الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

«رسالة رحمة من السماء».. 200 بقرة تهرب من حرائق إسرائيل لشمال غزة (اعرف القصة)

حقيقة هروب 200 بقرة
حقيقة هروب 200 بقرة لغزة

حقيقة هروب 200 بقرة لغزة، في واقعة مؤثرة وغير مسبوقة، وجدت عشرات العائلات الفلسطينية في شمال قطاع غزة قطيع من الأبقار تجاوز عدده الـ200 بقرة عبر الحدود، بعد أ، هربت من مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي التي التهمتها النيران قبل أيام، لتشق طريقها نحو الأراضي الفلسطينية المحاصرة، وسط أزمة مجاعة خانقة وحصار قاتل يمنع دخول المساعدات الإنسانية منذ أسبوع.

ليست غنيمة حرب بل طوق نجاة.. الأبقار تهرب من النيران إلى الجوع

أفادت مصادر محلية في شمال غزة بأن قطاعًا ضخمًا من الأبقار فر من مستوطنات إسرائيلية اشتعلت فيها حرائق ضخمة، واتجه عبر الحدود نحو القطاع، تحديدًا إلى المناطق الشمالية التي تعاني من أسوأ أزمة غذائية في تاريخها الحديث، والحادثة التي وقعت مطلع هذا الأسبوع أثارت موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، ووصفها سكان شمال غزة بأنها "رسالة رحمة من السماء"، في ظل استمرار انقطاع المساعدات وغياب أي تدخل دولي فعّال.

ويؤكد شهود عيان أن الأبقار اجتازت السياج الفاصل بسبب حالة الهلع التي سببها الحريق في محيط مستوطنات غلاف غزة، وقد استقبل السكان القطيع بدهشة وأمل، ليس كغنيمة حرب، بل كطوق نجاة يتيح لهم البقاء على قيد الحياة في ظل انهيار سلاسل الإمداد الغذائي.

حقيقة هروب 200 بقرة لغزة

مجاعة شمال غزة حين أصبح اللحم حلمًا

تعيش أكثر من نصف مليون نسمة في شمال غزة تحت وطأة مجاعة تزداد تفاقمًا كل يوم، نتيجة الحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع منذ أكثر من شهر ونصف، ومنع دخول أي مساعدات إنسانية أو مواد غذائية، ومنظمات الإغاثة الدولية، ومنها الأمم المتحدة، تحذر من أن الجوع في القطاع لم يعد خطرًا مستقبليًا، بل حقيقة متسارعة تجرف الجميع بلا استثناء.

ورغم أن مشهد الأبقار الهاربة قد يبدو طريفًا أو استثنائيًا، إلا أنه يسلط الضوء على عمق الأزمة، حيث باتت الحيوانات التي هربت من حرائق الاحتلال تشكل مصدرًا بديلًا للبروتين وسط انعدام اللحوم والدواجن وحتى البيض والخضروات في الأسواق.

الناس يأكلون السلاحف في قطاع غزة بسبب الحصار

وإذا كانت الأبقار قد شكلت بارقة أمل مؤقتة، فإن القصة الأكثر قسوة تأتي من الجنوب، حيث لجأت ماجدة قنان، وهي نازحة تعيش في خيمة بخان يونس، إلى طهي السلاحف للمرة الثالثة خلال الحرب، لإطعام عائلتها المكونة من أطفال ونساء بعد نفاد الطعام تمامًا.

وتروي ماجدة كيف اصطادت سلحفاة، ونظفت لحمها وخلطته بالدقيق والخل، ثم طهته على الحطب، وأخبرت أطفالها أن طعمه "يشبه لحم العجل"، لتشجيعهم على تناوله، وبعض الأطفال أكلوه جوعًا، بينما رفضه آخرون خائفين أو مقززين.

وتضيف: “لا يوجد في السوق شيء سوى الطماطم والخيار والفلفل، وكيلو الخضار أصبح رفاهية”، وتشير إلى أنها لا تبيع ما تطبخه من السلاحف، بل تشاركه مع عائلات أخرى تعاني من نفس المصير، مؤكدة: "هذا ليس طعامًا، هذا بقاء".

المنظمات الدولية: الكارثة في غزة هي الأسوأ منذ بدء الحرب

وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن الوضع الإنساني في غزة بلغ "مرحلة الانهيار الكامل"، وهو الأسوأ منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام ونصف، وقد مرت 45 يومًا منذ أن سمح بدخول آخر قافلة مساعدات إلى القطاع، وهي أطول فترة انقطاع منذ بدء الحرب.

ومن جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن السكان يجبرون على شرب مياه الصرف الصحي وتناول علف الحيوانات بسبب انعدام الغذاء والماء النظيف.

تم نسخ الرابط