الخميس 23 أكتوبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

في مدارس غزة، "يا ضمير العالم يا عزيزي ايه رأيك في البقع الحمـرا" (شاهد)

مدارس غزة
مدارس غزة

في غزة، عاد الطفل الصغير إلى مدرسته، لا يحمل حقيبته هذه المرة، بل يحمل الشوق والدهشة.. دخل الساحة التي كانت تضجّ بالحياة… فوجدها صامتة، مكسورة.
تقدم بخطى بطيئة نحو الفصل الذي كان يجلس فيه، يبحث بعينيه عن مقعده، عن النافذة التي كان يطلّ منها، عن السبّورة التي تعلّم عليها الحروف الأولى.
لكن السبّورة الآن محطمة، والمقاعد مبعثرة، والهواء ثقيل برائحة الغياب.
وقف هناك، صامتًا، كأن الذكريات تتكلم عنه:
ضحكته وهو يرفع يده للإجابة، صوته وهو يردد الحروف، دفء المعلمة، وصوت الجرس…
كل ذلك تحوّل إلى رماد.
لم يبكِ، لكنه شعر أن شيئًا داخله قد انكسر.
مدرسته لم تكن جدرانًا فقط، بل كانت جزءًا من قلبه الصغير… والآن، هو يقف بين أنقاضها، يحاول أن يفهم: لماذا تُقصف الأماكن التي نحبها؟

وكأنه يردد رائعة صلاح جاهين: "بالدم اللى على ورقهم سـال.. في قصـر الأمم المتــحدة.. مسـابقة لرسـوم الأطـفال.. ايه رأيك في البقع الحمـرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفـلة غزاوية وسمرا.. كانت من أشـطر تلاميذي".

تدمير البنية التحتية

تعرضت البنية التحتية التعليمية في قطاع غزة لكارثة ضخمة نتيجة القصف والعمليات العسكرية المستمرة، مما يضع مصير آلاف الطلاب في خطر ويجعل مهمة استئناف الدراسة النظامية أمراً شبه مستحيل في الوقت الحالي.

تفيد التقارير الصادرة عن منظمات دولية (مثل اليونيسف والأونروا) وهيئات محلية بأن القطاع التعليمي في غزة دُمر بشكل ممنهج.

هناك تدمير كلي لأكثر من 204 مؤسسة تعليمية (منها 190 مدرسة تقريباً). غير صالحة للاستخدام وتتطلب إعادة بناء كاملة.
وأكثر من 90% من إجمالي المدارس والمباني المدرسية تعرضت لتضرر كلي أو جزئي أو تحتاج لإعادة تأهيل جوهري. 
وحوالي 285 مدرسة حكومية (حسب إحصاءات محلية)، متضررة كليًا.
وحوالي 29% من الأبنية المدرسية الحكومية متضررة بشكل لا يمكن تشغيلها.

الوضع الراهن يشير إلى أن الغالبية العظمى من المدارس غير صالحة لاستقبال الطلاب بشكل طبيعي، وذلك لعدة أسباب.

أكثر من 90% من المدارس إما دُمرت كلياً أو تعرضت لأضرار بالغة تجعلها غير آمنة أو غير صالحة للتدريس وتتطلب إعادة بناء أو تأهيل شامل.

العديد من المدارس التي لم تُدمر كلياً، وخاصة المدارس التابعة لوكالة "الأونروا"، تُستخدم حالياً كملاجئ ومراكز إيواء للنازحين. وهذا يعني أنها مشغولة بمئات الآلاف من الأشخاص ولا يمكن استخدامها للتدريس.

حتى المباني التي لم تتضرر بشكل كبير قد تقع في مناطق خطرة، أو تحيط بها الأنقاض، أو تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما يجعلها غير آمنة للبيئة التعليمية.

المصير الحالي للتعليم:

بسبب هذه الأوضاع، فإن العملية التعليمية النظامية في غزة متوقفة بالكامل، ويعمل الشركاء التعليميون على توفير حلول بديلة:

يتم تقديم التعليم في مساحات تعلم مؤقتة ضمن الملاجئ أو الخيام، حيث يتم التركيز على الدعم النفسي والأنشطة الترفيهية والتوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة، بالإضافة إلى بعض الأنشطة التعليمية الأساسية.

أطلقت "الأونروا" وشركاؤها محاولات للتعلم عن بعد، عبر تطبيقات مثل واتساب، لمحاولة الوصول إلى الأطفال الذين حُرموا من التعليم (أكثر من 625,000 طالب وطالبة خارج المدرسة).

باختصار، مصير مدارس غزة هو الهدم وإعادة الإعمار في أغلب الأحوال، في حين أن العملية التعليمية تعتمد حالياً على حلول الطوارئ المؤقتة والمؤلمة.

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.

تم نسخ الرابط