خطا مترو أنفاق القاهرة الكبرى خطوات واسعة نحو المجد المالي والتقني خلال السنوات الثمان الماضية، بعدما كان حبيس العجز والخسائر، ليصبح اليوم شاهدًا ناطقًا على ما تحقق من إنجازاتٍ عملاقة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ورؤيته الثاقبة، وقيادته الحكيمة الواعية التي حفرت على جبين التاريخ بحروف من نور.
ولم تكن نهضة مترو الأنفاق لتتحقق لولا قرار الرئيس السيسي بإسناد المهمة لـ الإرادة الحازمة التي تحلى بها الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، والذي تولى مسؤولية تطوير هذا الشريان الحيوي بروح القائد وبفكر المهندس، فما كان أن تحول مرفق كان يعاني من خسائر فادحة، إلى أحد أنجح المشروعات الاقتصادية في مصر، محققًا أرباحًا تقدر بمليارات الجنيهات.
بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحت إشرافٍ مباشرٍ من كامل الوزير، انطلقت خطط التحديث الشامل، ليس فقط من حيث البنية التحتية والتوسعات الجغرافية، بل كذلك من خلال إعادة هيكلة مالية جريئة، استطاعت أن تنتقل بمرفق المترو من عجز تجاوز 200 مليون جنيه في عام 2017، إلى فائض مالي تاريخي بلغ أكثر من 3 مليارات جنيه في العام المالي 2023 / 2024.
بين الأمس واليوم.. تحول جذري في الأداء المالي
في عام 2017، كان مترو الأنفاق يرزح تحت وطأة خسائر متكررة، بلغت حينها قرابة 200 مليون جنيه سنويًا، نتيجة فجوة واضحة بين الإيرادات، التي لم تتجاوز 716 مليون جنيه، والمصروفات التي قفزت إلى 916 مليون جنيه، وسط تراكم ديون تتجاوز نصف مليار جنيه.
وكانت تعريفة التذكرة الموحدة (جنيه واحد)، السارية منذ عام 2006، هي العقبة الكبرى أمام تحقيق التوازن المالي، خاصة مع الارتفاع المتسارع في أسعار الطاقة وقطع الغيار المستوردة وتكاليف التشغيل.
إلا أن التدخلات الذكية التي قادها الفريق كامل الوزير، بتطبيق نظام تسعير مرن يعتمد على عدد المحطات، وفتح آفاق جديدة للإيرادات عبر الإعلانات وتأجير المحال التجارية، غيرت المعادلة بالكامل.
بحلول 2025.. أرباح تاريخية وخدمة أكثر كفاءة
اليوم، وبعد سنوات من التخطيط والعمل المتواصل، سجّل مترو الأنفاق صافي ربح يزيد عن 3 مليارات جنيه، ما يعتبر إنجازًا غير مسبوق في تاريخه. لم يكن هذا النجاح وليد الصدفة، بل ثمرة خطط محكمة، شملت:
- تحسين جودة الخدمة وتقليل فترات التقاطر.
- إدخال تكنولوجيا متقدمة في التشغيل والمتابعة.
- إطلاق الكارت الذكي لتيسير استخدام المترو وتنويع مصادر الدخل.
- التوسع في الإعلانات والتأجير التجاري داخل المحطات.
مترو القاهرة: العمود الفقري للنقل العام
يعتبر مترو أنفاق القاهرة الكبرى الركيزة الأساسية للنقل الجماعي في العاصمة، إذ ينقل يوميًا أكثر من 3.6 مليون راكب، ويوفر وسيلة تنقل سريعة وآمنة ومنتظمة تربط بين أهم المناطق الحيوية في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.
ويضم المترو حاليًا 3 خطوط رئيسية تعمل بكفاءة عالية، إلى جانب الخط الرابع الذي يجري العمل على إنشائه حاليًا، مع وجود دراسات متقدمة لتنفيذ الخطين الخامس والسادس مستقبلاً.
الخطوط العاملة:
- الخط الأول: (حلوان – المرج الجديدة) – 44 كم / 35 محطة
- الخط الثاني: (شبرا الخيمة – المنيب) – 25 كم / 20 محطة
- الخط الثالث: (عدلي منصور – محور روض الفرج / جامعة القاهرة) – من أحدث الخطوط وأعلاها تكنولوجيًا.
الخط الرابع (قيد الإنشاء):
يربط حدائق الأشجار في أكتوبر بمناطق وسط القاهرة، مع خطة مستقبلية لربطه بمطار القاهرة، ويجري العمل على المرحلة الثانية بطول 31.8 كم تشمل 21 محطة جديدة.
محطات التبادل الرئيسية:
- السادات: ربط بين الخطين الأول والثاني
- الشهداء: تبادل بين المترو والسكك الحديدية
- العتبة: تقاطع للخطين الثاني والثالث
- عدلي منصور: محطة مركزية تضم تبادلًا مع القطار الكهربائي
- جامعة القاهرة وجمال عبد الناصر: تبادل بين خطوط المترو المختلفة
خدمات ذكية ومسارات توسع لا تتوقف
في إطار التحول الرقمي، أطلقت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو خدمة الكارت الذكي، الذي يمكن شحنه واستخدامه بلا تاريخ صلاحية، ما أتاح مرونة كبيرة للمستخدمين، خاصة العائلات.
أما التوسعات المقبلة، فتشمل:
- المرحلة الثانية من الخط الرابع (31.8 كم – 21 محطة)
- وصلة مترو إلى مطار القاهرة الدولي
- الخط السادس (من الخصوص إلى المعادي الجديدة)
- مد الخط الأول من المرج الجديدة إلى شبين القناطر
رؤية قيادة تصنع الفارق
من وهدة الخسائر إلى قمّة الأرباح، ومن إدارة تُجاري الحاضر إلى أخرى تصنع المستقبل، يواصل مترو أنفاق القاهرة الكبرى أداءه كأحد رموز النجاح المصري الحديث.
ولعل ما تحقق هو تجسيد حي لإرادة سياسية واعية، ورؤية تنفيذية لا تعرف المستحيل، تسطر فصولها اليوم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعزم الفريق المهندس كامل الوزير، الذي أثبت أن النقل ليس مجرد وسيلة، بل قضية تنمية وحياة.
