كلمة مصر في مجلس الأمن حول الهجوم الإسرائيلي على قطر: العدوان لن يكون الأخير

رسائل واضحة وقوية تضمنتها كلمة مصر في مجلس الأمن حول الهجوم الإسرائيلي على قطر أكدت أن الهجوم على دولة عربية شقيقة لم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير.
الأيام المصرية ترصد كلمة مندوب مصر في مجلس الأمن اليوم:
قال مندوب مصر:
"الرئيس سمو الشيخ محمد بن عبد الرحمن الثاني، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشقيقة، معالي أيمن الصفدي، نائب رئيس وزراء ووزير خارجية الأردن الشقيق، معالي الدكتور أنور جرجاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، نشكر المجلس على عقد هذه الجلسة لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي الغاشم وغير القانوني أو المبرر على دولة قطر الشقيقة التي كانت تبذل جهودًا حثيثة بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحقيق الأمن والسلام للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. فكان التعاون والتقدير الإسرائيلي لتلك الجهود عدوانًا غادرًا على الأراضي القطرية بحجج لا يمكن قبولها.
سيدي الرئيس، ارتكبت إسرائيل عدوانًا على دولة عربية شقيقة، ولم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير. منذ بداية الأزمة في غزة، ارتكبت إسرائيل هذا العدوان في ظل جريمة إبادة جماعية تمارس بحق الشعب الفلسطيني، ولا يجب أن نغفل عنها، وفي ظل تهجير للشعب الفلسطيني واحتلال لأراضيه يتعين إنهاؤه. وستستمر إسرائيل في هذا العدوان وهذه الجرائم، للأسف، طالما لم يتخذ مجلس الأمن والمجتمع الدولي إجراءات جادة لردع إسرائيل عن سياستها العدوانية المتطرفة وخروجها المتكرر عن القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
سيد الرئيس، تشدد مصر على النقاط التالية:
أولاً:
إدانة مصر بأشد العبارات للعدوان الإسرائيلي السافر على دولة قطر الشقيقة، والذي استهدف المكتب السياسي لحركة حماس في خرق فاضح لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وتؤكد مصر على تضامنها الكامل ووقوفها مع قطر الشقيقة التي بذلت جهودًا مضنية يجب أن تكون محل تقدير وإشادة من كافة الأطراف لوقف الحرب في غزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة. كما تؤكد مصر أن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يكفلان لقطر وللدول العربية التي وقع عليها اعتداء إسرائيلي مماثل كافة الخيارات للتعامل مع هذا العدوان، الذي لا يجب لمجلس الأمن أن يقف أمامه موقف المتفرج.
ثانيًا:
يكشف الاعتداء الإسرائيلي بشكل قاطع عن الجهة المعرقلة للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والراغبة في إطالة أمد الحرب لأهداف سياسية ودينية متطرفة، هدفها تهجير الشعب الفلسطيني ومحاولة تصفية قضيته. وأيضًا لأسباب داخلية نعلمها جميعًا. فالعدوان استهدف قطر الشقيقة التي تبذل مع مصر جهودًا شاقة للتوصل لهذا الاتفاق، واستهدف اجتماعًا كان يهدف لمناقشة العرض الأخير لوقف الحرب، وهو بالطبع ما سيزيد من تأزم المفاوضات ويصعب من فرص الوصول إلى حل.
ثالثًا:
يعكس هذا الاعتداء الغاشم بشكل جلي إيديولوجية السياسة الإسرائيلية التي لا تعرف سوى لغة القتل والدمار والعدوان، ولا تميز بين الصواب والخطأ، وباتت تعتدي حتى على من يقدم لها يد العون. ونتساءل جميعًا: كيف ستفلح جهود الوساطة في إقناع كافة الأطراف في المنطقة بجدول الحل السلمي بينما إسرائيل تعتدي على من ييسر هذا الحل ويتوسط له؟
رابعًا:
تشدد مصر على أن الخيار العسكري وأساليب فرض الحلول بالقوة لم تجد نفعًا لإسرائيل. فكل جبهات الصراع ما زالت مشتعلة وما زال الاحتقان سائدًا بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وحائط الكراهية يترسخ مجددًا. بل إن الانفراجة الوحيدة في هذا المشهد لم تتحقق سوى مطلع العام الجاري بفضل جهود الوساطة التي نجحت في تحقيق وقف إطلاق النار، كنا نتمنى استدامته لولا رغبة إسرائيل في إطالة أمد العدوان والحرب.
خامسًا:
تطالب مصر بتكثيف الجهود لإيقاف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، التي أودت بأكثر من 64000 شهيد، وإنقاذ غزة من مجاعة تودي بسكانها، وإيقاف الممارسات الاحتلالية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. نذكركم بتلك الكارثة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية التي تتفاقم بسبب حصار وجرائم إسرائيل. نطالب المجلس فورا بتبني قرار وفق الفصل السابع يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ويدعم جهود الوسطاء.
سادسًا:
تؤكد مصر استمرار تمسكها بالحل السلمي لكافة الأزمات في المنطقة ومساعيها لإحلال السلام ووقف الحروب. ولعل آخر مساعينا قد تجلت في نجاح جهودنا للوساطة بين دولة إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتوقيع اتفاق القاهرة أول أمس لاستئناف التعاون الفني سعيا لتحقيق التهدئة، واستعادة الثقة بين كافة الأطراف وإيجاد مناخ داعم لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي. ونؤكد في هذا السياق على عزمنا الراسخ على إنقاذ الشعب الفلسطيني الأعزل من العدوان المستمر على أرضه، خاصة في قطاع غزة، وإعادة بناء وإعمار القطاع تحت إشراف كامل من السلطة الفلسطينية.
ختامًا:
سيد الرئيس، السادة أعضاء مجلس الأمن، نؤكد مجددًا على موقفنا الراسخ بالوقوف مع الأشقاء في دولة قطر ودعمنا لأي إجراءات تتخذها في الدفاع عن أمنها القومي. ونطالب المجلس بالبث فورا في إجراء حاسم لردع إسرائيل وإيقاف حربها على قطاع غزة ودول المنطقة، والتصدي لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل قبل أن تودي بالمنطقة إلى حرب إقليمية لا قبل لطرف بتداعياتها. حان الوقت لاتخاذ المجتمع الدولي موقفًا موحدًا وحازمًا ضد إسرائيل، وإجبارها على الامتثال للقانون الدولي ونبذ العنف وتبني خيار السلام. قطر ليست وحدها، سمو الشيخ محمد، وأمن قطر من أمن مصر، بل والأمن القومي العربي بأسره.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.