في مستشفى الهلال الأحمر، الخطر عيني عينك "أسلاك كهرباء وسط المياه وحمامات غير آدمية"
بالتزامن مع الحملات التي تشنها وزارة الصحة بشكل مفاجئ على المستشفيات الحكومية والخاصة، لمتابعة سير العمل والتأكد من جودة الخدمات التي تقدمها المنشأة للمريض والالتزام بالمعايير.
نستعرض لكم معايشة واقعية لمدة ساعات قضاها موقع" الأيام المصرية " داخل مستشفى الهلال الأحمر برمسيس، أحد أهم وأعرق المستشفيات الحكومية بالقاهرة، للوقوف علي ما يقدمه المستشفي من خدمات طبية للمواطنين مثل الخدمات التشخيصية والعلاجية والداخلية للمرضي وخدمات الطوارئ والجراحة وغيرها من الخدمات الطبية المتنوعة.
في البداية.. عند بوابة الاستقبال حاولنا الدخول دون الإفصاح عن مهمتنا، لكن أحد أفراد الأمن رفض السماح لنا بالدخول قائلاً: "هنا استقبال حوادث فقط، الكشف في العيادة" مخالفاً بهذا الرد ابسط القواعد المتعارف عليها من ضرورة وجود طبيب عام بقسم الاستقبال للكشف على المترددين قبل التوجيه الي العيادات المختلفة كل وفق حالته.
وبعد نقاش دام لدقائق بلا جدوى توجهنا للعيادات الخارجية، متخفين وسط المرضى حاملين عدستنا خلسة انتظرنا في طابور طويل أمام شباك التذاكر، وعلى الرغم من ازدحامه إلا أنه استغرق دقائق قليلة بسبب موظف بشوش الوجه وراعى المرضى ولم يطيل عليهم الوقت مثل آخرين.
وأثناء انتظارنا شوهد تساقط مياه من مواسير تكييفات خارجية بجوار لمبة كهربائية بشكل مباشر عند شباك التذاكر، ما يمثل خطورة بالغة على المرضى و العاملين قد يؤدى الي كارثة بسبب احتمال تلامس الكهرباء والماء معًا.


الكشف وسط الإهمال.. لا تهوية ولا كراسي والمرضى على الأرض في مستشفى الهلال
وصلنا إلي العيادات الخارجية ورصدنا ما تشهده من مظاهر الإهمال المتمثلة في انعدام التهوية وعدم توافر كراسي كافيه والمرضى يفترشون الأرض، بسبب التكدس والزحام الشديد، ناهيك عن الجدران المتسخة والأرض المليئة بالمناديل الورقية وغيرها، وهنا قد لمسنا حجم المعاناه التي يشعر بها المترددين علي هذه المستشفي، ومع مرور الوقت يزداد الأمر صعوبة مع عدم توافر أماكن للتهوية الجيدة وتوافد أعداد جديدة من المرضي في انتظار دورهم للكشف، وفي هذة اللحظة أدركنا أن المكان يفتقر لأبسط وسائل المعاملة الآدمية للمريض.
يدخل المريض في حالة من التعب والإرهاق، ويخرج في حالة من الإحباط، ليس من الوجع فقط بل من الشعور بأن كرامته لا تحظى بأي اعتبار داخل هذه المؤسسة.
أمام غرفة الكشف في انتظار دورنا كباقي المرضى تقف إحدى الممرضات أمام باب العيادة مباشرة لتنظم دخول المرضي ، رصدنا طريقة تعاملها مع المرضي ونبرتها الحادة وأسلوبها الذى لا يتناسب مع شخص يهلكه المرض، لا تعاطف ولا هدوء، في مكان المفترض أن يكون طاقم التمريض فيه سندًا للمريض.




دورات مياه للوباء لا العلاج.. مستشفى الهلال يحتاج لمن يُعالجه قبل أن يعالج مرضاه
أما دورات المياه فحدث ولا حرج، ذلك أنها تشهد حالة من الإهمال وعدم النظافة غير مسبوقة، وأقل ما توصف بأنها "لا تصلح للمريض ولا المعافى"، كونها تُشكل بيئة لنقل الميكروبات والعدوى والفيروسات، وتفتقر لمعايير النظافة الخاصة بالمستشفيات.






وبدلا من أن يكون دور مثل هذه الأماكن الحفاظ على المريض من التعرض لميكروبات أو عدوى أو فيروس، بدت وكأنها أسهل الطرق لنقل مثل هذه الكوارث للجميع (مريض ومعافى)، وبعد أكثر من ساعتين بالعيادات الخارجية بالمستشفى، خرجنا وفي ذهننا عشرات المشاهد والتساؤلات، أبرزهم:
- هل يحتاج المريض البسيط أن يتحمل الإهمال و اللامبالاة فوق مرضه؟.
- هل تنظيف الحمامات وتعقيمها طبقًا للمعايير نوع من أنواع الرفاهية؟.
- هل الكلمات الطبية من التمريض أصبحت عبئ عليهم؟.
- هل تسريبات المياه بجانب الكهرباء تحتاج إلى مأساة أو حادثة قوية ليتحرك المسؤول عن الصيانة؟.
التجربة الواقعية في مستشفى الهلال الأحمر كشفت عن واقع مؤلم يعيشه المرضى، وأن المستشفى الذي كان يعد من أعرق المؤسسات الحكومية يعاني من الإهمال واللامبالاة في تقديم الخدمات الأساسية، ومما لاشك فيه أن تنظيف المرافق وصيانة الأعطال ليست رفاهية بل ضرورة ملحة.
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.



