بعد وفاة البابا فرانسيس| مراسم اختيار بابا الفاتيكان الجديد.. ما سر الدخان الأبيض؟

سيجتمع الكرادلة قريبًا تحت سقف كنيسة سيستين، التي بناها مايكل أنجلو لانتخاب خليفة جديد خلفًا لـ البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي توفى، يوم الإثنين، عن عمر يناهز الـ 88 عامًا .

تسيختار مجمع الكرادلة، وهم أعلى شخصيات الكنيسة الكاثوليكية رتبةً، البابا القادم، وسيتوجهون إلى روما خلال الأيام القليلة المقبلة لحضور المجمع . 

اسم المجمع مشتق من الكلمة اللاتينية " cum clave"، وهي تعني "بمفتاح"، في إشارة إلى العملية السرية المغلقة لانتخاب بابا جديد لـ الفاتيكان .

هناك أكثر من 220 كاردينالًا من أكثر من 70 دولة، لكن حوالي 120 منهم فقط هم كاردينالون ناخبون (يُستثنى من ذلك من تجاوزوا الثمانين من العمر) . 

وقد اختار البابا فرنسيس ثلثي الكرادلة الناخبين خلال السنوات العشر الماضية، ويعكسون إلى حد كبير رؤيته لكنيسة أكثر شمولًا .

بمجرد اجتماع الكرادلة في روما، عادةً بعد 15-20 يومًا من وفاة البابا، يجتمعون تحت سقف مايكل أنجلو المزخرف الرائع، في كنيسة سيستين لبدء مداولاتهم . 

بعد نطق عبارة " extra omne " (خروج الجميع)، في إشارة إلى جميع الكرادلة باستثناء المصوتين وحفنة من المسؤولين والأطباء، تُغلق الأبواب .

يُقسم الكرادلة يمينًا بالسرية التامة، ولا يُسمح لهم بالاتصال بالعالم الخارجي طوال فترة الانتخابات . 

تُسحب هواتفهم المحمولة، ولا يُسمح لهم بدخول الصحف أو التلفزيون أو الرسائل، كما يتم فحص الكنيسة بحثًا دقيقًا، عن أجهزة تنصت قبل وأثناء الاجتماع الخاص باختيار البابا الجديد لـ الفاتيكان .

وينام الكرادلة ويتناولون طعامهم في نزل تم بناؤه لهذا الغرض، وهو بيت القديسة مارثا، بالقرب من كنيسة سيستين، حيث عاش البابا فرانسيس خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية .

يبدأ المجمع بقداس احتفالي، يليه المداولات والتصويت، وتُجرى عمليات التصويت يوميًا، صباحًا ومساءً، حتى يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين أي بنسبة 66%. 

يُمنح يوم راحة للصلاة والتأمل بعد كل سبع جولات اقتراع، وإذا لم تُحسم نتيجة التصويت بعد 30 جولة اقتراع، يُنتخب المرشح بأغلبية بسيطة. 

كان أطول مجمع بابوي في التاريخ الحديث عام 1922، عندما استغرق الكرادلة خمسة أيام لاختيار زعيمهم الجديد.

يمكن انتخاب أي رجل معمّد لمنصب البابا، مع العلم أنه يُختار كاردينالٌ دائمٌ في الخدمة،  ويُعطى كل ناخب بطاقة اقتراع كُتب عليها في الأعلى عبارة "eligo in summum pontificem" (أنتخب البابا الأعلى). 

ويقوم الناخبون بكتابة الاسم الذي يختارونه، أحق بتولي منصب البابا الجديد لت الفاتيكان، ثم يطوون البطاقة ويضعونها في كأس، حيث يتم التصويت بشكل سري، ولكن هذا لا يعني أن العملية بمنأى عن التحزب والمؤامرات وممارسة الضغوط.

بعد كل جولة تصويت، تُحرق بطاقات الاقتراع، وتُضاف مواد كيميائية لجعل الدخان أسود أو أبيض، حيث يشير الدخان الأسود المنبعث من المدخنة، التي يبلغ ارتفاعها 60 قدمًا إلى عدم حسم نتيجة الاقتراع؛ بينما يُعلن الدخان الأبيض للعالم انتخاب بابا جديد.

يُسأل المرشح الناجح عن قبوله الانتخاب، وإن كان كذلك، فما هو الاسم الذي يختاره لمنصب البابا الجديد لـ الفاتيكان .

ويُقسم الكرادلة على الطاعة للبابا الجديد، الذي يُقتاد إلى قاعة الدموع المجاورة ليرتدي رداءً أبيض وقلنسوة بيضاء، ونعالاً حمراء، حيث يُخيط خياطو الفاتيكان مسبقًا ثلاث مجموعات من الملابس بمقاسات مختلفة.

يصعد عميد الكرادلة إلى الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس، حيث سيجتمع أمامه آلاف المصلين الكاثوليك والسياح، وسيُعلن العميد: " أُعلن لكم بفرح عظيم: لدينا بابا".