الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

كشمير تشتعل من جديد: تصعيد خطير بين الهند وباكستان ينذر بصدام نووي

كشمير تشتعل من جديد:
كشمير تشتعل من جديد: تصعيد خطير بين الهند وباكستان ينذر بصدا

كشمير تشتعل من جديد: تصعيد خطير بين الهند وباكستان ينذر بصدام نووي، عادت أجواء التوتر العسكري بين الهند وباكستان إلى الواجهة مجددًا بعد انفجار استهدف سياحًا في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، مما أسفر عن مقتل 26 شخصًا. 

وقد تصاعدت حدة التوترات بين البلدين النوويين بعد هذا الهجوم، الذي وجهت الهند اتهامات مباشرة لباكستان بالوقوف وراءه، ما دفع الهند إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية ضد جارتها.

إجراءات الهند التصعيدية تجاه باكستان

وفي خطوة تصعيدية، أمهلت الهند جميع المواطنين الباكستانيين المقيمين على أراضيها حتى التاسع والعشرين من أبريل لمغادرتها، كما علقت العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم مياه الأنهار بين البلدين، وأغلقت المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الهند وباكستان، وعلاوة على ذلك، قامت الحكومة الهندية بتخفيض أعداد الدبلوماسيين في إسلام آباد، سحب العديد من الدبلوماسيين والملحقين العسكريين، وأعطت إنذارات لنظرائها الباكستانيين للعودة إلى ديارهم.

وفي المقابل، ردت باكستان بالمثل، حيث طالبت الدبلوماسيين الهنود بمغادرة أراضيها، ورغم هذه التصعيدات المتبادلة، نفت باكستان أي صلة لها بالهجوم الذي أودى بحياة 26 شخصًا في كشمير، وقدمت تعازيها لضحايا الحادث، وفي الوقت نفسه، أكدت إسلام آباد أنها ستعتبر أي محاولة هندية لوقف أو تحويل تدفق مياه نهر السند "سببًا للحرب"، وهو ما زاد من تعقيد الوضع بين البلدين.

كشمير تشتعل من جديد: تصعيد خطير بين الهند وباكستان ينذر بصدام نووي

الاشتباكات العسكرية على الحدود بين الهند وباكستان

وفي ظل هذه التوترات، أعلنت الهند عن رصدها إطلاق نار من أسلحة خفيفة من جانب القوات الباكستانية على نقاط حدودية على طول خط المراقبة في كشمير، وقال مصدر عسكري لقناة "NDTV" الهندية: "بدأت باكستان مساء الجمعة بإطلاق النار من أسلحة خفيفة في بعض المناطق على طول خط السيطرة، وقد تم الرد بفعالية من قبل القوات الهندية".

كما أفادت التقارير بأن الاشتباك العسكري استمر صباح السبت، حيث قتل أحد المسلحين وأصيب اثنان آخران في اشتباك مع قوات الأمن الهندية في مقاطعة "بانديورا" بولاية “جامو وكشمير”، وقالت قناة "إنديا تي في" إن الاشتباك نشب إثر عملية تطويق وبحث بناء على معلومات استخباراتية حول وجود مسلحين في المنطقة، ورغم الرد الهندي على الهجوم، لا تزال الأوضاع متوترة على الحدود بين البلدين.

التحديات النووية بين الهند وباكستان

الهند وباكستان هما دولتان نوويتان تتمتعان بقدرات نووية ضخمة، ويعتقد أن البلدين يمتلكان ما بين 300 و400 رأس نووي يتقاسمانها بشكل متساوٍ تقريبًا، وتشمل الأسلحة النووية لدى البلدين القنابل الانشطارية (بقوة تتراوح بين 10 إلى 20 كيلوطناً)، بالإضافة إلى بعض الأسلحة الهيدروجينية، وعلاوة على ذلك، يمتلك كلا البلدين مختلف مكونات "الثالوث النووي"، الذي يشمل القاذفات الإستراتيجية (الطائرات)، والصواريخ الباليستية البرية، وصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات وبالتالي، فإن أي صراع بين هاتين الدولتين يمكن أن يؤدي إلى تصعيد نووي غير مسبوق.

وفي عام 2019، نشرت ورقة بحثية في The Bulletin of the Atomic Scientists طرحت سيناريو افتراضي يحاكي انزلاق الهند وباكستان إلى صراع نووي شامل في عام 2025، ورغم أن هذا السيناريو كان افتراضيًا، إلا أنه يستند إلى معطيات واقعية، ويعكس هشاشة الردع النووي في منطقة جنوب آسيا في ظل استمرار التوترات بين البلدين.

كشمير تشتعل من جديد: تصعيد خطير بين الهند وباكستان ينذر بصدام نووي

الآثار الكارثية لصراع نووي محتمل بين الهند وباكستان

تقدر الدراسة أنه في حال اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان، فإن الخسائر البشرية قد تتراوح بين 50 إلى 125 مليون شخص، يموتون خلال الأسبوع الأول من الصراع، حسب قوة الأسلحة النووية المستخدمة، ومن المتوقع أن تُمحى المدن الكبرى في البلدين، وأن تصبح غير صالحة للسكن، مع تدمير كامل للبنية التحتية تقريبًا.

وعلاوة على ذلك، ستؤدي الحرائق الهائلة الناتجة عن انفجارات الأسلحة النووية إلى إطلاق ما بين 16 إلى 36 مليون طن من الكربون الأسود إلى الغلاف الجوي، مما سيؤدي إلى تكوين "سخام" في طبقة الستراتوسفير، وهذا السخام سيحجب ضوء الشمس ويؤدي إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة العالمية، ما يُحتمل أن يسبب "برودة عالمية" حادة، ستؤثر هذه الظاهرة على الأنماط المناخية، مما يؤدي إلى تقصير مواسم الزراعة، وانخفاض هطول الأمطار، وبالتالي تهديد الأمن الغذائي العالمي.

ومن المتوقع أن يعاني العديد من دول العالم الأخرى التي لا علاقة لها بالصراع من آثار هذا "الشتاء النووي"، حيث ستكون المجاعات طويلة الأمد جزءًا من عواقب هذه الحرب النووية المحتملة.

التحذيرات الدولية من التصعيد النووي بين الهند وباكستان

تشير التطورات الأخيرة إلى تصاعد خطر الصراع بين الهند وباكستان، مما يثير القلق على المستوى الدولي، وإذ تزداد احتمالات وقوع نزاع عسكري قد يتحول إلى صراع نووي، وهو ما سيترتب عليه عواقب كارثية على البشر والبيئة، وفي هذه الأوقات العصيبة، يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب شديد، داعيًا إلى أقصى درجات ضبط النفس من جانب الطرفين لمنع الانزلاق إلى حرب نووية قد تضر بالأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وفي هذا السياق، يدعو الخبراء والمراقبون الدوليون المجتمع الدولي إلى التدخل بشكل عاجل لضمان تجنب التصعيد العسكري بين البلدين، والحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي في وجه هذه التحديات الخطيرة.

تم نسخ الرابط