حكم شراء لحوم وتوزيعها كبديل للأضحية في العيد الكبير، (الإفتاء تجيب)

بديل للأضحية في العيد الكبير، مع اقتراب موسم الحج 1446 وعيد الأضحى المبارك، تتجدد الأسئلة حول شعيرة الأضحية وأحكامها، خاصة في ظل أوضاع اقتصادية تدفع البعض للتفكير في التصدق بالمال بدلًا من الذبح، رغم وضوح الأحكام الشرعية التي بينت أن الأضحية عبادة مقصودة لذاتها لا يجزئ عنها غيرها.

الحج للمستطيع، والأضحية لمن لم يكتب له الحج
والدليل على أن الأضحية مقصودة لذاتها ولا يجزئ عنها غيرها، قول الله تعالى: "وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"، أما من لم يكتب له أداء فريضة الحج، فعليه إحياء شعيرة الأضحية، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة للقادرين، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "من وجد سعة فلم يضحي فلا يقربن مصلانا".
ما هي الأنعام التي تجزئ في الأضحية؟
ومن جهتها أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ما يجزئ في الأضحية هو أن تكون من بهيمة الأنعام، وتشمل الإبل، والبقر، والغنم الضأن والماعز، وبناءً على ذلك لا يجزئ شراء اللحم أو التصدق بالمال على أنه أضحية، لأن الأضحية عبادة مقصودة في ذاتها لها كيفية محددة وأحكام شرعية ثابتة.

هل يجوز إخراج الأضحية على هيئة مال أو لحم جاهز؟
شراء اللحم والتصدق به أو إعطاء المال للفقراء عمل خيري محمود ويثاب عليه، لكنه لا يقوم مقام الأضحية الشرعية، لأنه لا يحقق مقصود العبادة بالشكل الذي جاء به النص الشرعي.
ويستشهد البعض بما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما، من شرائه للحم على أنه أضحية، إلا أن العلماء بينوا أن ذلك لم يكن بديلًا عن الأضحية الشرعية، بل كان لبيان أنها ليست واجبة وجوبًا محتمًا، حتى لا يظن الناس أنها فرض، كما يحتمل أنه ضحى بالفعل ثم اشترى اللحم لنفسه، أو تصدق بلحم الأضحية كله.
الأضحية سنة مؤكدة في حق القادر
عن أنس رضي الله عنه قال: "ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا"، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب فيها أصحابه وكره تركها للقادر لحديث: "من كان له سعة، ولم يضحي، فلا يقربن مصلانا".

متى تكون التصدق بالمال بديلًا محمودًا؟
ويمكن لمن نوى الأضحية وتبين له أن من حوله بحاجة ماسة إلى المال أكثر من اللحم، أن يتصدق عليهم، لكنه بذلك يكون قد أخرج صدقة لا أضحية لأن الأضحية لا تستبدل.