الكاتب جان بول سارتر، الفيلسوف الذي رفض جائزة نوبل ما القصة؟
هل سمعت عن أحد يرفض جائزة نوبل؟ نعم هذا حدث عندما ترشيح الكاتب جان بول سارتر للفوز بجائزة نوبل في الأدب، الجائزة استحقها لعمله الإبداعي، عن الحرية والبحث عن الحقيقة، والتي كان لها تأثير كبير على عصرنا.
الكاتب جان بول سارتر، الفيلسوف الذي رفض جائزة نوبل ما القصة؟
رفض استلام جائزة نوبل في الأدب، فيلسوف كان انتقد السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر وحرب فيتنام وأشاد بالثورتين الكوبية والصينية، ووصف الثوري الأرجنتيني الشهير "تشي جيفارا" بأنه "الرجل الأكثر مثالية في قرننا".
برر الفيلسوف والكاتب الفرنسي الوجودي جان بول سارتر رفضه لجائزة نوبل التي مُنحت له في 22 أكتوبر 1964، بعدم رغبته الانحياز إلى أي من المعسكرين المتنافسين في ذلك الوقت، الغربي والشرقي.

وكتب سارتر في 23 أكتوبر 1964 في بيان موجه للصحفيين السويديين في باريس قائلا: رفضي ليس عملًا غير مدروس على الإطلاق، لأنني رفضت دائمًا الأوسمة الرسمية، حين عرض عليّ، بعد الحرب العالمية الثانية، في عام 1945، وسام جوقة الشرف، رفضت ذلك.
وأضاف سارتر: يعتمد هذا الموقف على فهمي لعمل الكاتب، يجب على الكاتب الذي اتخذ موقفًا معينًا في المجال السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، أن يتصرف بمساعدة تلك الوسائل التي تخصه فقط، أي الكلمة المطبوعة.
وأوضح سارتر: "كل أنواع الميداليات تعرض قراءة للضغط، وهو ما أعتبره غير مرغوب فيه، هناك فرق بين توقيع (جان بول سارتر) أو (جان بول سارتر، الحائز على جائزة نوبل)".
الفيلسوف الفرنسي أكد في بيانه أن "الكاتب لا يجب أن يسمح لنفسه بأن يتحول إلى مؤسسة، حتى لو اتخذت، كما في هذه الحالة، أسمى أشكالها"
مشيرًا في نفس الوقت إلى أن قراره برفض استلام جائزة نوبل في الأدب "هو موقفي الشخصي البحت، والذي لا يحتوي على انتقادات لأولئك الذين حصلوا بالفعل على هذه الجائزة، أنا أحترم بشدة وأعجب بالعديد من الفائزين الذين يشرفني أن أعرفهم".

على الرغم من أن سارتر كتب بيانه بلغة دبلوماسية هادئة، إلا أنه لم يتردد في التعبير عن رأي مفاده أن جائزة نوبل في الأدب، لا تعتمد على المعايير الفنية بل والسياسية أيضًا، مشيرًا إلى أن الجائزة تأخرت، ولو أنها منحت له فيما كانت حرب التحرير الجزائرية دائرة لكان قبلها.
وأوضح سارتر: في البيئة الحالية، جائزة نوبل هي في الواقع جائزة مخصصة للكتاب من الغرب أو (المتمردين) من الشرق"
وأضاف سارتر: "خلال الحرب في الجزائر، عندما وقعت أنا وآخرون على بيان 121، كنت سأقبل هذه الجائزة بامتنان، لأنها لم تكن لتميزني فحسب، بل تمجد قضية الحرية التي قاتلنا من أجلها، لكن هذا لم يحدث، ومنحت الجائزة لي عندما انتهت الحرب"
وأضاف سارتر: "على أنها الحق في الحصول على أكثر من زوج واحد من الأحذية وتناول الطعام وفقًا لشهية المرء، يبدو لي أن رفض المكافأة أقل خطورة من قبولها، إذا قبلت ذلك، فهذا يعني قبول ما أسميه (الأضرار الموضوعية)"
أرسل الكاتب إلى لجنة نوبل قائلا: "نظرا للأهمية التي تلقتها الجائزة في المجتمع الذي أنتمي إليه، فأنا مجبر على رفض جائزة غير مستحقة، من فضلك لا تعتبر رفضي الطوعي إهانة".
هكذا تخلى جان بول سارتر على "مجد" جائزة نوبل ومبلغ 250.000 كرونة، كي يبقى مستقلًا، وفيًا للأفكار والمثل التي ناضل من أجلها.
اقرأ المزيد:
قصة تبرع فتاة 18 عاما بأعضائها بعد إطلاق نار عليها (شاهد)
ارتفاع معدل السكتات الدماغية بين هذه الفئة من الشباب، ما القصة؟
قال لهم إن الحرية التي يفهمها دقيقة وتتمثل في أن يكون له الحق في امتلاك أكثر من زوج من الأحذية. سارتر كان يعتقد أن "رفض المكافأة اقل خطورة من قبولها".
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.