تسريب عبد الناصر والقذافى.. رفع السرية عن مكالمة عمرها 55 عاما وهذا سبب خروجها للنور الآن (تقرير)
تسريب عبد الناصر والقذافى .. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا تسريبًا صوتيًا لمكالمة هاتفية جمعت بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، تناولت قضايا سياسية حساسة تتعلق بالوضع في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وطرح القذافي خلال التسجيل فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة تهدف إلى تحرير فلسطين بالكامل، غير أن عبد الناصر رد بتوجه واقعي، موضحًا أن موازين القوى لا تصب في مصلحة العرب، وأن من يدعو إلى الحرب عليه أن يكون مستعدًا لتحمل تبعاتها، حيث قال عبد الناصر نصًا: "إللي عايز يكافح يكافح، وإللي عايز يناضل يناضل"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الحديث عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر بات غير منطقي في ظل الدعم الأمريكي والدولي الواسع لإسرائيل.
تسريب عبد الناصر والقذافى.. أمريكا تساند إسرائيل بالأسلحة والأموال
وقال عبد الناصر خلال المكالمة المسربة: “إنه إذا كان هناك أحد يريد أن يكافح، يكافح وإذا كان حد عايز يناضل ما يناضل، لكن النهاردة بيقولوا يا فلسطين كلها من النهر إلى البحر يا مش كلها، معنى الكلام إللي بيقولوه النهاردة العراقيين أننا بندي الضفة الغربية والقدس وغزة لليهود وفي خلال سنة أو سنتين كل المناطق دي بتتهود ومش هنرجعها، وأمريكا بتساند بفلوسها وأسلحتها إسرائيل، هنحررها إزاي، وبعدين كيف ستحرر العراق فلسطين بميزانية 70 مليون جنيه، مش ممكن، إسرائيل اشترت السنة إللى فاتت أسلحة بـ 400 مليون جنيه، وده إللي أعلن في يوم واحد بس”.
وتابع عبد الناصر: “دلوقتي هيطلعوا يقولوا إن عبد الناصر خان وباع القضية الفلسطينية زي ما قالوا في 54 وقت الإنجليز لما أديتهم حق الاحتفاظ بقاعدة 7 سنين وطلع واحد ضربني بالرصاص ووقف محمد نجيب ضد الاتفاقية، والإسرائيليين بيعتبروها أرضهم مش أرض محتلة، ولو قولنا هنحرر هنعمل زي 48 ولا هنحرر ولا هنعمل أي حاجة، مين هيحرر الضفة الغربية، معنى كده أننا بندي باقي فلسطين لليهود، هل هذا هو المطلوب، ورغم ده بقول إن الحل السلمي هو الأساس ولازم يكون فيه موقف دولي خطير يدفع أمريكا أنها تضغط على إسرائيل عشان تنسحب مش قوتنا أحنا الذاتية، وقرار مجلس الأمن أننا نحل ولكن ببعض القيود، زي مرور إسرائيل في قناة السويس، وجعل الضفة الغربية منطقة منزوعة السلاح”.
جمال عبد الناصر: أحنا ناس إنهزاميين وإللي عايز قتال يتفضل
وتابع عبد الناصر: إذا رفضتوا قرار مجلس الأمن، فاحنا هنجيب فلوس منين عشان نحارب، ولو قررتوا الحرب سيبونا نمشي من مؤتمر طرابلس وأعملوا أنتوا والجزائر والعراق وسوريا واليمن الجنوبية لأنهم طلعوا بيان أنهم بيرفضوا قرار مجلس الأمن، فسيبونا أحنا، أحنا ناس استسلاميين وإنهزاميين، إللي عايز قتال وتحرير يتفضل، فاتفضلوا اجتمعوا وأحنا هنقاطع الاجتماعات وحاربوا، وأنا هديكم 50 مليون جنيه معونة من مصر عشان تحاربوا، وحلوا عننا، وأحنا الإنهزاميين، فأنا مستعد أقدم كل المساعدات ماعدا الناس، مش مستعد أقدم ناس، وأنا دلوقتي مشكلتي الضفة الغربية عايز أرجع الأرض إللي فقدناها 67 وبعدين أحرر الأرض إللي فقدناها 48، لكن دلوقتي يقولي يا نرجع الأرض إللي فقدناها 67، و48 مع بعض يا منرجعش.
ومن جانبه أوضح القذافي: مخاوفنا من استرجاع الأرض إللي فقدناها في 67 يخلق وضع لا يمكننا من استرجاع أي أرض بعدها.
جمال عبد الناصر: ليس لنا دخل في القضية الفلسطينية
وجاء رد عبد الناصر: اليهود أشطر من العرب في التخطيط والاستراتيجية، اليهود خططوا على 25 سنة، أخذوا فلسطين كلها، من 47 أخذوا التقسيم و48 أخذوا أكثر من التقسيم و56 أخذوا سيناء وضموها ورجعوهالنا تاني و67 أخذوا بقية فلسطين كلها، وبيخططوا الجيل الجاي أنهم يأخدوا من النيل للفرات، لكن إحنا بنقعد نخطط ورأيي دلوقتي لو قدرنا نأخذ الجزء ده نأخذه وبعدين نخلق مواقف ثانية نسترد الباقي، لأن اليهود متفوقين علينا برًا وجوًا، وعشان نحقق النصر لازم نكون واقعيين هنحقق ده إزاي، محدش منع أي دولة أنها تحشد قوتها العسكرية وتحارب.
وتابع: إحنا لن نتصرف في أي شيء وإحنا هنتفق نتكلم عن سيناء ليس لنا دخل في القضية الفلسطينية ولا في الحدود الآمنة ولا في أي شيء.
واختتم عبد الناصر حديثه بتوجية رسالة حادة للقذافي ولبقية الزعماء العرب: دلوقتي الموقف بهذا الشكل، أنتوا بتلقونا في اليم وتقولولنا إياكم أن تبتلوا بالماء، إحنا الوحيدين اللي بنحارب وبتقولوا لنا اتفضلوا حاربوا، وهتحاربوا اليهود ويضربوا فيكم، وكمان هتحاربونا مع اليهود.
وهذا التسجيل المسرب يعكس بوضوح التوترات والخلافات بين الزعماء العرب في تلك الفترة، ويسلط الضوء على الواقعية السياسية التي كانت تسيطر على قرارات عبد الناصر، رغم الاتهامات التي وجهت إليه وقتها.
عبد الحكيم عبد الناصر يكشف سبب عرضها الآن
وأوضح عبد الحكيم عبد الناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن هذه المكالمة ليست تسريبًا ولكن تسجيلها متاح في مكتبة الإسكندرية، مشيرًا إلى أنه لا يعلم من يستفيد من هذه المحادثة لكن الحقائق ستظل حقائق، موضحًا أن التاريخ يعيد نفسه فالذين انتقدوا والدي يكررون الأمر الآن مع مصر، متسائلًا هل هناك ديكتاتور يسجل لقاءاته بالصوت والصورة.
واختتم عبد الحكيم حديثه بأن والده عبد الناصر لم يقل إطلاقًا أنه سيرمي إسرائيل في البحر أو يحرر فلسطين من النهر للبحر، مؤكدًا أنه سيرفع العديد من المواد الأخرى على نفس القناة NASSER TV على يوتيوب.
