بعد وقف إطلاق النار، الطاقم الطبي في غزة لن يرتاح لهذه الأسباب

كم عانى القطاع الطبي في غزة طوال فترة الحرب.. آن الأوان ليستريح هذا الطاقم ولو قليلا بعد إعلان وقف إطار النار من شرم الشيخ.
فخلال فترة الحرب الممتدة، لم يواجه هذا الطاقم التحديات المهنية فحسب، بل تحديات البقاء على قيد الحياة تحت القصف ونقص الإمكانيات. ما مرّ به القطاع الصحي هو كارثة إنسانية وإبادة منهجية لنظام رعاية صحية هش أصلاً.
بالتأكيد، إن الإعلان عن وقف إطلاق النار من شرم الشيخ يمثل بارقة أمل لـراحتهم، ولو كانت هذه الراحة نسبية، حيث أن مهمتهم لن تنتهي بانتهاء القتال، بل ستبدأ مرحلة شاقة أخرى تتمثل في علاج تراكمات الحرب.
حجم المعاناة والكارثة الصحية
يمكن تلخيص معاناة القطاع الصحي والطواقم الطبية في غزة خلال فترة الحرب (2023-2025) في الأرقام والتحديات الآتية:
استشهد نحو 1200 من أفراد الكادر الطبي منذ بداية الحرب (وفق بعض التقديرات)، واعتُقل ما لا يقل عن 360 من الكوادر الطبية.
تم تدمير حوالي 84% من المرافق الصحية في القطاع، وخرجت غالبية المستشفيات عن الخدمة إما بالاستهداف المباشر أو بسبب نقص الوقود والإمدادات.
تعرض مستشفى الشفاء لأضرار جسيمة بالمتفجرات والحرائق، ودمرت أقسام حيوية فيه مثل الطوارئ والجراحة، مما أدى إلى فقدان قدرات تشخيصية حيوية في شمال غزة.
بعض المستشفيات القليلة التي بقيت تعمل كانت نسبة الإشغال فيها تصل إلى 360%، مما أجبر الجرحى على افتراش الأرض.
كل ذلك وسط عجز الإمدادات، إذ تؤكد وزارة الصحة أن نسبة العجز في الأدوية الأساسية تجاوزت 90%، مما وضع الأطباء في موقف حرج يضطرون فيه إلى المفاضلة بين حالات الجرحى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
فيما عملت الطواقم الطبية لساعات متواصلة تحت القصف، وهي تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه، إضافة إلى الصدمة النفسية الجماعية لكونهم يعالجون جيرانهم وأطفالهم وأحياناً أفراد عائلتهم.
يحتاج القطاع الصحي إلى استقطاب مئات الكوادر الطبية لتعويض القتلى والمصابين.
لم تقتصر الأزمة على إصابات الحرب، بل تفاقمت الأمراض الأخرى، ومنها: “زيادة كبيرة في الأمراض مثل الإسهال الحاد وأمراض الجهاز التنفسي بسبب النزوح وسوء الصرف الصحي”.
بالإضافة إلى أن مرضى السرطان والفشل الكلوي والسكري عجزوا عن الحصول على أدويتهم الحيوية، مما تسبب في ارتفاع معدلات الوفيات.
فيما يعاني 93% من السكان من الجوع، وهناك ارتفاع كبير في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل.
ما الذي يعنيه وقف إطلاق النار لهذا الطاقم؟
في حين أن وقف إطلاق النار سيزيل التهديد المباشر بالقصف، فإن "الراحة" للطاقم الطبي تعني بداية مرحلة جديدة من العمل.
الأولوية ستكون إدخال الوقود والمساعدات الطبية الضرورية بشكل فوري وكبير لإعادة تشغيل المرافق التي خرجت عن الخدمة جزئياً.
سيتم التركيز على إخراج الجرحى المصابين بإصابات بالغة ليتلقوا العلاج اللازم خارج القطاع.
ستبدأ محاولات لتعويض النقص في الكوادر، وربما إدخال فرق طبية دولية متخصصة لدعم العمليات الجراحية المعقدة.
لذلك، يمكن القول إن وقف إطلاق النار هو بداية استراحة من الرعب، ولكنه تحول إلى ماراثون إنقاذ وترميم صحي يقع عبؤه الأكبر على هذا الطاقم البطل.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.