اللواء د. محمد الغباري: ما حدث في أكتوبر لم يكن عبور بل اقتحام واشتباك مع العدو

أكد اللواء د. محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق أنه شارك في حرب أكتوبر 1973 برتبة نقيب ضمن الفرقة الثانية مشاة، وكان مكلفًا بتأمين تحركات القوات التي ستعبر قناة السويس، وتحديدًا تأمين الكوبري رقم 131.
وعن سبب اختيار هذا الكوبري بالذات، أشار إلى أن لكل فرقة محورين أساسيين للتحرك، أحدهما مخصص للكوبري الثقيل الذي تعبر عليه القوة الرئيسية، والآخر للكوبري الخفيف، ويتم اختيار الموقع بناءً على اعتبارات تكتيكية وهندسية تضمن وصول القوات إلى مهامها على الضفة الأخرى.
اللواء د. محمد الغباري: ما حدث في أكتوبر لم يكن عبور لقناة السويس بل اقتحام
شدد اللواء د. محمد الغباري على أهمية استخدام مصطلح "الاقتحام" بدلًا من "العبور"، موضحًا أن العبور يوحي بالمرور السلمي في مجرى مائي، بينما ما حدث كان اقتحامًا تحت نيران العدو، وهو ما يستوجب استخدام المصطلح الأدق.
وأشار إلى أن لجنة توثيق حرب أكتوبر تعمل على تصحيح هذا المفهوم في الوثائق الرسمية، حيث أن كلمة "عبور" ترسخت إعلاميًا، لكنها لا تعكس حقيقة الموقف العسكري.
انتقل اللواء د. محمد الغباري إلى شرح دور ضباط العمليات في تنظيم تدفق القوات عبر المحور المحدد، حيث يتولى رئيس الأركان مسؤولية ما يُعرف بنقاط المراجعة لخدمة قرار القائد. ويشترك في هذه العملية ضباط العمليات، وضباط المهندسين العسكريين، وضباط الشرطة العسكرية، لتنظيم ساحات الإسقاط وتوقيتات العبور بدقة.
وعن دوره الشخصي، أوضح اللواء د. محمد الغباري أنه كان قائدًا لنقطة العبور، وبعد انتهاء المرحلة الأولى، انتقل للعمل ضمن فرع العمليات في مراكز القيادة. وبخصوص الصعوبات التي واجهتهم، أكد أنه لم تكن هناك مشكلات لوجستية كبيرة، لأن كل شيء كان مرتبًا مسبقًا، لكن التحدي الحقيقي تمثل في إصرار الجنود والضباط على العبور، حتى قبل موعدهم المحدد، بسبب رغبتهم الشديدة في الاشتباك مع العدو، ما تسبب أحيانًا في ضغط كبير على نقاط العبور.
وأشار إلى أن هذا الضغط كان يتضاعف في حال تعرض ساحات الإسقاط للقصف الجوي أو الصاروخي، ما يستدعي إصلاحات قد تؤخر الجدول الزمني، وتزيد من توتر الوحدات المنتظرة لعبور الكوبري، وهذا التحدي كان من أبرز ما واجهه خلال العمليات.
أكد اللواء د. محمد الغباري أن حرب أكتوبر نموذجًا لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة، حيث شاركت فيها قوات المشاة، والمدرعات، والمدفعية، والمهندسين، والإشارة، والاستطلاع، إلى جانب القوات الجوية والدفاع الجوي، وكان التنسيق يتم في نقاط تنفيذ المهام، مثل ساحات الإسقاط التي تضم الكوبري الرئيسي، ومنازل البرمائيات التي تنقل الجنود والمعدات والدبابات.
وأوضح أن أثناء تشكيل الكوبري، كانت المعديات تعمل بشكل متواصل لضمان تدفق مستمر، إلى جانب البرمائيات التي تنقل الدبابات، وكان ضباط المهندسين مسؤولين عن تحريك هذه المعدات تحت إشراف ضباط العمليات، بالتنسيق مع الوحدات التي تستعد للعبور، سواء كانت مدرعات أو مدفعية، ما يتطلب تنسيقًا دقيقًا في كل لحظة.
وأكد أن هذا التنسيق لم يكن وليد اللحظة، بل تم التدريب عليه مسبقًا في مواقع مختارة، وفق مبدأ التدريب على مسرح مشابه للعمليات، حيث تم إعداد نماذج على نهر النيل تحاكي اتساع قناة السويس، والتي تتراوح بين 80 إلى 150 مترًا، لتحديد طول الكوبري المطلوب، وحسابات المد والجزر في توقيت الاقتحام.
شدد اللواء د. محمد الغباري على أهمية معرفة سرعة التيار واتجاهه، خاصة لضباط المشاة الذين يعبرون في القوارب، حيث يجب عليهم تحديد زاوية النزول بدقة، لتجنب الانحراف عن نقطة الوصول. وأكد أن هذه التفاصيل الدقيقة كانت جزءًا أساسيًا من التحضير، وتمت دراستها بعناية لضمان نجاح العملية.
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.