تشكيل نظام عالمي جديد، رسائل صينية مبطنة لأمريكا من العرض العسكري (فيديو وصور)

نظمت الصين، صباح اليوم الأربعاء 3 سبتمبر، عرضًا عسكريًا ضخمًا، بميدان تيانانمن في بكين، بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الصين في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، والتي تُعد جزءًا من الحرب العالمية الثانية، وهو ما حمل عدة رسائل للولايات المتحدة.

ملامح العرض:

المناسبة: تم الاحتفال بانتصار الصين في حرب المقاومة الشعبية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وقد حضر العرض قادة دوليون، من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

القوة المشاركة: شارك أكثر من 10 آلاف جندي، ومئات الطائرات والعربات العسكرية في العرض.

الأسلحة المعروضة: كشفت الصين عن مجموعة واسعة من الأسلحة والتقنيات الجديدة، التي صُنعت محليًا وبعضها يُعرض لأول مرة.

أبرز الأسلحة التي استعرضت في الموكب:

الثالوث النووي: عرضت الصين للمرة الأولى قواتها الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية، التي تشكل "الثالوث" النووي.

الصواريخ الباليستية: ظهرت صواريخ جديدة مثل صاروخ "دونغ فنغ-61" (DF-61) الباليستي العابر للقارات، وصاروخ "جولانغ-3" (JL-3) الذي يُطلق من الغواصات، وصاروخ "دونغ فنغ-26D" (DF-26D) المعروف باسم "قاتل غوام".

الطائرات والمسيّرات: تم استعراض مقاتلات الجيل الجديد مثل مقاتلات "جي-20 إس" (J-20S)، وطائرات النقل العسكري "واي-20" (Y-20) بجميع نسخها، إضافةً إلى أنواع جديدة من الطائرات المسيرة المزوّدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

أسلحة متقدمة أخرى: شمل العرض أيضًا أحدث المعدات البحرية غير المأهولة، بما في ذلك المركبات تحت الماء والقوارب المسيرة، بالإضافة إلى نظام دفاع جوي بالليزر.

رسالة الصين لأمريكا من العرض العسكري

تعد العروض العسكرية الصينية الكبرى، وخاصة التي تُقام في ميدان تيانانمن، بمثابة رسائل سياسية موجهة إلى الداخل والخارج، وفي مقدمة الأطراف المستهدفة بهذه الرسائل تأتي الولايات المتحدة.

بصورة عامة، يمكن تلخيص رسالة الصين إلى أمريكا من خلال هذا العرض العسكري في ثلاث نقاط رئيسية:

1. الصين لا يمكن ترهيبها
تأتي الرسالة الأبرز من خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي قال فيه إن "الصين أمة عظيمة لا يمكن ترهيبها من قبل أي بلطجي"، في إشارة واضحة ومبهمة في آن واحد إلى الولايات المتحدة. هذه الرسالة تُعزز فكرة أن الصين لم تعد تلك الدولة التي يمكن أن تُملى عليها السياسات، وأنها مستعدة للدفاع عن سيادتها ومصالحها.

2. القدرة على الردع الاستراتيجي
لا يقتصر العرض على استعراض القوة فحسب، بل هو إثبات على أن الصين قادرة على الردع. وقد تم ذلك من خلال عرض أسلحة متقدمة جدًا تُشكل مصدر قلق للبنتاغون:

الصواريخ الباليستية المضادة للسفن (DF-26D): يُطلق عليها اسم "قاتل غوام"، وهي مصممة خصيصًا لاستهداف حاملات الطائرات والقواعد البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للقوة البحرية الأمريكية.

الصواريخ العابرة للقارات (DF-61): عرض هذه الصواريخ يؤكد أن الصين تمتلك قدرة نووية قادرة على ضرب أهداف بعيدة، مما يعزز من "الثالوث النووي" الصيني (البر، البحر، الجو) ويُظهر أنها قوة نووية عالمية.

الأسلحة الموجهة بالطاقة والأسلحة السيبرانية: عرض أنظمة دفاع جوي بالليزر ووحدات حرب إلكترونية، يوضح أن الصين تستثمر في أسلحة المستقبل، وأنها مستعدة للقتال في جميع الأبعاد، بما فيها الفضاء الإلكتروني.

3. تشكيل نظام عالمي جديد
الحضور اللافت لقادة مثل فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون إلى جانب شي جين بينغ، يرسل رسالة واضحة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بأن الصين ليست وحيدة، وأنها تقود جبهة من الدول التي تسعى لتغيير النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. هذا التجمع يُنظر إليه على أنه تحدٍ مباشر لـ"القطبية الأحادية" الأمريكية، وإعلان عن صعود تحالفات جديدة متعددة الأقطاب.

باختصار، كانت الرسالة التي بعثتها الصين للولايات المتحدة من خلال هذا العرض العسكري مزيجًا من الردع العسكري والاستعراض الدبلوماسي، مفاده أن الصين قوة عظمى صاعدة، لن تُرهب، وقادرة على حماية مصالحها، وتسعى إلى قيادة نظام عالمي جديد.

اقرأ أيضًا:

الأضخم في التاريخ، قراءة في العرض العسكري الصيني ورسائل بكين النووية (فيديو)

الصراع بين أمريكا والصين يصل احتفالات النصر، تلميح واتهامات بتدبير مؤامرة