بعد ساعات من تنصيبه رئيسًا..دونالد ترامب يوقع أول قرار مثير للجدل|فيديو

في خطوة مثيرة للجدل، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم على قرار جديد يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وذلك للمرة الثانية منذ توليه منصب الرئاسة.
وبذلك، يصبح ترامب ثاني رئيس أمريكي يتخذ هذا القرار، بعد أن كان قد بدأ إجراءات الانسحاب في ولايته الأولى في عام 2017.
في أول يوم له بعد عودته إلى البيت الأبيض، أقدم ترامب على توقيع أمر تنفيذي في ساحة واشنطن العاصمة، أمام أنصاره، حيث أشار إلى أن الهدف من الخطوة هو الخروج من "النسخة الأحادية الجانب وغير العادلة" من اتفاقية باريس.
كما وقع ترامب رسالة إلى الأمم المتحدة لإخطارها بالقرار، مما يفتح الطريق أمام بدء الإجراءات الرسمية للانسحاب من المعاهدة التي تسعى للتخفيف من آثار تغير المناخ.
ووفقًا للمعايير الدولية، ستستغرق عملية الانسحاب حوالي عام كامل حتى تكتمل، وفي حال تم تنفيذ القرار، ستصبح الولايات المتحدة واحدة من الدول القليلة التي تقف خارج الاتفاقية، إلى جانب إيران وليبيا واليمن. وقد كانت إدارة بايدن قد أعادت الانضمام إلى الاتفاقية في عام 2021 بعد انسحاب ترامب منها في ولايته الأولى.
وأكد ترامب، الذي وقع أيضًا على ثمانية أوامر تنفيذية أخرى في ذات اليوم، خلال حديثه أمام أنصاره أن الولايات المتحدة لن تسمح بتدمير صناعتها في حين تواصل الصين استخدام "الطاقة القذرة" دون عقاب. كما أضاف أن الملوثات التي تنتجها الصين تؤثر على الولايات المتحدة عبر حركة الهواء.
ترامب يلقي بإرث بايدن عرض الحائط
تأتي هذه الخطوة في وقت حرج، حيث كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أعلن في نهاية عام 2022 عن أهداف طموحة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، بما في ذلك خفضها بنسبة تصل إلى 66% بحلول عام 2035، بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس. وفي حين أن ترامب لم يعرب عن التزامه بتلك الأهداف، يتوقع المراقبون أن يعاود التركيز على تعزيز قطاع الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة، وهو ما يثير قلق المدافعين عن البيئة.
وتعليقًا على القرار، اعتبرت جينا مكارثي، المديرة السابقة لوكالة حماية البيئة في عهد أوباما، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية يمثل تخليًا عن مسؤوليتها العالمية في التصدي لتغير المناخ. وأضافت أنه يجب على الولايات المتحدة أن تواصل قيادة العالم في هذا المجال إذا أرادت التأثير في السياسات العالمية المتعلقة بالاقتصاد والمناخ.
من جانبهم، أعرب نشطاء المناخ عن استيائهم من القرار، معتبرين أنه يعكس تجاهلًا للتعاون الدولي في مواجهة أزمة المناخ.
وقال هارجيت سينج، ناشطة في مجال المناخ، إن انسحاب الولايات المتحدة يقوض الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، ويضر بالبلدان النامية التي تتحمل أعباء كبيرة نتيجة لهذه الظاهرة.
في الوقت ذاته، تأمل بعض الجهات المدافعة عن البيئة أن يستمر الوعي في الولايات المتحدة، وأن تستمر المدن والشركات في التحول نحو الطاقة النظيفة، على الرغم من القرارات السياسية الفيدرالية المتأثرة بمصالح الوقود الأحفوري.
ويُتوقع أن تكون قمة الأمم المتحدة المقبلة في البرازيل في نوفمبر 2025 فرصة حاسمة لتحديد مستقبل سياسات المناخ العالمية، في وقت يحذر فيه الخبراء من أن التأخير في اتخاذ إجراءات حاسمة قد يؤدي إلى آثار كارثية على كوكب الأرض.