فلسطين خط أحمر، مواقف السيسي الثابتة تُعيد رسم الدور العربي بالمنطقة قبل قمة الدوحة

بينما يشتد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتتصاعد وتيرة القصف والمعاناة الإنسانية، برزت مواقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كأحد الأصوات العربية القليلة التي لم تكتفِ بالشجب أو البيانات التقليدية، بل قدمت خطابًا سياسيًا متماسكًا، يضع الحقوق الفلسطينية في صدارة أولويات الأمن القومي المصري، ويرسم بوضوح الخطوط الحمراء أمام محاولات التصفية أو التهجير أو فرض واقع جديد.
رسائل الرئيس السيسي لم تكن شعارات، بل مواقف استراتيجية حاسمة تعكس وزن مصر التاريخي في القضية الفلسطينية، وتؤكد أن القاهرة لن تكون جزءًا من أي صفقة على حساب الفلسطينيين، ولا على حساب أمنها الوطني.
رسائل مباشرة من القاهرة: لا تهجير لا تصفية لا مساومة
في خضم التطورات المتسارعة، جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة وصريحة: "فلسطين ليست للبيع وحقوق الفلسطينيين لا تُنتقص تحت أي ظرف".
وفي أكثر من مناسبة، شدد السيسي على أن محاولات تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه، مؤكدًا أن مصر ستواجه بحزم أي مساعٍ لفرض واقع جديد على حدودها أو تغيير ديموغرافيا الأراضي الفلسطينية.
وأعادت هذه التصريحات ضبط البوصلة العربية تجاه القضية، حيث ربط السيسي بين استقرار المنطقة والعدالة للفلسطينيين، معتبرًا أن التصفية التدريجية لحقوقهم ستؤدي إلى فوضى إقليمية وتصاعد التطرف.
ليست وسيطًا فقط بل شريك في الحل
في خطابه السياسي المتماسك، رفض الرئيس السيسي تصوير مصر كوسيط محايد، مؤكدًا أن القاهرة شريك جغرافي وتاريخي وأخلاقي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ما يجعلها تتحرك بناءً على مبادئ واضحة وثوابت لا تتغير.
وأهم هذه الثوابت:
رفض التهجير بكل أشكاله، التمسك بحل الدولتين على حدود 1967، قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، رفض أي مبادرات تتجاوز قرارات الشرعية الدولية
السيسي أكد أن تجاهل المجتمع الدولي لحقوق الفلسطينيين يغذي موجات التطرف والإرهاب، ويُقوّض كل فرص الاستقرار، لا في فلسطين وحدها، بل في المنطقة بأكملها.
قمة القاهرة للسلام: موقف لا يُختصر في معابر أو مساعدات
في قمة القاهرة للسلام أكتوبر 2023، قدّم السيسي خطابًا لافتًا قال فيه: "فلسطين ليست للبيع، ولا الوطن يُختزل في معابر أو معونات إنها قضية شعب له حق وكرامة".
بهذه الكلمات، حدد السيسي معالم الدور المصري الذي يرفض تحويل القضية الفلسطينية إلى ملف إنساني فقط، مؤكدًا أن الكرامة الوطنية لا تُشترى، وأن الأمن الإقليمي يبدأ من إنصاف الفلسطينيين، لا من تجاهلهم.
الدبلوماسية المصرية: تحرك ثابت على الساحة الدولية
لم تقتصر مواقف الرئيس السيسي على التصريحات المحلية، بل كانت القضية الفلسطينية النقطة الثابتة في لقاءاته مع قادة العالم، من واشنطن إلى بروكسل، ومن موسكو إلى الأمم المتحدة.
مصر نقلت تحذيراتها بشكل مباشر للمجتمع الدولي من أن تجاهل انفجار الغضب الفلسطيني يعني تأجيج الأزمات في الإقليم، وقدمت رؤيتها الواضحة: لا استقرار بدون حل عادل، ولا أمن بدون عدالة.
دعم إنساني ثابت رغم التحديات
رغم التحديات الاقتصادية والضغوط الأمنية، واصلت مصر فتح معبر رفح بشكل شبه دائم لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وإجلاء الجرحى والمصابين من غزة.
لكن القاهرة حرصت دائمًا على فصل الجانب الإنساني عن السياسي، لتوضح أن دورها لا يقتصر على تقديم الدعم الإغاثي، بل يقوم على حماية الحقوق الفلسطينية كجزء من أمنها القومي.
الرئيس السيسي يرسم معادلة جديدة
في مشهد سياسي يتسم بالغموض والتقلبات، جاءت مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعيد التوازن إلى الموقف العربي، وتؤكد أن مصر لن تسمح بتمرير حلول على حساب الفلسطينيين أو على حساب أمنها القومي.
اقرأ أيضًا:
بث مباشر، القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر، الرئيس السيسي يتقدم المشاركين
رسالة القاهرة إلى العالم كانت واضحة: فلسطين خط أحمر ومن يظن أن بإمكانه تجاوز ذلك يسيء تقدير ثقل مصر وموقفها الثابت.
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.