اللي عايزة تخلف، القصة الكالة لـ "معبد التماسيح" في المنيا

تحولت معبد "نيرون"، الذي يقع في قلب الجبل الشرقي بمحافظة المنيا وبقرية "طهنا الجبل"، إلى منطقة أشبه بالمهجورة لا يطرقها سوى الباحثون عن البركة والشفاء، أو طمعًا في تحقيق أمنية الإنجاب، وهو صرح أثري فريد من نوعه، ولكن يقف الإهمال والتهميش أمام هذا المعبد الذي نُحت فيه قبل نحو ألفي عام.

ويعتبر معبد نيرون، ضمن أندر المعابد في مصر، نظرًا لتكوينه المعماري الفريد من نوعه، فضلًا عن كونها يعود للعصر الروماني، إذ بني من ثلاثة طوابق تعلو بعضها البعض، محفورة بالكامل داخل صخرة جبلية ضخمة، ولا يزال محتفظًا بهيكله الأساسي، ويضم الطابق الأول صالة كبيرة تحوي 8 أعمدة، وتحيط بها صوامع غلال محفورة في الأرض، تؤدي إلى صالات أخرى و"قدس الأقداس" ومقاصير مخصصة للآلهة "حتحور"، بالإضافة إلى 4 مقابر وآبار للدفن.
أهمية تاريخية ولكن ..
ويغيب المعبد تمامًا عن الخريطة السياحية لمصر، رغم أهميته التاريخية والمعمارية، وأرجعت مصادر مطلعة هذا الغياب إلى افتقاد المنطقة للتجهيزات الأساسية اللازمة لاستقبال السائحين، بدءًا من الطرق غير الممهدة ومرورًا بغياب أبسط الخدمات، ما جعلها غير مدرجة ضمن برامج الزيارات السياحية المنظمة، وهو ما يحرمها مصدرًا مهمًا للدخل ويحرم العالم فرصة الاطلاع على هذا الإرث الإنساني.

مخاطر وإهمال إداري
ويتعدى التهديد حدود الإهمال الإداري، إلى المخاطر الحقيقة التي تهدد وجود المعبد، كأعمال التفجير في المحاجر القريبة، التي تبعد بضعة كيلومترات فقط والتي تتسبب في تشققات خطيرة في الدرجات الأثرية للسلالم المؤدية إلى المعبد مما يعرضه لخطر الانهيار، كما أن الزحف العمراني العشوائي وتعديات الأهالي على الحرم الأثري بدافع الهوس بالتنقيب غير القانوني عن الآثار، خطرًا داهمًا آخر.
وفي نفس السياق، أضفت الطبيعة الغامضة للمعبد وما يحويه من أسرار، قدسية لدى بعض أهالي المنطقة.
إقرأ أيضًا
حكم دخول المسلم معبد بوذا بعد زيارة محمد صلاح؟ الأزهر يحسم الجدل

زيارة للشفاء والإنجاب
ويذكر أن من أبرز ما يستقطب البسطاء وطالبي الشفاء هي غرفة الإله "سوبك" (إله التماسيح)، التي تضم مجموعة من التماسيح المحنطة التي كانت تُعبد في العصور القديمة، ورغم إغلاق الغرفة منذ سنوات، يتوافد الزوار، خاصة أيام الجمعة، للتبرك والدعاء عند بابها المغلق، معتقدين في قدرتها على منحهم الشفاء أو الإنجاب، في ممارسة يصفها الأثريون والمثقفون المحليون بأنها ضرب من "الجهل" ونتيجة طبيعية لغياب الوعي والتوعية الأثرية.

ومن جانبه، وجه أحد أهالي القرية، نداءًا لوزارة السياحة والآثار والجهات التنفيذية بالمحافظة بالتدخل العاجل وإدراج المعبد والمنطقة المحيطة به إذ كشفت الحفائر وجود بقايا مدينة قديمة تعبر حقبًا تاريخية متعاقبة من الفرعونية حتى الإسلامية، وتتضمن خطط التطوير المقترحة ترميم السلالم المتضررة، وتمهيد الطرق، وتوفير حراسة أمنية دائمة، ومنع التعديات، ما قد يحول هذا الكنز المنسي إلى نقطة جذب سياحية وثقافية تليق بتاريخه وتنفع أهله وبلده.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.