أمريكا تطارد الحوثيين، عقوبات غير مسبوقة تطال شركات نفط وسفن تهريب وإمدادات عسكرية

في تصعيد لافت في المواجهة الاقتصادية بين واشنطن وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، فرض أكبر حزمة عقوبات من نوعها ضد الحوثيين، استهدفت 32 فرداً وكياناً، إضافة إلى أربع سفن تجارية، في محاولة لتعطيل شبكات التهريب والتمويل التي تُغذي عمليات الجماعة في اليمن والمنطقة.
الخطوة التي وصفتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها الأكبر على الإطلاق ضد الحوثيين، تُشير إلى مرحلة جديدة من الضغوط الأميركية على الجماعة، وسط تراجع فرص التهدئة واستمرار هجماتها في البحر الأحمر.
32 هدفًا على لائحة العقوبات.. وسفن تحت المجهر
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية، فإن العقوبات تشمل:
32 فردًا وكيانًا
4 سفن شحن
شبكات تهريب نفطية وشركات نقل بحري
شركات صينية تساعد في توريد معدات عسكرية
وأوضحت الوزارة أن هذه الإجراءات تهدف إلى شل قدرة الحوثيين على تمويل عملياتهم العسكرية، ومنعهم من الوصول إلى المواد التي تُستخدم في تصنيع الأسلحة والهجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية.
شركات صينية ضمن الشبكة.. واتهامات بتوريد معدات مزدوجة الاستخدام
ومن بين الكيانات المستهدفة بالعقوبات، شركات صينية متورطة في نقل مكونات عسكرية للحوثيين، وفقًا لما جاء في بيان وزارة الخزانة. كما تشمل القائمة شركات متخصصة في توفير سلع ذات استخدام مزدوج، أي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية على حد سواء.
هذه الشركات، وفق التصريحات الأميركية، لعبت دورًا حيويًا في تعزيز قدرات الحوثيين التقنية والعسكرية، لا سيما في ما يتعلق بتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة.
تهريب النفط وغسيل الأموال: اقتصاد الحرب تحت المجهر
ركزت الجولة الجديدة من العقوبات أيضًا على ما وصفته الوزارة بـ"الركيزة المالية لاقتصاد الحوثيين الحربي"، حيث استهدفت شبكات تهريب نفط تعمل بالتعاون مع رجال أعمال يمنيين ودوليين، يديرون عمليات مالية واسعة النطاق بهدف غسيل الأموال وتمويل أنشطة الجماعة.
أحد أبرز الأسماء التي وردت في البيان هو محمد السنيدار، الذي يُعتقد أنه يدير شبكة شركات نفطية معقدة، وقد ورد اسمه مع ثلاث شركات قالت الخزانة إنها ساهمت في تسليم شحنات نفطية إيرانية للحوثيين بقيمة 12 مليون دولار، باستخدام وسائل ملتوية لتفادي العقوبات الدولية.
وزارة الخزانة: سنواصل تعطيل شبكات الحوثي بكل الوسائل
وقال مايكل فولكندر، نائب وزير الخزانة الأميركي، في تصريحات رسمية:
"يتعاون الحوثيون مع رجال أعمال انتهازيين لتحقيق أرباح غير مشروعة عبر استيراد المنتجات النفطية، ما يتيح للجماعة الوصول إلى النظام المالي العالمي رغم العقوبات".
وأضاف: "هذه الشبكات المريبة تدعم آلة الحوثيين العسكرية، وسنستخدم كل أدواتنا لتعطيلها وحرمانها من الموارد الحيوية".
اتفاق وقف إطلاق نار سابق والعقوبات تتجدد
يأتي هذا الإجراء بعد أسابيع من إعلان مفاجئ عن اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة، كشف عنه الرئيس ترامب في مايو الماضي. لكن استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتصعيدهم الإقليمي، يبدو أنه أعاد واشنطن إلى خيار التصعيد الاقتصادي والعقوبات المركّزة.
وفي يوليو الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على شبكة أخرى قالت إنها مرتبطة بعمليات تهريب النفط والاحتيال المالي عبر اليمن، مما يؤكد أن الحرب الاقتصادية ضد الحوثيين تأخذ طابعًا متدرجًا ومتوسعًا.
هذه العقوبات الأكبر حتى الآن؟
ما يجعل هذه الحزمة من العقوبات الأكبر بحسب محللين، هو:
عدد الكيانات والأفراد المشمولين
تنوع المستهدفين (من شركات نقل إلى موردين عسكريين ومهربي نفط)
شمولها لدول وشركات خارج اليمن، مثل الصين وإيران
استهداف السفن كمورد حيوي للتمويل
وتعكس هذه الخطوة تحولًا في النهج الأميركي، من التركيز على الجوانب العسكرية إلى ضرب القنوات المالية واللوجستية التي تُبقي الحوثيين في ساحة المعركة.
بفرضها عقوبات على شبكة واسعة تضم شركات صينية، وسفن نقل، ومهربي نفط، تؤكد واشنطن أنها جادة في تجفيف منابع تمويل الحوثيين، حتى في ظل تقلبات سياسية إقليمية وتفاهمات مؤقتة لوقف إطلاق النار.
اقرأ أيضًا:
صحف أمريكية: لقاء محتمل يجمع رئيس وزراء قطر ومسؤولين أمريكيين بواشنطن
هذه الحزمة الجديدة من العقوبات ليست مجرد رد فعل على ممارسات الحوثيين، بل هي جزء من استراتيجية أميركية أشمل تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني في اليمن والمنطقة، وفرض معادلة جديدة في الصراع المستمر منذ سنوات
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.