شوقي علام: الفتاوى على السوشيال خطر على الوعي الديني والمجتمعي

الجمعة 17/أكتوبر/2025 - 06:44 م

حذر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، من تصاعد ظاهرة الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الفوضى الفكرية تمثل تهديدًا حقيقيًا للوعي الديني والوحدة المجتمعية، وتسهم في تأجيج الانقسام بين أبناء الأمة بدلًا من توحيدهم حول مقاصد الشريعة وأخلاقها السمحة.

وأوضح المفتي السابق، خلال تصريحات تليفزيونية، أن الجدل الواسع الذي أُثير مؤخرًا حول مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يعد نموذجًا على سوء إدارة الخلاف الفقهي، إذ تحول الحوار إلى صراع بين أطراف متشددة، غاب عنه النهج الحضاري الذي يجب أن يُراعى عند اختلاف الآراء بين العلماء، مؤكدًا أن الخلاف الفقهي له أصول وضوابط، ويجب أن يدار بأسلوب راقٍ يخدم مصلحة الأمة لا أن يزيد من انقسامها.

وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن منصات التواصل الاجتماعي باتت أرضًا خصبة لانتشار الفتاوى غير المنضبطة وترويج الأفكار المتشددة، مؤكدًا على خطورة السماح لغير المتخصصين بالتصدر في الشأن الديني، وهو ما يؤدي إلى تضليل الجمهور وإثارة البلبلة الفكرية.

ووجه مفتي الجمهورية السابق نصيحة إلى المتصدرين للمشهد الديني، داعيًا إياهم إلى التحلي بالرفق في الطرح، والتمييز بين المسائل التي تحتمل الاجتهاد وتُعذر فيها المخالفة، وتلك التي قامت فيها الأدلة الشرعية على الإجماع ولا يُقبل فيها الخلاف.

وشدد على ضرورة أن يتلقى الشباب والمجتمع عامة العلم والفتوى من العلماء المؤهلين والجهات الرسمية المختصة، داعيًا إلى التثبت من مصادر المعلومات، لا سيما في زمن تتدفق فيه البيانات من كل حدب دون تدقيق أو تمحيص، مؤكدًا أن هذا التثبت بات واجبًا شرعيًا.

وأكد الدكتور شوقي علام أن التحديات الكبرى التي تواجه الفقه المعاصر اليوم تتمثل في سيولة المعلومات وتعدد المنابر غير المؤهلة التي تؤثر في الرأي العام، سواء في الشأن الديني أو السياسي أو الاقتصادي، ما يستدعي إعادة الاعتبار للخطاب الديني الرشيد، وتجديد الثقة في المؤسسات الدينية الرسمية، والالتزام بالمنهج الوسطي المعتدل، بما يضمن الحفاظ على وعي الأمة وهويتها في مواجهة موجات التطرف والفوضى الفكرية.

اقرأ أيضًا: