مصر تنقذ السودان من انقطاع الكهرباء لمدة 40 يوما، تدهور قطاع الصحة والزراعة

استمرارًا لجهود التعاون المشتركة بين مصر والسودان، في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، لاستكمال المرحلة الثانية، من مشروع الربط الكهربائي المصري السوداني "توشكى 2/ وادي حلفا" بقدرة 300 ميجاوات.
استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محيي الدين نعيم، وزير النفط والطاقة السوداني، والوفد المرافق له بمقر الوزارة بـ العاصمة الإدارية، بحضور السفير عماد الدين مصطفى عدوي، سفير جمهورية السودان بالقاهرة.
وقعت وزارة الكهرباء اتفاقية مع أعلنت شركة كهرباء السودان، لزيادة الحصة الموردة إلى الولاية الشمالية من الطاقة الكهربائية، عبر مشروع الربط الكهربائي المصري-السوداني.
يأتي هذا الاتفاق كخطوة جادة من الحكومة المصرية، لمعالجة أزمة انقطاع التيار الكهربائي في ولاية شمال السودان، بعد انقطاع التيار لمدة 40 يومًا، مما تسببت في شلل القطاع الزراعي، والمستشفيات والمراكز الطبية.

جاء الإعلان، عقب زيارة أجراها وزير الطاقة والنفط السوداني، الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد، إلى القاهرة، حيث التقى نظيره المصري محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.
وأفاد بيان شركة كهرباء السودان، أن الاتفاق يهدف لتعزيز استقرار التيار الكهربائي في الولاية الشمالية، عبر زيادة خط الربط الكهربائي، والالتزام بسياسة التوزيع العادل وتفعيل نظام برمجة، يضمن استفادة جميع المناطق من الكميات المتاحة.
وتفاقمت أزمة الكهرباء في السودان نتيجة هجمات بطائرات مسيرة استهدفت محطات تحويلية رئيسية، لا سيما سدا ومحطات توليد في دنقلا، في أبريل الماضي.
السودان تتهم قوات "الدعم السريع" بتدمير 3 محطات كهرباء
واتهمت السلطات السودانية قوات "الدعم السريع" بالمسؤولية عن هذه الهجمات، التي أدت إلى تدمير ثلاث محطات كهرباء في مدينة أم درمان، مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم والمناطق المجاورة.
وأكد مدير عام شركة كهرباء السودان، عبد الله أحمد محمد، أن عودة التيار الكهربائي إلى الولاية الشمالية ستتم بشكل تدريجي، مع التركيز على تحقيق توزيع عادل يضمن استدامة الإمدادات.
ويُعد مشروع الربط الكهربائي المصري-السوداني، الذي بدأت مناقشات المرحلة الثانية منه مؤخراً، خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها السودان.
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود السودان لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، حيث أبرم البلد اتفاقيات مع دول مثل الصين ومصر لإعادة تشغيل المحطات الكهربائية وتوريد معدات الجهد العالي.
ويعكس هذا الاتفاق، التزام مصر بدعم السودان في مواجهة أزماته، خاصة في المناطق الحدودية مثل الولاية الشمالية، التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة كمحرك اقتصادي.
وتعاني ولاية شمال السودان، من أزمة طاقة حادة، بسبب الحرب الأهلية المستمرة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وأدت الهجمات الممنهجة على البنية التحتية، من بينها محطات الكهرباء وسد مروي، إلى انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، مما أثر سلباً على القطاعات الزراعية والصناعية والطبية بالبلاد.
ووفقاً لتقارير، فإن 60% من سكان السودان يعيشون بدون كهرباء بشكل دائم أو متقطع، مما يفاقم الأزمة الإنسانية التي تشمل نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ومجاعة حادة تهدد نصف السكان.