العد التنازلي للعقوبات على إيران، هل يُشعل مجلس الأمن فتيل المواجهة النووية من جديد؟

لحظات حاسمة من التصعيد الدولي، حيث تتجه أنظار العالم اليوم نحو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ويُتوقع أن يُصوّت على مشروع قرار سيحدد مصير العقوبات الأممية على إيران.
يأتي هذا التصويت وسط تحركات أوروبية متسارعة لتفعيل "آلية الزناد"، في وقت تُتهم فيه طهران بانتهاك التزاماتها النووية.
وبينما يُلوّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعودة العقوبات قبل نهاية سبتمبر، تحذّر طهران من أن أي خطوة في هذا الاتجاه قد تعني نهاية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فماذا لو صوّت مجلس الأمن اليوم؟ وما العقوبات التي ستعود؟
ما هي آلية الزناد ولماذا تخيف إيران؟
"آلية الزناد" أو ما يسمى بال (Snapback) هي أداة قانونية ضمن الاتفاق النووي لعام 2015، تتيح لأي دولة طرف إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، في حال ثبت خرق طهران للاتفاق.
وتكمن خطورة هذه الآلية في أنها تتجاوز الفيتو، حيث أن إعادة فرض العقوبات لا يمكن تعطيله حتى من قبل أعضاء دائمين في مجلس الأمن مثل روسيا أو الصين.
في 28 أغسطس، أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بدء تفعيل الآلية رسمياً، مستندة إلى تجاوزات إيرانية متكررة منذ عام 2019، أهمها رفع مستويات تخصيب اليورانيوم ومنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآت حساسة.
موقف فرنسا: الحزم قبل الدبلوماسية
في تصريح تصعيدي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن إعادة العقوبات على إيران بات أمراً محسوماً، متهماً طهران بعدم الجدية.
وأكد أن الموقف الفرنسي يعكس ثباتاً أوروبياً مشتركاً، مشيراً إلى أن فرنسا لم تقلّل أبداً من خطر القنبلة النووية الإيرانية ولا من طموحاتها الصاروخية.
ماكرون شدد على أن الوقت ينفد، وأن النافذة الدبلوماسية باتت قاب قوسين أو أدنى من الإغلاق، مشيراً إلى أن آلية إعادة العقوبات ستدخل حيز التنفيذ قبل نهاية سبتمبر.
العقوبات التي قد تعود إذا فُعّلت الآلية
في حال فشل التصويت اليوم وتم تفعيل آلية الزناد، فسيُعاد تطبيق سلسلة من العقوبات الدولية الصارمة، أبرزها:
القرار 1696 (2006): إلزام إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم.
القرار 1737 (2006): حظر الأنشطة النووية الحساسة ومنع نقل التكنولوجيا.
القرار 1747 (2007): قيود مالية وتسليحية إضافية.
القرار 1803 (2008): تفتيش الشحنات وتجميد الأصول.
القرار 1929 (2010): أقسى حزمة عقوبات، تشمل الحظر التسليحي الكامل والقيود الملاحية والمصرفية.
هذه العقوبات ستؤدي فعلياً إلى خنق الاقتصاد الإيراني، وتجميد التعاملات المالية والدبلوماسية معها، وتوسيع العزلة الدولية.
سيناريو التصويت اليوم: معركة دبلوماسية شرسة
وفق دبلوماسيين نقلت عنهم وكالة رويترز، من غير المرجّح أن يحصل مشروع القرار المطروح اليوم على الأصوات التسعة المطلوبة داخل مجلس الأمن.
وحتى في حال تمريره، فإنه سيكون عرضة للاعتراض أو الفيتو من قبل الدول الكبرى. ومع ذلك، فإن تفعيل آلية الزناد لا يتطلب تصويتًا جديدًا، مما يجعل تنفيذ العقوبات مسألة وقت فقط.
هل لا يزال هناك أمل للحل الدبلوماسي؟
رغم الأجواء المشحونة، لم تُغلق كل النوافذ بعد، الدول الأوروبية أبدت استعدادها للقاء وفد إيراني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم أنها رفضت عرضًا إيرانياً أخيراً واعتبرته غير كافٍ.
كما تواصلت طهران مع مسؤولي السياسة الخارجية الأوروبيين لعرض حل عادل ومتوازن.
غير أن كاجا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قالت بوضوح: "النافذة تضيق بسرعة".
عقوبات أم مفاوضات؟
مع اقتراب نهاية القرار 2231 في أكتوبر، يبدو أن المجتمع الدولي أمام مفترق طرق حاد: إما العودة إلى سياسة الضغط الأقصى أو فتح صفحة جديدة من التفاهمات النووية.
اقرأ أيضا:
زيارة ترامب لبريطانيا، خلاف حول غزة وإبرام صفقة تكنولوجيا كبرى
وفي كلتا الحالتين، فإن تصويت مجلس الأمن اليوم ليس سوى بداية لصراع أكبر عنوانه من يملك مفاتيح الملف النووي الإيراني؟
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.