قضية المخدرات الكبرى، قصة توريط سارة خليفة في إدارة تشكيل عصابي لغسيل الأموال

بدأت محكمة جنايات القاهرة الجديدة النظر في واحدة من أخطر القضايا التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، وهي القضية رقم 6838 لسنة 2025 جنايات التجمع الأول والمتهم فيها الإعلامية والمنتجة سارة خليفة إلى جانب 27 متهمًا آخرين، بعد قرار النائب العام بإحالتهم للجنايات عقب تحقيقات موسعة كشفت وقائع مثيرة.

التحقيقات أوضحت أن سارة خليفة لم تكن مجرد متهمة عابرة في القضية، بل لعبت دورًا محوريًا في تمويل التشكيل العصابي عبر ضخ الأموال اللازمة لعقد صفقات استيراد المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع المخدرات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل فجّرت الأجهزة الأمنية مفاجأة مدوية بعدما عثرت على مقاطع فيديو صادمة داخل هاتف سارة خليفة المحمول تضمنت مشاهد تعذيب وهتك عرض لسائقها السابق "م. ش"، ظهر خلالها عاريًا ومصابًا بجروح. واعترفت المتهمة أن التصوير تم بالفعل داخل غرفة نومها مؤكدة أن الصوت النسائي الظاهر في الفيديو يعود لها.
وفي أقوالها أمام النيابة حاولت سارة خليفة تبرير الواقعة بقولها إن السائق استغل وجود مفتاح شقتها أثناء سفرها إلى الإسكندرية، وتسلل للداخل قبل أن تضبطه وتواجهه ليتطور الموقف لمشاجرة انتهت بتصوير المقطع.
أما عن ارتباطها بالتشكيل العصابي فقد اعترفت سارة خليفة بأنها تعرّفت على أحد المتهمين داخل عيادتها الخاصة للتجميل حيث نشأت بينهما علاقة استمرت عدة أشهر، قبل أن تتحول إلى صلة مباشرة بعالمه غير المشروع. وأكدت أنها لم تشارك في إدارة أو تأسيس العصابة لكن التحقيقات أثبتت عكس ذلك مشيرة إلى أنها التقت عددًا من المتهمين خارج مصر للاتفاق على صفقات استيراد المواد الخام.
وأسفرت جهود الأجهزة الأمنية عن ضبط 648 كيلوجرامًا من المواد المخدرة داخل وحدات سكنية مخصصة للتصنيع، في واحدة من أكبر الضربات الأمنية ضد تجار السموم.
وعن خلفيتها العملية، قالت سارة خليفة إنها عملت لسنوات في الإعلام وقدمت برامج على قناتي "الشرقية" العراقية و"المحور"، ثم أسست شركة إنتاج باسم "سارة برودكشن" لتنظيم الحفلات بالخارج، موضحة أن دخلها الشهري كان يصل لنحو نصف مليون جنيه، وأن شركتها حققت مكاسب تراوحت بين 30 و50 ألف دولار عن كل حفل.
من جانبه صرّح المستشار محمد الديب محامي سارة خليفة، أن موكلته تواجه تهمتي التمويل والاتجار في المواد المخدرة فقط، نافيًا أن تكون قد شاركت في عمليات التصنيع، موضحًا أن هذه التهمة موجهة لشقيقها "محمد خليفة". وأضاف: "التصنيع عملية معقدة يختص بها خبراء وكيميائيون بينما موكلتي لم يثبت عليها أي دور فيها".
اقرأ أيضًا:تفاصيل حبس سارة خليفة وشقيقها على ذمة التحقيق في قضية غسيل الأموال
وأكد "الديب" أن فريق الدفاع لديه طلبات جوهرية سيعرضها على هيئة المحكمة مشددًا على أن هذه الطلبات قد تغير مسار القضية بالكامل، وتعيد النظر في الموقف القانوني لموكلته.
ويذكر أن قد شهدت أولى جلسات محاكمة سارة خليفة و27 متهمًا آخرين أجواء مشحونة، بعدما نشب خلاف بين محامي المتهمة حول أولوية كل منهما في عرض الطلبات أمام هيئة المحكمة، ما دفع القاضي إلى استدعاء سارة خليفة لسؤالها عن الأمر. فردّت قائلة: "الاتنين المحامين بتوعي.. الدكتور محمد حمودة والدكتور محمد الجندي، ومش عارفة مين يبدأ الأول".
وتواجه سارة خليفة والمتهمون بالقضية اتهامات جسيمة تتعلق بـ تصنيع والاتجار في المواد المخدرة، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد وفقًا للقانون المصري، فضلًا عن اتهام إضافي يخص تعاطي المخدرات، والذي تصل عقوبته للحبس حتى 3 سنوات.
وكانت النيابة العامة قد أحالت سارة خليفة و27 متهمًا آخرين إلى محكمة جنايات القاهرة الجديدة، لمواجهتهم بتهم جلب وتصنيع والاتجار في المواد المخدرة، إلى جانب ما كشفته التحقيقات من وقائع اعتداء وتعذيب موثقة في مقاطع مصورة.
قرارات عاجلة من النيابة
كشفت التحقيقات أن المتهمين شكّلوا عصابة إجرامية منظمة تخصصت في جلب المواد المستخدمة في تخليق المواد المخدرة من الخارج، تمهيدًا لتصنيعها محليًا بغرض الاتجار. وتوزعت الأدوار فيما بينهم على مراحل واضحة:
بعضهم تولى جلب المواد الخام من خارج البلاد.
آخرون أشرفوا على عمليات التصنيع داخل وحدات سكنية مجهزة.
بينما تولى الباقون مهمة التوزيع والترويج.
وأسفرت المداهمات الأمنية عن ضبط ما يزيد على 750 كيلو جرامًا من المواد المخدرة والمواد الخام الداخلة في تصنيعها، في واحدة من أكبر القضايا التي شهدتها السنوات الأخيرة.
وفي ضوء ما أسفرت عنه التحقيقات أصدرت النيابة العامة عدة قرارات عاجلة شملت:
التحفظ على أموال المتهمين وممتلكاتهم.
الكشف عن سرية حساباتهم المصرفية.
إدراج المتهمَيْن الهاربَيْن على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول.
استمرار حبس باقي المتهمين احتياطيًا على ذمة القضية.
استند قرار الإحالة إلى حزمة واسعة من الأدلة، تضمنت:
أقوال 20 شاهدًا من بينهم موظفون وسائقون وأفراد على صلة بالمتهمين.
أدلة فنية ورقمية شملت محادثات، وصور، ومقاطع مرئية، وثّقت النشاط الإجرامي.
تقارير فنية من المعامل الكيميائية والطب الشرعي أكدت خطورة المواد المضبوطة.
وبذلك، باتت قضية سارة خليفة واحدة من أبرز القضايا الجنائية المطروحة أمام القضاء المصري خاصة مع تداخل تهم المخدرات والتعذيب وهتك العرض في ملف واحد، الأمر الذي يجعل مسار المحاكمة محط أنظار الرأي العام خلال الجلسات القادمة.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.