ماهر فرغلي: مصطفى العدوي ليس مفتيًا وآراؤه تحرض الشباب على التطرف (خاص)
قال ماهر فرغلي الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن قرار القبض على الشيخ السلفي مصطفى العدوي جاء نتيجة للتفاعل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول فتواه الأخيرة، مؤكدًا أن الفتوى نفسها ليست جديدة، وإنما صدرت منذ عدة أيام، إلا أن ردود الفعل القوية عبر السوشيال ميديا هي التي دفعت لاتخاذ هذا القرار.
وأوضح فرغلي في تصريحات خاصة لموقع الأيام المصرية أن العدوي ليس حديث العهد بالفتاوى المثيرة للجدل، بل له سجل طويل من الفتاوى التي وصفها بأنها متنوعة ومتعددة ومتشددة ورجعية، معتبرًا أن كثيرًا منها يؤدي إلى مشكلات اجتماعية ودينية كبيرة.
وأشار إلى أن العدوي يفتي في كل المجالات دون تخصص واضح، سواء في المعاملات البنكية، أو العلاقات الأسرية، أو العلاقات الدولية والمحلية، أو المسائل الفقهية والعقدية، مضيفًا: “هو يفتي في كل شيء دون أن يكون متخصصًا في مجال بعينه، وهذه هي مشكلته الأساسية”.
وبين الباحث أن مراجعة فتاوى العدوي عبر السنوات تكشف حجم القضايا التي أثارتها، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الشيخ العدوي صادق في تمثيله للمدرسة السلفية، وأنه يعبر بوضوح عن فكرها العميق وتوجهاتها المختلفة.
وأضاف فرغلي: “ مصطفى العدوي لم ينفصل عن واقع المدرسة السلفية التي ينتمي إليها، فجميع مدارس السلفية تقريبًا تقول إن الآثار القديمة مثل: الفرعونية أو الرومانية تعتبر من ركاز الأرض ويجوز بيعها، لكنها لا تجيز تعظيمها أو زيارتها في المتاحف إلا للعبرة والتدبر، وهذه رؤية عامة لدى السلفيين وليس العدوي وحده”.
وأشار فرغلي إلى أن الفتوى الأخيرة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ إنها أبرزت إلى السطح قضية فتاوى العدوي المتكررة والمثيرة للجدل، رغم أن كثيرًا من حلقاته تحتوي على محتوى أشد خطورة.
وقال: “نحن نواجه أزمة كبيرة في الخطاب الديني ومكافحة التطرف، فالمعالجة الحالية للمشكلة قاصرة، حيث تُغلق المساجد بعد الصلاة مباشرة خوفًا من سيطرة المتطرفين، بينما تترك منصات السوشيال ميديا مفتوحة لمن شاء أن يفتي ويتكلم كما يشاء”.
وتساءل الباحث: “لماذا لا يتم منع أشخاص مثل: مصطفى العدوي من استخدام وسائل التواصل لنشر فتاواهم؟ الدولة استطاعت ملاحقة شخصيات كانت تتورط في غسل الأموال أو نشر الشائعات عبر الإنترنت، فلماذا لا يتم اتخاذ نفس الإجراءات ضد من يبثون فتاوى متطرفة تنشر على نطاق واسع؟”.
وأكد فرغلي أنه لا يطالب باستمرار حبس الشيخ العدوي، نظرًا لتقدمه في السن، لكنه شدد على ضرورة منع أمثاله من اعتلاء منصات السوشيال ميديا وإصدار الفتاوى دون ترخيص رسمي، مضيفًا: “هو ليس مفتيًا، فمن أين له هذا الحق في الإفتاء؟ هناك مؤسسات دينية رسمية مخولة بذلك مثل: دار الإفتاء، والأزهر الشريف، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وهذه الجهات وحدها لها الحق في إصدار الفتاوى الشرعية”.
وحذر فرغلي من أن مثل هذه الفتاوى تفتح الباب أمام التحريض غير المباشر للشباب على التطرف، مشيرًا إلى أن بعض الشباب المتحمس استجاب سابقًا لدعوات عامة من شيوخ سلفيين للجهاد، فانتهى به المطاف إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد مواطنين مسلمين وضد الجيش والشرطة، بينما يتبرأ هؤلاء الشيوخ لاحقًا أمام القضاء من مسؤوليتهم عن تلك الأفعال.
وأكد الباحث في ختام تصريحاته أن الشريعة الإسلامية واسعة في مقاصدها وتحتمل تعددية في الفهم والتفسير، لكن المدرسة السلفية التي ينتمي إليها العدوي تفتقر إلى هذا التنوع الفكري والفقهي، قائلًا: “هؤلاء لا يمتلكون وعيًا سياسيًا، ويدرسون الفقه من زاوية واحدة مغلقة، دون إدراك لتعدد المذاهب والاجتهادات، وهو ما يجعل خطابهم جامدًا ومنغلقًا، ويؤدي إلى نتائج خطيرة في المجتمع”.
اقرأ أيضًا:
من هو الشيخ مصطفى العدوي؟ صاحب فتوى "الفرعون" المثيرة للجدل
هل تم الإفراج عن السلفي الشيخ مصطفي العدوي؟ دعا المصريين بعدم التفاخر بالمتحف الكبير
ماذا قال مصطفى العدوي عن المتحف المصري الكبير؟ أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية يرد
الأزهر للفتوى: المتحف المصري الكبير إنجاز ملهم يجسد عبقرية المصريين
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.
