الأسواق في شركة FXPro، إن أسعار الذهب تشهد حاليًا تداولًا عرضيًا بعد أن وصلت إلى مستويات تاريخية عند 1500 دولار للأونصة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب، ميشال صليبي يوضح

وأضاف “صليبي”، في مداخلة هاتفية عبر تطبيق زوم ببرنامج المايسترو المذاع على قناة الشمس و يقدمه الإعلامي مازن القصعة، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن هذه الارتفاعات القوية لم تتبع بعملية تصحيح صحية، سواء صعودًا أو هبوطًا، كما لم نشهد حتى الآن عمليات جني أرباح ملحوظة من قِبل المستثمرين، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات.

وأوضح صليبي أن هذا يعكس حالة من انعدام الثقة لدى المستثمرين في الأصول المالية الأخرى، في ظل ضبابية عامة تسيطر على الأسواق، وعلى الرغم من بعض الإشارات الإيجابية مؤخرًا سواء من خلال نتائج متباينة لمؤشرات الأسهم الأمريكية، أو التفاهمات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أو تمديد الإعفاءات الجمركية بين أمريكا ومنطقة اليورو، إلا أن هذه العوامل لا تزال تعتبر حلولًا مؤقتة.

وأشار ميشال صليبي إلى أن السوق بحاجة إلى مؤشرات أساسية قوية وثابتة من شأنها أن تعيد ثقة المستثمرين وتدفعهم نحو اتخاذ قرارات استثمارية واضحة فيما يخص الذهب، ومع ذلك، يرى أن لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة تدعم احتمال دخول أسعار الذهب في موجة هبوط قوية.

وتابع صليبي قائلاً إن بعض الأحداث الأخيرة، مثل تخفيضات التصنيف الائتماني وصعوبة معالجة العجز المالي الأمريكي الذي بلغ نحو 36 مليون دولار، كلها عوامل تفسر اتجاه الإدارة الأمريكية لتصعيد الحرب التجارية، بهدف تقليل الأثر السلبي على الاقتصاد المحلي، وإن كان لذلك تأثير إيجابي غير مباشر على أسعار الذهب.

مصير أسعار الذهب، ميشال صليبي يوضح

وأكد أن استمرار هذا الوضع قد يدخل أسعار الذهب في منعطف جديد قد يؤدي إلى تحقيق مستويات تاريخية جديدة، مشددًا على أن الهبوط المحتمل في أسعار الذهب بمقدار 100 إلى 150 دولارًا لا يعد تصحيحًا حقيقيًا بالنظر إلى الارتفاعات الكبيرة الأخيرة، مضيفًا أن العديد من المستثمرين لا يزالون ينتظرون هذا التصحيح للدخول من جديد.

واختتم صليبي حديثه، بأن النظرة الفنية تظهر أن الذهب يتحرك في نطاق عرضي ضيق، ما يعكس حالة ترقب عامة لدى المستثمرين بانتظار مؤشرات اقتصادية أكثر حسمًا. 

وأوضح أنه من ناحية التحليل الأساسي، فالوضع الاقتصادي الأمريكي والجيوسياسي العالمي يشيران إلى أن الذهب ما زال يمتلك فرصة قوية لمواصلة صعوده دون الحاجة إلى تصحيح كبير.