من يدير الإنترنت؟.. من مشروع عسكري أمريكي إلى شبكة تحكم العالم

من يدير الإنترنت ؟.. من مشروع عسكري أمريكي إلى شبكة تتحكم بالعالم، في ستينيات القرن الماضي، أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية مشروع "أربانت" بهدف تطوير وسيلة تواصل عسكرية فعالة في حالات الطوارئ النووية، ولم يكن أحد يتوقع حينها أن هذا المشروع سيصبح أساسًا لما نعرفه اليوم بالإنترنت، الشبكة التي جعلت العالم قرية صغيرة وغيرت شكل الحياة على كوكب الأرض.
ومع الانتشار الكبير للإنترنت وتحوله إلى وسيلة الاتصال الأساسية عالميًا، يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم: من يتحكم في الإنترنت؟ هل هي شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وآبل، أم أن هناك جهات أعمق وأكثر تأثيرًا تتحكم في مصير هذه الشبكة؟، وخلال السطور التالية يستعرض لكم موقع الأيام المصرية التفاصيل.
الشركات الكبرى واجهة.. لكن التحكم في يد كيانات خفية
على الرغم من أن شركات مثل جوجل وآبل تسيطر على التطبيقات الأكثر استخدامًا حول العالم، إلا أنها ليست الجهات الحقيقية التي تدير بنية الإنترنت أو تتحكم في منظومته، فهناك منظمات دولية وهيئات هندسية متخصصة تمسك بخيوط اللعبة في الكواليس.

أبرز الجهات التي تتحكم في الإنترنت
1. اتحاد الاتصالات الدولي ITU
- تأسس عام 1865 ويعتبر الهيئة الأممية المختصة بتنظيم الاتصالات وتقنيات المعلومات حول العالم، ودوره يشمل تنظيم الترددات الأرضية والفضائية، وضمان بيئة رقمية عادلة بين الدول.
2. مجلس هندسة الإنترنت IAB
- تأسس عام 1992 ويضم نخبة من الخبراء الدوليين الذين يضعون المعايير والبروتوكولات التي تحكم طريقة عمل الإنترنت.
3. مجتمع الإنترنت ISOC
- منظمة دولية غير ربحية تأسست عام 1992 وتعمل على ضمان بقاء الإنترنت مفتوحًا ومتاحًا للجميع، وتدافع عن حقوق المستخدمين في الوصول الحر للمعلومات.
4. فريق العمل الهندسي للإنترنت IETF
- تأسس عام 1985 ويضم مطورين وخبراء يضعون القواعد التقنية لبناء شبكة إنترنت أكثر أمانًا وفعالية، ويعملون على تطوير بروتوكولات مثل نقل البيانات وحماية المستخدمين.
5. هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام ICANN
- هي المسؤولة عن إدارة أسماء النطاقات وعناوين بروتوكولات الإنترنت، وتعمل على تنظيم عناوين المواقع لضمان عدم التكرار وضمان وصول المستخدمين بدقة للمواقع الإلكترونية.
6. مقدمو خدمات الإنترنت ISPs
- مثل فودافون واتصالات وأورانج، وهم الجهات التي تقدم خدمة الإنترنت للمستخدمين، ولهم دور في التحكم المحلي في جودة وتكلفة الإنترنت.

صراع عالمي للسيطرة على الفضاء الإلكتروني
في ظل الهيمنة الأمريكية الطويلة على مفاتيح الإنترنت، بدأت دول مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي بالضغط لإعادة توزيع سلطة التحكم، وفي مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات في دبي عام 2012، ظهرت خلافات حادة بين دول مؤيدة لتعددية التحكم وأخرى متمسكة بالهيمنة الأمريكية.
ويرى الدكتور عبدالرحمن الزعاقي، أستاذ القانون وباحث متخصص في التعاملات الإلكترونية بجامعة ويلز، أن الإنترنت أصبح من أقوى أدوات السيطرة في القرن الحادي والعشرين، ويؤكد أن الدول التي تمتلك القدرة على إدارة وتخزين البيانات المتدفقة عبر الإنترنت سيكون لها دور حاسم في قيادة النظام العالمي.
الإنترنت لم يعد مجرد وسيلة اتصال، بل ساحة حرب باردة جديدة تتصارع فيها الدول الكبرى للسيطرة على المعلومات والبنية التحتية الرقمية، وبينما تبدو شركات التكنولوجيا هي الواجهة، إلا أن الجهات الحقيقية التي تتحكم بمصير الشبكة لا يعرف عنها الكثير من المستخدمين العاديين.