حكم الحلف بالطلاق في البيع والشراء .. وفقًا للشرع

حكم الحلف بالطلاق في البيع والشراء .. أكد الشيخ عبد الرحمن أنور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحلف بالطلاق من الأمور التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن استخدام هذه الصيغة في البيع والشراء أو في الأمور اليومية لا يجوز شرعًا، واستدل بقول الله تعالى: "ولا تتخذوا آيات الله هزوا"، مشددًا على أن هذا النوع من الحلف يعد استهزاء بأحكام الله واستخدامًا غير مشروع للطلاق في غير موضعه الصحيح.

أضرار كثرة الحلف بالطلاق
وأوضح أمين الفتوى، خلال لقائه ببرنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة "الناس"، أن كثرة الحلف بالطلاق تعكس التهور وعدم الاتزان، كما تدل على ضعف الثقة بالنفس، مشيرًا إلى أن البعض يلجأ إلى هذه الصيغة كبديل عن الحلف بالله، إما لتأكيد موقفه أمام الآخرين أو نتيجة لتذبذب شخصيته.
كما أكد أن قوة الإيمان تمنع الإنسان من التعدي في هذا الأمر، مشددًا على أن الطلاق لم يشرع إلا عند استحالة الحياة الزوجية، وليس لاستخدامه في المعاملات اليومية أو المواقف العادية.
كيفية الإقلاع عن الحلف بالطلاق
وللإقلاع عن هذه العادة السيئة، نصح الشيخ عبد الرحمن أنور بوسيلتين رئيسيتين:
- تعزيز الثقة بالنفس: حيث يجب على الإنسان أن يكون واثقًا في كلماته دون الحاجة إلى تأكيدها بالحلف المتكرر.
- استشعار عظمة الحياة الزوجية: فالزواج ميثاق غليظ، كما قال الله تعالى: "وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا"، مما يستوجب على الرجل تحمل المسؤولية الكاملة عن كلماته وأفعاله، وعدم الاستهانة بهذه العلاقة المقدسة.
خطورة الحلف بالطلاق شرعًا
كما أشار الشيخ إلى أن الحلف بالطلاق لا ينبغي استعماله مطلقًا، وأقل أحواله الكراهة الشديدة، لأنه قد يؤدي إلى الطلاق الفعلي، مما يسبب تفكك الأسرة وضياع البيت، كما أن التعبير بالطلاق يعد حلفًا بغير الله، وهو أمر محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان حالفًا، فليحلف بالله أو ليصمت".

أحكام الحلف بالطلاق
أكد الشيخ أنه إذا قال الرجل: "عليه الطلاق لا يبيع"، أو "عليه الطلاق لا يكلم فلانًا"، فهنا يجب التفريق بين حالتين:
إذا كان قصده منع نفسه فقط دون نية الطلاق: في هذه الحالة، لا يقع الطلاق، وإنما عليه كفارة يمين إذا خالف ما حلف عليه، وكفارة اليمين تكون بإطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو صيام ثلاثة أيام لمن لم يستطع الإطعام أو الكسوة.
إذا كان يقصد بالفعل إيقاع الطلاق: في هذه الحالة، إذا قام بالفعل الذي حلف ألا يفعله، يقع الطلاق مباشرة، وعليه الالتزام بعواقب قراره، لذا، إذا كان الرجل يرغب في الحفاظ على زواجه، فعليه تجنب الحلف بالطلاق تمامًا، واللجوء إلى وسائل أخرى لتأكيد كلامه.
وختم الشيخ عبد الرحمن أنور حديثه بالإشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله"، موضحًا أن الرجل مسؤول عن زوجته وحياته الأسرية، وعليه أن يحافظ على هذه الأمانة ولا يستهين بها بالحلف غير المبرر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وينبغي على كل مسلم أن يلتزم بتعاليم الشرع في كلماته وأفعاله، وألا يتهاون في الأمور التي قد تضر بعلاقاته الأسرية والمجتمعية.