النزوح في غزة من الجنوب إلى الشمال، كل متر يحكي معاناة وقسوة الطريق (فيديو)

لاشك أن النزوح في غزة من الجنوب إلى الشمال، معاناة غير مسبوقة، ولمّ لا وكل متر يروي قسوة الطريق لساعات طويلة. أهالي القطاع أنفسهم قد لا يستطيعون تقديم وصف دقيق لما شاهدوه.
فالنزوح العكسي في قطاع غزة، ظاهرة مأساوية وغير مسبوقة يئن منها سكان القطاع، ليس فقط من الشمال إلى الجنوب، ولكن أيضًا العودة إلى الشمال أو التنقل بين المناطق الوسطى والجنوبية، مع كل خطوة محفوفة بمعاناة هائلة.
لقد أصبح النزوح المتكرر سمة مميزة للحياة في غزة، حيث يضطر المدنيون إلى التنقل بحثًا عن أمان مؤقت أو بسبب الافتقار التام لمقومات الحياة في مناطق النزوح.
الوضع الإنساني في غزة
بدلاً من حركة نزوح أحادية الاتجاه (من الشمال إلى الجنوب)، شهدت غزة "نزوحًا عكسيًا" أو متكررًا، لعدة أسباب.
أولها، انعدام الأمن في الجنوب، فبعد أن نزح مئات الآلاف إلى الجنوب (خان يونس ورفح) لاعتبارها "مناطق آمنة" وفقًا للتحذيرات الإسرائيلية، تحولت هذه المناطق إلى ساحات للعمليات العسكرية، مما دفع النازحين إلى البحث عن ملجأ في مناطق الوسط (مثل دير البلح) أو حتى العودة إلى الشمال المدمر بعد خروج القوات الإسرائيلية من بعض المناطق.
ومع تدمير مقومات الحياة في الشمال، يعود النازحون ليجدوا منازلهم مدمرة بالكامل والبنية التحتية الأساسية (المياه، الصرف الصحي، الكهرباء) غير موجودة. ما دفع البعض إلى النزوح مجددًا إلى الجنوب أو الوسط بحثًا عن خيمة أو القليل من الخدمات الأساسية المتوفرة هناك.
فيما يتركز جزء كبير من المساعدات الإنسانية في بعض نقاط التوزيع، مما يدفع الناس للتحرك نحو هذه النقاط رغم المخاطر، وفي المقابل، لا تصل المساعدات الكافية إلى الشمال، مما يفاقم خطر المجاعة ويدفع البعض إلى المغامرة بالعودة للمنازل في الشمال على قاعدة "الموت جوعًا أو قصفًا".
معاناة في كل متر
كل خطوة في رحلة النزوح محفوفة بالمخاطر وتكلفة باهظة، إذ تتم الرحلة عبر طرق خطرة للغاية، وغالبًا ما تكون غير معبدة، ومحفوفة بالركام، وتحت تهديد القصف أو إطلاق النار.
ومع انعدام وسائل النقل، يتم الاعتماد على العربات التي تجرها الحيوانات (الحمير) أو السير على الأقدام لمسافات طويلة، مع حمل الأمتعة القليلة أو المرضى أو كبار السن. تكلفة النقل المتاحة (كالتكاتك) ارتفعت بشكل جنوني بسبب شح الوقود.
كل ذلك وسط نقص الإيواء والخدمات، إذ أن المناطق التي ينزحون إليها تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، حيث يعيش أكثر من 1.9 مليون شخص (نحو 90% من السكان) نازحين، يضطرون للإيواء في خيام مهترئة أو مساجد أو مدارس أو حتى في الشوارع، مع تفاقم الأمراض وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
تشير الأمم المتحدة إلى أن النزوح المتكرر يؤثر بشكل مدمر على صحة وكرامة السكان، ويحولهم إلى "بيادق في لعبة لوحية"، حيث يتم ترحيلهم قسرًا مرارًا وتكرارًا.
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات