هل التوتر بين ترامب ونتنياهو مناورة سياسية قبل توسيع العمليات العسكرية بغزة؟

أثار التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح تساؤلات حول هذا الأمر، لا سيما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع التخلي عن إسرائيل بحكم الدولة العميقة المسيطرة على السياسات الأمريكية.
لتجيب الدكتورة تمارا حداد الأكاديمية والباحثة السياسية الفلسطينية، على هذا التساؤل قائلة إن التوتر بين ترامب ونتنياهو يحمل ملامح مناورة تكتيكية أكثر من كونه قطيعة حقيقية.
وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية أنه من المرجّح أن يعقب هذا التوتر تقارب مرحلي خصوصًا أنه كانت هناك عملية إسرائيلية كبيرة قيد الإعداد في غزة، ومثل هذا التوسع قد يتم تسويقه أمريكيًا في سياق استعادة الردع، وترامب قد يجد فيه فرصة للظهور بمظهر الحليف الأقوى لإسرائيل مقارنةً بالرئيس السابق جو بايدن.

وأشارت حداد إلى أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل استراتيجية والخلاف بين ترامب ونتنياهو فقط سياسي ظرفي وليس استراتيجيًا، حيث تبقى المعطيات الشخصية والسياسية والاستراتيجية بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، في سياق مشحون يتمحور حول الحرب في غزة ومعضلة مسار مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، فضلًا عن محاولة واشنطن للوصول إلى اتفاق بينهاوببن الحوثيين ما ينعكس على عمل أحادي الجانب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعيد عن إسرائيل في عدد من الملفات في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت أن طبيعة التوتر بين ترامب ونتنياهو تأتي نتيجة الخلافات بين الرجلين ليست جديدة بل قديمة تتجدد تارة وتخفت تارة تتطور لكنها تصاعدت مؤخراً مع تصريحات ترامب التي انتقد فيها نتنياهو بشكل علني تحديداً في ملف غزة، ورغم الدعم الكبير الذي قدمه ترامب لإسرائيل خلال رئاسته الأولى بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالجولان جزء من إسرائيل، إلا أنه عبّر عن خيبة أمله من نتنياهو عدة مرات.
وأكدت أن الاختلاف بين الطرفين لا يلغي التحالف بينهما، فالخلافات شخصية وتكتيكية أكثر من كونها استراتيجية؛ فكلاهما يتفقان على خطوط عريضة مثل الضغط على إيران، وإنهاء حركة حماس، ودعم التحالفات الإقليمية الجديدة.
ولفتت الباحثة السياسية إلى أنه من المرجح أن التوتر مدروس ومحدود، ويدخل ضمن لعبة النفوذ التي يمارسها ترامب داخل الحزب الجمهوري ومع حلفائه الإقليميين، ومن هذا المنطلق قد تكون تصريحات ترامب للعالم والداخل الأمريكي لتأكيد أنه لا يتبنى سياسة نتنياهو تلقائيًا، بل يملك قراره المستقل.

زيارة ترامب للمنطقة قبل توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة
وتابعت الدكتورة تمارا حداد أن زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة قد تكون مناسبة لإظهار "عودة الحليف القوي"، مما يبرر لاحقًا دعمًا واسعًا لعمليات إسرائيلية أكبر في غزة أو جنوب لبنان.
واختتمت الدكتورة تمارا حداد الباحثة السياسية الفلسطينية أن تصريحات ترامب مناورة قد نشهد بعدها تمهيدًا لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة لأن هناك تصاعد الضغوط داخل إسرائيل على نتنياهو لإنهاء الحرب بـ"صورة نصر"، خاصة مع أزمة الجنود الأسرى، وترامب قد يستغل أي توسع في العمليات ليظهر كـ"رئيس ظل" أكثر صرامة .