خبير: مصر بوابة أفريقيا وجاذبة للاستثمار الأوروبي في الطاقة والتعدين والعقارات

قال الدكتور محمد العطيفي، الخبير الاقتصادي، إن العلاقات الاقتصادية بين مصر والاتحاد الأوروبي تشهد تطورًا ملحوظًا، مدفوعة بفرص استثمارية واسعة في قطاعات متعددة، يأتي على رأسها الطاقة الخضراء، الصناعة، التعدين، السياحة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بالإضافة إلى مناطق جديدة مثل العلمين الجديدة.
أكد العطيفي أن القمة المصرية الأوروبية تمثل نقطة انطلاق نحو شراكة استراتيجية طويلة الأجل، تعتمد على تبادل المصالح، والاستفادة من الفرص الاستثمارية، وتعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة والبحث العلhttps://www.alayamegy.com/539673مي والبنية التحتية والسياحة.

أوضح، أن مصر تتمتع بموقع استراتيجي فريد، يربط بين قارات العالم، ويجعلها نقطة انطلاق مثالية لصادرات أوروبية وأفريقية، مشيرًا إلى أن منطقة قناة السويس تُعد من أبرز المناطق الجاذبة للاستثمار، ليس فقط لما تمثله من أهمية لوجستية، بل لأنها أصبحت مركزًا صناعيًا يسعى لجذب الصناعات التحويلية والخدمات التي يمكن تصديرها لاحقًا.

 اهتمام ملحوظ من المستثمرين الأوروبيين بمنطقة العلمين الجديدة

وحول أبرز القطاعات التي تحظى باهتمام المستثمرين الأوروبيين، أكد العطيفي أن الطاقة الخضراء تأتي في المقدمة، خاصة في ظل التحولات العالمية بعد أزمة الطاقة التي شهدها العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية. وأضاف أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة لتصدير الطاقة النظيفة لأوروبا، وهو ما يجعلها شريكًا استراتيجيًا في هذا القطاع خلال المرحلة المقبلة.

كما أشار إلى وجود اهتمام ملحوظ من المستثمرين الأوروبيين بمنطقة العلمين الجديدة، إلى جانب محور قناة السويس، نظرًا لما توفره من بنية تحتية حديثة وفرص استثمارية واعدة، لافتًا إلى أن قطاع التعدين في جنوب مصر أيضًا من القطاعات التي يتوقع أن تستقطب استثمارات أوروبية قريبة، بالتزامن مع توقيع عدد من مذكرات التفاهم خلال القمة المصرية الأوروبية الحالية.

وتطرق العطيفي إلى حزمة الحوافز التي تقدمها مصر للمستثمرين الأجانب، والتي تشمل إعفاءات ضريبية، وضمان تحويل الأرباح للخارج، ومنح الإقامة للمستثمرين وأسرهم، بالإضافة إلى "الرخصة الذهبية"، التي تُعد بمثابة تصريح شامل يُمنح للمستثمر لتسهيل جميع الإجراءات من خلال نافذة واحدة.

وأكد أن هذه التسهيلات، إلى جانب الموقع الجغرافي المتميز، تعزز من جاذبية السوق المصرية، خاصة أنها تُعد بوابة لدخول السوق الأفريقية، وتمنح المستثمر فرص ربح قوية في بيئة مستقرة سياسيًا وأمنيًا.

 الميزان التجاري بدأ يميل لصالح مصر تدريجيًا بفضل صادراتها الزراعية

قال العطيفي إن السائح الأوروبي يعرف مصر جيدًا ويقبل على زيارتها بشكل دائم، لكن من المتوقع أن تشهد زيادة ملحوظة في الأعداد نتيجة الشراكات الجديدة، وارتفاع حجم الاستثمارات الأوروبية داخل البلاد، خاصة مع وجود مستثمرين أوروبيين يقيمون في مصر لفترات طويلة، وهو ما قد يجذب مزيدًا من السياح والعائلات الأوروبية، ويخلق نوعًا من الاستقرار المجتمعي المؤقت أو الدائم لبعضهم داخل مصر.

وأشار إلى أن الاستثمارات الأوروبية في مجال التغليف الصناعي للمواد الغذائية بدأت تأخذ مكانها في مصر منذ عدة سنوات، عندما اختار الاتحاد الأوروبي مصر لتكون أول دولة في المنطقة تستضيف معرضًا متخصصًا في تغليف المنتجات الغذائية، ما يعكس الثقة الأوروبية في إمكانيات السوق المصرية في هذا القطاع الحيوي.

وأشار إلى أن الميزان التجاري بدأ يميل لصالح مصر تدريجيًا بفضل صادراتها الزراعية، وأن المرحلة المقبلة قد تشهد طفرة في الاستثمارات الأوروبية، إذا واصلت الحكومة المصرية تقديم الحوافز والتسهيلات، وواصلت العمل على تحسين بيئة الأعمال، وتفعيل ما يتم توقيعه من اتفاقيات على أرض الواقع.