لماذا طالب البنك المركزي الأوروبي الاحتفاظ بالأموال الورقية؟، ميسرة بكور يكشف السبب

علق ميسرة بكور، مدير المركز العربي الأوروبي للدراسات، على توصية البنك المركزي الأوروبي بالاحتفاظ بالنقود الورقية، مؤكدًا أن القرار جاء استنادًا إلى دراسة معمقة استغرقت عشر سنوات، وغطت أزمات اقتصادية وسياسية كبرى مثل أزمة اليونان، جائحة كورونا، الحرب الأوكرانية، وأزمة البنوك في قبرص وبريطانيا.

وأوضح بكور في تصريحات صحفية، أن الهدف من هذه التوصية ليس إثارة القلق العام، بل هو اعتراف بحدود التكنولوجيا، خاصة في ظل احتمالية تعرض الأنظمة الرقمية لأعطال مفاجئة ناتجة عن انقطاع الكهرباء أو هجمات سيبرانية، قائلًا:" الاحتفاظ بالنقد الورقي لا يعني فقدان الثقة بالتقنيات الحديثة، بل يعد إجراء احتياطيًا يشبه وجود إطار احتياطي في السيارة".

وأشار مدير المركز العربي الأوروبي، إلى أن الدراسة تناولت أيضًا البعد النفسي للمواطن الأوروبي، حيث يمنح توفر النقود الملموسة شعورًا بالأمان لا توفره الأنظمة الرقمية، مضيفًا أن هذا العامل لا يمكن تجاهله عند تقييم العلاقة بين المواطن والنظام المالي.

وفي سياق متصل، شدد على أن التهديدات السيبرانية أصبحت واقعًا ملموسًا، مشيرًا إلى إمكانية تعرض البنوك لهجمات تستهدف تعطيل الخدمات أو سرقة بيانات العملاء، ما قد يدفع بعض الأنظمة المصرفية إلى تجميد مؤقت لخدماتها لحماية نفسها، ولم يستبعد بكور أن تنفذ دول مثل روسيا أو إيران مثل هذه الهجمات، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، مرجحًا أن تصل احتمالية حدوثها إلى 80%.

النقد الورقي كملاذ آمن

وأكد مدير المركز العربي الأوروبي، أن الاحتفاظ بالنقد لا يعني التشكيك في النظام البنكي، بل يعد ملاذًا آمنًا في حالات الكوارث أو تعطل الخدمات المصرفية، وهو خيار وقائي أكثر منه بديلًا للنظام المالي القائم.

وعن تأثير تخزين النقد على الاقتصاد، أشار بكور إلى أن السحب المحدود لا يؤثر بشكل سلبي على السيولة أو الاستثمار، لكن السحب الكبير، كما حدث في الولايات المتحدة وتركيا، قد يؤدي إلى إجهاد في النظام البنكي وفقدان للسيولة.

وحذر من اكتناز الأموال في المنازل، لأنه يخرجها من الدورة الاقتصادية ويضعف العملة الوطنية، ويحد من قدرة البنوك على الإقراض وتحريك عجلة الاستثمار.

وحول ردة فعل المواطن الأوروبي تجاه التوصية، قال بكور إنه يتوقع استجابة إيجابية، خاصة أن ظاهرة الاكتناز النقدي بدأت بالظهور مع بداية الحرب الأوكرانية، وكانت أكثر وضوحًا في ألمانيا، لكنه حذر في الوقت ذاته من سحب كميات كبيرة من الأموال، لما لذلك من أثر سلبي محتمل على البنوك والدورة الاقتصادية.

صعوبة تطبيق التوصية في الدول النامية

أما عن إمكانية تطبيق التوصية في الدول النامية، فرأى أن ذلك غير مرجح، نظرًا لضعف البنية الرقمية في تلك الدول، واعتماد المواطن فيها أساسًا على النقد الورقي، وذكر دولًا مثل مصر وسوريا والأردن، حيث يفضل المواطنون الاحتفاظ بالنقد في منازلهم بسبب شعورهم بعدم السيطرة الكاملة على أموالهم داخل البنوك.

وأوضح ، أن تحويل الأموال إلى ذهب واكتنازها هو سلوك شائع في هذه الدول، وله تأثير سلبي على الاقتصاد المحلي، كما حدث في تركيا، حيث اضطر البنك المركزي لرفع الفائدة بشكل كبير في محاولة لاستعادة السيولة النقدية وضبط التوازن المالي.

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.