توابع مواريث سعد الدين الهلالي، كاتب: "القضية محتاجة عالم رياضيات مش الأزهر".. وأستاذ فقه: "غير قابلة للتأويل أو الاجتهاد ولا إعمال العقل فيها" (خاص)

أثارت التصريحات الأخيرة للدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وبين علماء الأزهر، بعد حديثه عن قضايا الميراث والحجاب في الإسلام، ومن جانبه أوضح الكاتب عادل عصمت رأيه في الهجوم على الدكتور سعد الدين الهلالي، مشيرًا إلى أن تفسير آيات الميراث بحاجة لعالم رياضيات وليس عالم أزهري.
وفي هذا الصدد يرصد موقع الأيام المصرية خلال السطور التالية رأي الكاتب عادل عصمت ورد الدكتورة لمياء متولي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
عادل عصمت: الهجوم على سعد الدين الهلالي غير مبرر
قال الكاتب عادل عصمت، في تصريح خاص لـ موقع الأيام المصرية عن الهجوم على سعد الدين الهلالي: “الدكتور سعد الدين الهلالي قيمة كبيرة وعظيمة، ومثل الأزهر في وضع الدستور، ومن أكبر أساتذة الأزهر، أستاذ فقه مقارن كبير، لكن طرحه في الحقيقة لم يكن دقيق وواضح، والهجوم عليه غير مبرر برضوا، وكان عليه أن يقول الحقيقة الصادمة للأزاهرة، بأن هناك نظامين في كتاب الله لتوزيع الملكية، النظام الأول هو الوصية وهي للأحياء وجاءت بصيغة “كتب عليكم” كما جاء مع فريضة الصيام بالضبط، أي أن كلاهما فرض، إلا أن االفقهاء أخذوا «كتب عليكم الصيام» وتركوا «كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية»، فقوانين الميراث في القرآن هي للموتى.

وتابع عصمت قائلًا: “القرآن وضع نظامين للأحياء الوصية، ودي يوزعوها زي ما هم عايزين، لأن الأب أو صاحب المال عارف هيدي إيه للابن الصغير وهيدي إيه للكبير وهيسيب إيه للمعاق لأنه أولى بجزء أكبر، ففي الوصية أنا حر أوزع أملاكي كما أريد والوصية في المصحف هي الأصل وليس ترك الأملاك لتوزيعها بعد الموت، لكن في سؤال: أشمعنا خدوا كتب عليكم الصيام ومخدوش كتب عليكم الوصية؟”.
وأضاف عادل عصمت عن شروط الوصية في القرآن الكريم: “الأصل في توزيع التركة هو الوصية لأن أنا الوحيد في الكون إللي عارف أنا صرفت إيه وعارف أوزع فلوسي حسب مصلحة كل واحد من أولادي، ربنا قالي في الوصية أكتب حاجة للقرايب والفقراء والمساكين المعاقين، ولازم أشهد شهود عدول، لكن شرط القرآن أن نقول قولًا سديدًا، ولكن في الأزهر لغوا الوصية خالص، ظلوا على فهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وألغوا الوصية خالص، ورايحين يختلفوا في الإرث مع سعد الدين الهلالي”.
عادل عصمت: “الحجاب مش فرض.. مش هانحول عادة عربية لدين”
واستأنف الكاتب عادل عصمت حديثه عن الجدل حول فرضية الحجاب قائلًا: إللي قال إن الحجاب فريضة هما الإخوان الإرهابيين والسلفيين، وإللي يقول إنه فرض يجيب الآية، وإيه علاقة جلابيبهن بشعرك، خاصة إن الآية دي من التاريخي وليس الديني، ولها أسباب نزول، لأن مشكلات حصلت أيام الرسول ونزلها حل، وملهاش علاقة بغطاء الشعر".
وتابع عصمت: “لفظة الحجاب موجودة في المصحف 8 مرات ولا مرة ليها علاقة بشعر المرأة، واللي فرض الحجاب على المرأة ووضع فريضة جديدة هما الإخوان، ورغم إن في القرآن 23 فريضة حسب نصوص المصحف، لكنهم وضعوا فريضة أخرى وجعلوا الفرائض 24"
وتابع: "رسالة الدين عالمية مش عربية، فأنا مش هاغطي شعر العالم كله، ولا هاحول عادة عربية لدين، الصيام والوصية فريضة عشان ذكروا في القرآن، لكن ليه ربنا مقالش في القرآن كتب عليكم الحجاب، فبكده مفيش في المصحف فريضة اسمها فريضة الحجاب”.
عادل عصمت: الأزاهرة وسعد الدين الهلالي فاهمين قوانين الإرث غلط
وأردف قائلًا: “الأزهر ردم على الوصية وهي الأصل في توزيع الأموال وراحوا يتخانقوا مع سعد الدين الهلالي عن قوانين الإرث، وهم وسعد الدين الهلالي مش فاهمين قوانين الإرث صح، فالإرث بحاجة لعالم رياضيات وليس عالم أزهري، رجال الدين مش بالضرورة فاهم في الرياضيات، وهم فهموا كتاب الله عن طريق تفسيرهم، واعتبروا تفسيرهم صحيح الدين، فأنت بكده فسرت تفسير وفقاً لفهمك فقط، ماحدش يدعي إنه فاهم ربنا صح كلهم فاهمين غلط”.

عادل عصمت: علماء الأزهر “بيفتوا” في الرياضة
وتابع قائلًا: “لما ربنا يقول للذكر مثل حظ الإنثيين، وبعدين يغير الإناث ويثبت الذكر يبقى دي معادلة رياضية، فالذكر متغير تابع والإناث متغير مستقل، وهما كده بيفتوا كمان في الرياضة، بقول للأزاهرة وشيخ الأزهر وبقول للشيخ سعد الذي احترمه وأجله أنتوا كلكوا غلط، واتكلموا في أساس توزيع الأموال وهو نظام الوصية، وكمان الوصية للوالدين لأن الوالد غير الأب في القرآن، الوالد هو البيولوجي، والأب هو اللي رباني وصرف عليّ، فالوصية للوالد لكن الميراث للأب اللي رباني، الأزهر لازم يعد قراءة النص القرآني ويعيد فهم الفرق، وليه شيلت من القرآن الوصية مع أنها مفروضة زيها زي الصيام".
لمياء متولي: علماء الأزهر فسروا الميراث بشكل مفصل.. والحجاب فريضة ولا جدال في ذلك
ومن جهتها حرصت الدكتورة لمياء متولي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على الرد على هذا الجدل في تصريح خاص لـ موقع الأيام المصرية، وقالت:" فيه حاجة اسمها قطعية ثبوت وقطعية دلالة، قطعية ثبوت هي النصوص القرآنية زي قوله تعالى للذكر مثل حظ الأنثيين، والدلالة بتاعتها لم يختلف فيها العلماء، وغير قابلة للتأويل ولا الاجتهاد ولا إعمال العقل".

وتابعت متولي، عن فرضية الحجاب والجدل المثار حول عدم وجود نص صريح، حيث قالت: "لم يرد لفظ الحجاب في القرآن الكريم لكن وردت ألفاظ أخرى تفيد المعنى زي قوله تعالى "وليضربن بخمرهن على جيوبهن".
وأضافت ردًا علي قول أن علم الميراث بحاجة لعالم رياضة لتفسيره: “علم الميراث مش محتاج عالم رياضة ولا أي حاجة وعلماء الأزهر والشريعة مفسرينه بشكل مفصل”.