كيف تؤدي مناسك الحج خطوة بخطوة.. الأزهر يوضح (فيديو)

الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة فرضها الله على المسلمين القادرين مرة واحدة في العمر، ويعد من أعظم وأقدس الأعمال التي يقوم بها المسلمون في حياتهم، ففي كل عام يتوجه ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء هذا الركن العظيم، الذي يتضمن مجموعة من المناسك والعبادات التي تتطلب معرفة دقيقة لكي يتمكن الحاج من أدائها بشكل صحيح.
وفي هذا الصدد يعرض موقع الأيام المصرية خلال السطورالتالية مناسك الحج مرورًا بالتحضيرات الأساسية، وصولًا إلى الطواف الأخير.

أنواع النسك في الحج
قال الشيخ عبد السلام عبد المنصف، خلال برنامج وليال عشر، الذي يعرض على قناة النهار، إن الحج يأتي بثلاث صور رئيسية، وهي الإفراد: وهو أن ينوي الحاج الحج فقط من بلده أو الميقات، والتمتع: أن ينوي العمرة أولًا، ثم بعد الفراغ منها، يحج في نفس الموسم، والقران: أن ينوي الجمع بين الحج والعمرة في نفس الوقت، ويؤدي المناسك لهما معًا، والفرق بين هذه الأنواع يظهر في النية، والسعي، والهدي، وسنفصل ذلك في سياق المناسك.
قبل الإحرام.. ما هي الاستعدادات الأساسية التي ينبغي على الحاج مراعاتها
قبل النية والإحرام هناك أمور مهمة ينبغي للحاج مراعاتها، ومنها استرضاء الخصوم أي تصفية الخلافات والحقوق بينه وبين الناس، وبعد ذلك إبراء الذمة من الديون بأن يستأذن من له عليه دين، ويطمئنه، ومن ثم النية الصافية حتى يتقبل الله حجه، وهذه خطوة يغفل عنها كثير من الناس، لكنها مفتاح القبول.
بداية الرحلة.. من البيت إلى الميقات
يبدأ الحاج رحلته بالاغتسال ويقص شعره، ويقلم أظافره، ويتطيب، ثم يرتدي ملابس الإحرام، ثم ينوي بحسب نوع الحج:
- المفرد: "لبيك اللهم بحج"
- المتمتع: "لبيك اللهم بعمرة"
- القارن: "لبيك اللهم بحج وعمرة"
ولكن وجب التوضيح أن ارتداء ملابس الإحرام لا يعني الإحرام، فالإحرام هو النية، ويجب أن تعلن قبل تجاوز الميقات.

عند الوصول إلى مكة
المفرد والقارن: يطوفان طواف القدوم، ويصليان ركعتين خلف المقام، ويمكن لهما تقديم السعي بين الصفا والمروة بعد الطواف.
المتمتع: يدخل في مناسك العمرة مباشرة، ويطوف 7 أشواط، ويسعى بين الصفا والمروة 7 أشواط، ويحلق أو يقصر (والحلق أفضل)، بعد ذلك يحل من الإحرام ويعيش حياته الطبيعية حتى يوم 8 ذو الحجة.
يوم التروية 8 ذو الحجة
ويوم التروية يعود المتمتع للإحرام ويقول: "لبيك اللهم بحج"، ولكن القارن والمفرد لا يزالان على إحرامهما، ومن ثم يتجه الجميع إلى منى ويبيتون بها (سنة مؤكدة).
يوم عرفة 9 ذو الحجة
قبل الزوال يتوجه الحجاج إلى مسجد نمرة، ويصلون الظهر والعصر جمع تقديم، ثم يتجهون إلى عرفات للوقوف بها حتى غروب الشمس، ويبدأ الوقوف من زوال الشمس حتى فجر يوم العيد، ولكن الوقوف لحظة واحدة في هذا الوقت يجزئ، ولكن الأفضل الجمع بين النهار والليل.
بعد غروب شمس عرفة نتوجه للمزدلفة
بعد غروب يوم عرفة يتوجه الحجاج إلى المزدلفة، ويصلون المغرب والعشاء جمع تأخير، ويبيتون حتى الفجر، وبعد صلاة الفجر، يتوجهون إلى المشعر الحرام للدعاء.

يوم النحر 10 ذو الحجة
بعد مغادرة المشعر الحرام يجمع الحاج 70 حصاة، ويتجه إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى (7 حصيات)، وبعد الرمي يذبح الهدي (واجب على المتمتع والقارن فقط)، ثم يحلق أو يقصر (والحلق أفضل)، وقتها كل المحظورات ترفع، إلا الجماع، ثم يتوجه إلى مكة لطواف الإفاضة، وهو ركن لا يتم الحج بدونه، وبعد ذلك يسعى المفرد والقارن إذا لم يسعيا بعد طواف القدوم، والمتمتع يسعى كذلك.
أيام التشريق 11، 12، 13 ذو الحجة
يبيت الحاج في منى ثلاث ليالي (سنة)، ويرمي الجمرات الثلاث كل يوم: الصغرى، الوسطى، الكبرى (21 حصاة يوميًا)، وبذلك يكون مجموع الحصيات 70 لمن لم يتعجل، و49 لمن تعجل.
ويمكن للحاج المتعجل مغادرة منى بعد رمي اليوم الثاني (12 ذو الحجة) قبل الغروب، وإن بقي بعد الغروب، يجب عليه البقاء ليوم ثالث.
ختام المناسك.. طواف الوداع
آخر ما يفعله الحاج في مكة هو طواف الوداع (7 أشواط)، ثم يستحب زيارة المدينة المنورة لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

وبذلك فمناسك الحج ليست مجرد مجموعة من الأفعال الدينية، بل هي رحلة روحانية تهدف إلى تقوية العلاقة بين العبد وربه، وتعزيز معاني التواضع والتوبة والإخلاص، ويتعلم المسلم خلال هذه الرحلة الكثير من القيم الإنسانية والدينية التي تصحح مساره، لذا على الحاج قبل أداء مناسك الحج أن يستعد جيدًا سواء على المستوى البدني أو الروحي، والالتزام بالسنن والآداب التي تجعله يحظى بحج مبرور وذنبًا مغفور بإذن الله.