الفاشر، تعذيب واغتصاب وقتل جماعي وسط صمت دولي (شاهد بالفيديو)

الثلاثاء 28/أكتوبر/2025 - 09:14 ص

لاشك أن الوضع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، هو بالفعل مأساة إنسانية كارثية تتطلب موقفًا دوليًا عاجلاً وحازمًا.

هناك عدو يقتل ويغتصب ويشرد الآلاف ويحاول بسط نفوذه ويهجر المواطنين، لا يهمه شيخ أو امرأة أو حتى طفل، ويقوم بقصف عشوائي مجنون وسط حصار خانق.

المأساة الإنسانية في الفاشر:

الفاشر هي آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي كانت تحت سيطرة الجيش السوداني والقوات المشتركة، لكنها تعرضت وما زالت تتعرض لحصار وهجمات عنيفة وممنهجة من قِبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى:

تعيش المدينة تحت حصار خانق، مما أدى إلى توقف كامل لخطوط الإمداد، وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية. وقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية من أن المدينة تسير بخطى متسارعة نحو مجاعة حادة.

تعرضت المرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفى الوحيد في المدينة، للقصف أو التعليق، مما ترك المدنيين دون رعاية صحية.

ترد تقارير مروعة عن العنف، والنهب، والاعتداءات الجنسية، والاضطهاد على أسس عرقية، بالإضافة إلى استخدام التجويع كوسيلة حرب، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

وقد فرّ مئات الآلاف من السكان الأصليين والنازحين الذين كانوا يلجأون للمدينة، مما زاد من أعداد النازحين داخليًا.

وأمام ذلك ارتفع عدد الوفيات والإصابات بسبب الكوليرا وسوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل.

الموقف الدولي والدعوات العاجلة:

عبّرت الأمم المتحدة والعديد من الجهات الدولية عن قلقها الشديد ودعت إلى موقف واضح وإجراءات عاجلة:

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة ما يجري في الفاشر بأنه "تصعيد مروّع للنزاع" و"مستوى من المعاناة لا يمكن تحمّله".

وتكررت الدعوات لتأمين هدنة إنسانية فورية وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى السكان المحاصرين.

وتم التشديد على ضرورة أن يتوقف المجتمع الدولي عن تزويد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة.

تحذر التحليلات من أن سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على الفاشر تعني السيطرة على كامل إقليم دارفور، مما قد يفتح الباب أمام انفصال فعلي للإقليم وتفاقم الصراع.

الجرائم والانتهاكات الموثقة في الفاشر:

تؤكد التقارير الإنسانية والحقوقية الدولية، وخاصة تلك المتعلقة بالنزاع في الفاشر، أن هناك تقارير موثقة عن أعمال قتل واستهداف للمدنيين.

وأكدت جهات حقوقية متعددة ارتكاب جرائم اغتصاب واستعباد وعنف جنسي ضد السكان.

وتسببت الهجمات والحصار في نزوح مئات الآلاف من منازلهم ومعسكرات النزوح.

وتشير التقارير بوضوح إلى استخدام الحصار الخانق وقطع خطوط الإمداد بهدف استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، مما أدى إلى مجاعة وشيكة.

وقد وثقت الهجمات على المستشفيات والمرافق المدنية، مما يعكس قصفًا عشوائيًا يهدد حياة الأبرياء، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.

مشاهد تقشعرّ لها الأبدان، فقد أقدمت ميليشيات الدعم المموّلة بالمال والسلاح والمرتزق على ارتكاب فظائع بشعة.
عشرات الشباب جُمِعوا في صفوف طويلة، وأُعدِموا بدم بارد بعد إذلالهم وتصويرهم في منتهي السادية والاستمتاع بالقتل.
وفي مشهد آخر، أُطلق سراح مجموعة شباب بعد أن أكدوا أنهم عُزّل، لكن ما إن ابتعدوا أمتارًا حتى وُجّه السلاح إلى ظهورهم، ليُقتلوا واحدًا تلو الآخر.
أما النساء، فكانت المأساة أفظع: اغتصاب جماعي، وقتلٌ بشع، وبقرٌ لبطون الحوامل، ومشاهد تعليق نساء في الأشجار وتمزيق أجسادهم في جرائم يندى لها جبين التاريخ.