الصراع بين الهند وباكستان على صفيح ساخن.. هل ينذر ذلك بحرب نووية؟

تنذر التوترات بين الهند وباكستان بتطورات قد تؤدي إلى نزاع عسكري شامل يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حد سواء، فقد أدى الهجوم الإرهابي الذي وقع في بلدة بهالغام الواقعة في الشطر الهندي من كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصًا معظمهم من الهنود، إلي تجدد التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين النوويين.
وعلى إثر هذا الحادث، ردت الهند بإجراءات تصعيدية شملت طرد السفير وتخفيض التمثيل الدبلوماسي، فيما تمسكت باكستان بموقفها حيال حماية سيادتها، فقد أصبح الهجوم، الذي استهدف حافلة سياحية وأدى إلى مقتل 26 شخصًا، نقطة تحول في سلسلة التوترات المستمرة بين الهند وباكستان.
وجاء الهجوم في وقت حساس، ما دفع الحكومة الهندية إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، شملت قطع زيارة ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، إلى السعودية للعودة إلى الهند ومتابعة تطورات الوضع، وهو ما يعكس درجة الاستنفار الحكومي.

حيث كانت ردود فعل الهند سريعة ومباشرة، ففي خطوة تصعيدية، أقدمت الحكومة الهندية على خفض عدد الدبلوماسيين في باكستان وطرد عدد من الدبلوماسيين الباكستانيين من نيودلهي، مما يعد بمثابة تعبير قوي عن غضب الهند من الهجوم، ولم تتوقف الإجراءات الهندية عند هذا الحد، بل تمت أيضًا مطالبة باكستان بالتحقيق في الحادث.
الرد العنيف من باكستان على أي مساس بالسيادة
وعلى الصعيد الآخر، لم تقف باكستان مكتوفة الأيدي، فقد أصدرت الحكومة الباكستانية تحذيرات شديدة اللهجة، أكدت فيها أنها لن تسمح لأي جهة بالتعدي على سيادتها أو أمنها، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية: "أي محاولة للمساس بسيادتنا ستكون ردًا عليها بشدة، ونرفض أي تدخل خارجي في شؤوننا، خاصة فيما يتعلق بمسألة المياه".
وبالرغم من أن الهند هددت في عدة مناسبات بقطع إمدادات المياه عن باكستان عبر نهر السند، الذي يوفر نحو 80% من احتياجات باكستان الزراعية، فإن باكستان أكدت أن مثل هذه الخطوات ستعتبر بمثابة إعلان حرب.

هل تنجح الوساطة الدولية في فض النزاع؟
على الرغم من تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، فإن الأمل يبقى قائمًا في إمكانية تدخل القوى الدولية لتهدئة الوضع، الولايات المتحدة، التي تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الهند، قد تلعب دورًا محوريًا في منع حدوث تصعيد مميت.
وفي الوقت ذاته، فإن الصين وروسيا قد تتعاونان لضمان عدم تأثر مصالحهما في المنطقة.