رحب بموقف حماس وهاجم العدوان الإسرائيلي على غزة، هل يناقض ترامب نفسه؟

قالت الدكتورة تمارا حداد الباحثة السياسية الفلسطينية إن التغيير المفاجئ في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفه إفراج حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي - الأمريكي عيدان ألكسندر كبادرة "حسن نية"، يعكس تحولًا استراتيجيًا في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، مدفوعًا بعدة عوامل متداخلة بمعنى أن ترامب يهتم بأولويات الولايات المتحدة الامريكية أولًا ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط أمام استمرار نتنياهو في تحقيق أهدافه الشخصية دون مراعاة مصلحة أمريكا في المنطقة.
وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن التغير في موقف ترامب يأتي في أكثر من سبب أبرزها الضغط الداخلي والدولي لإنهاء الحرب، حيث تزايدت الضغوط على إدارة ترامب من قبل الرأي العام الأمريكي والدولي لإنهاء الحرب في غزة، كما أن استمرار الحرب أثار انتقادات داخلية في الولايات المتحدة، بما في ذلك احتجاجات طلابية ومطالبات بوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل.

وأشارت حداد إلى أن شخصية ترامب تسعى نحو تحسين صورته كصانع سلام قادر على إنهاء النزاعات الدولية ويتمنى أن يحصل على جائزة نوبل للسلام .
وأضافت أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر آخر رهينة أمريكية حية في قطاع غزة، يُعتبر إنجازًا دبلوماسيًا يمكن استثماره سياسيًا داخليًا وخارجيًا، خاصة أنه جاء الافراج قبل وصول ترامب إلى الشرق الأوسط، التي تشمل السعودية وقطر والإمارات.

العلاقة بين ترامب ونتنياهو
وأكدت تمارا حداد أن العلاقات بين إدارة ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو شهدت توترًا متزايدًا لا سيما بعد تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، التي اتهم فيها إسرائيل بإطالة أمد الحرب رغم رغبة الولايات المتحدة في إنهاءها.
وتابعت أن مصر وقطر أدتا دورًا حاسمًا في التوسط لإطلاق سراح ألكسندر، مما يعكس تحولًا في ديناميكيات الوساطة الإقليمية، حيث أصبحت الولايات المتحدة تعتمد بشكل أكبر على شركائها العرب لتحقيق أهدافها في المنطقة بدل إسرائيل.

واختتمت الدكتورة تمارا حداد الباحثة السياسية الفلسطينية أن تغير موقف ترامب يعكس مزيجًا من الضغوط الداخلية والدولية، والاعتبارات السياسية والإنسانية، والتوترات مع حكومة نتنياهو، حيث إن هذا التحول قد يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في إعادة تقييم سياستها في الشرق الأوسط، والتركيز على الحلول الدبلوماسية والإنسانية بدلاً من الدعم غير المشروط للحملات العسكرية الإسرائيلية.