دراسة أمريكية: سر انتشار سرطان الأمعاء لدى الشباب داخل 27 دولة
يقول الباحثون إن الطفرات التي تم العثور عليها في كثير من الأحيان في أورام المرضى الأصغر سنا ناجمة عن السموم التي تفرزها سلالات الإشريكية القولونية.
قام فريق دولي بقيادة جامعة كاليفورنيا، سان دييجو، بتحليل الحمض النووي لـ 981 ورمًا في القولون والمستقيم لدى مرضى من 11 دولة في أمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا وأوروبا، وكانت غالبية الأورام لدى كبار السن، ولكن 132 منها كانت سرطانات معوية مبكرة.
قال البروفيسور لودميل ألكسندروف، من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو: "نعتقد أن ما نراه هو عدوى في وقت مبكر من الحياة مما يزيد لاحقًا من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في المستقبل".
يقول الباحثون إن التعرض في مرحلة الطفولة للسموم التي تنتجها البكتيريا الموجودة في الأمعاء قد يساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا في جميع أنحاء العالم.
شهدت بلدان، بما في ذلك بعض بلدان أوروبا وأوقيانوسيا، زيادة في أعداد البالغين الشباب المصابين بسرطان الأمعاء في العقود الأخيرة، مع الإبلاغ عن بعض أشد الزيادات في إنجلترا ونيوزيلندا وبورتوريكو وتشيلي.
وأشار الأطباء إلى ارتفاع معدلات السمنة وانتشار الوجبات السريعة وعدم النشاط البدني كعوامل محتملة للمرض، لكن الدراسة الجديدة وجدت أن سلالات ضارة من ميكروب الأمعاء الشائع " إي كولاي" قد تكون متورطة.
وجد العلماء أن الطفرات الجينية المميزة التي تسببها مادة الكوليبكتين، وهي سم تفرزه بعض السلالات الضارة من الإشريكية القولونية، كانت أكثر شيوعًا بثلاث مرات في الأورام التي تمت إزالتها من المرضى الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، عن المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.
وكانت نفس الطفرات المميزة أكثر شيوعًا أيضًا في البلدان ذات أعلى معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء المبكر، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة Nature .
يُعتقد أن أنماط الطفرات تنشأ عندما يتعرض الأطفال للكوليباكتين قبل سن العاشرة، وتؤدي الطفرات إلى تعطيل الحمض النووي في خلايا القولون، وقد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء قبل سن الخمسين.
تُظهر السجلات الصحية العالمية ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء لدى البالغين دون سن الخمسين في 27 دولة على الأقل، مع تضاعف معدل الإصابة تقريبًا كل عقد خلال العشرين عامًا الماضية.
إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يصبح سرطان الأمعاء السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في هذه الفئة العمرية بحلول عام 2030.
وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كان حوالي 30 إلى 40% من الأطفال مُصابين بالإشريكية القولونية المُنتجة للكوليبكتين في أمعائهم، وفقًا لألكسندروف.
يُمكن الوقاية من أكثر من نصف حالات سرطان الأمعاء، حيث يرتبط ربعها بتناول كميات قليلة من الألياف، و13% بتناول اللحوم المصنعة، و11% بالسمنة، و6% بسبب الكحول. ويُعزى 5% أخرى إلى قلة النشاط البدني.
وأكد الدكتور ديفيد سكوت، مدير برنامج "تحديات السرطان الكبرى" في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "يبدو أن العديد من مرضى سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة قد تعرضوا لسمّ يُسمى كوليباكتين".
تُضيف هذه الدراسة جزءًا هامًا إلى لغز السرطانات المبكرة، لكنها ليست قاطعة، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات وجود صلة قاطعة بين الكوليبكتين وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر.
