دراسة أمريكية تكشف علاقة ماكدونالدز وبرجر كنج بتفشي سرطان القولون لدى الشباب
لقد اتخذ تفشي التسمم الغذائي المرتبط بماكدونالدز العام الماضي منعطفًا جديدًا شريرًا.
في حين أن البكتيريا الإشريكية القولونية يمكن أن تأتي من مصادر عديدة، فإن السبب المشترك هو الوجبات السريعة، حيث تحدث حالات تفشي في المطاعم المفضلة مثل ماكدونالدز، وبرجر كنج، وتاكو بيل، وجاك إن ذا بوكس، المصدر المحتمل لانتشار بكتيريا الإشريكية القولونية.
وفقًا للمركز الوطني للأمراض المعدية الناشئة والحيوانية المنشأ (NCEZID) التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن حالات تفشي الأمراض وحالات الاستشفاء والوفيات الناجمة عن الإشريكية القولونية آخذة في الارتفاع.
تتواجد البكتيريا الإشريكية القولونية في كثير من الأحيان في المياه الملوثة بالبراز، والتي قد تستخدم بعد ذلك لري المحاصيل أو تنظيف المعدات الزراعية أو التصنيعية، مما يعرض الطعام للبكتيريا.
من بين الأطعمة الشائعة المسببة لمرض الإشريكية القولونية الحليب الخام، والخس الروماني، والسبانخ، والمنتجات الزراعية مثل التفاح والخيار، بالإضافة إلى لحم البقر المفروم غير المطبوخ جيدًا.
معظم سلالات الإشريكية القولونية غير ضارة، على الرغم من أن ستة منها تنتج السموم: السلالة المنتجة للسموم السيجا (STEC)، والسلالة المسببة للتسمم المعوي (ETEC)، والسلالة المسببة للأمراض المعوية (EPEC)، والسلالة الغازية للأمعاء (EIEC)، والسلالة المتراكمة للأمعاء (EAEC)، والسلالة الملتصقة بشكل منتشر (DAEC).
بمجرد دخول البكتيريا الإشريكية القولونية إلى الجسم، فإنها تنتقل إلى القولون حيث تقوم البكتيريا بتعطيل بطانة الأمعاء وتنتج سمومًا تسبب الإسهال الدموي والقيء وتشنجات المعدة الشديدة والحمى ومتلازمة انحلال الدم اليوريمية (HUS) - وهي حالة قاتلة في الكلى.
الإشريكية القولونية، هي بكتيريا موجودة في أمعاء الإنسان والحيوان، ويمكن أن تتواجد أيضًا في البيئة، بما في ذلك المياه الملوثة والطعام وعلى الأسطح.
ويقول الخبراء إن ارتفاع أعداد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، إلى جانب الإنتاج الضخم وتربية الحيوانات في المصانع، من الأسباب التي تؤدي إلى تفشي الأمراض لأنها تزيد من فرص التلوث وتقلل من فعالية الأدوية لمكافحة العدوى.
وتعتقد دراسة جديدة أجراها باحثون هذا الأسبوع في جامعة كاليفورنيا سان دييجو أنهم وجدوا رابطا محتملا بين البكتيريا الإشريكية القولونية وسرطان القولون.
كما اكتشف الباحثون آثارًا من مادة الكوليبكتين، وهي سم مرتبط بالسرطان تنتجه سلالات معينة من بكتيريا الإشريكية القولونية، كامنة في الأورام لدى المرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
وتناولت الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيتشر"، الحمض النووي لـ981 ورم سرطان القولون لدى مرضى تقل أعمارهم عن 40 عاما أو تزيد عن 70 عاما في 11 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ووجد الباحثون أن بروتين الكوليبكتين يترك وراءه أنماطًا محددة من الطفرات في الحمض النووي والتي كانت أكثر شيوعًا بنحو 3.3 مرات في الحالات المبكرة مقارنة بالحالات التي تم تشخيصها بعد سن السبعين.
وكانت هذه الطفرات أكثر شيوعاً أيضاً في البلدان ذات المعدلات المرتفعة للإصابة بسرطان القولون المبكر، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتعد هذه الدراسة الأولى التي تظهر أن هذه الطفرات المسببة للسرطان أكثر شيوعاً بشكل ملحوظ لدى المرضى الأصغر سناً، مما يشير إلى وجود رابط فريد بين التعرض في مرحلة الطفولة وسرطان القولون المبكر.
وقال لودميل ألكسندروف، المؤلف الرئيسي وأستاذ الطب الخلوي والجزيئي في جامعة كاليفورنيا سان دييجو، إن نتائج الفريق "تعيد تشكيل الطريقة التي نفكر بها في السرطان".
وبحسب أحدث البيانات، من المتوقع أن ترتفع حالات تشخيص سرطان القولون المبكر في الولايات المتحدة بنسبة 90% لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً بين عامي 2010 و2030.
وارتفعت المعدلات بين المراهقين بنسبة 500 في المائة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي نصيحة للناس من أجل درء الإصابة بالإشريكية القولونية وحماية أنفسهم من سرطان القولون، قال الدكتور ماكفادين: "نصيحتي للجمهور هي أن يأخذوا سلامة الغذاء على محمل الجد: اغسلوا منتجاتكم، واطبخوا اللحوم جيدا، وابقوا على اطلاع دائم بتنبيهات الاستدعاء".
