الذهب الأخضر في مصر، كيف تعيد صناعة الكتان تشكيل مستقبل التنمية؟
قالت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، الخبيرة الاقتصادية، إن الكتان يعد من أقدم وأهم المحاصيل الزراعية في مصر، مشيرة إلى أن تاريخه يمتد لآلاف السنين، حيث اشتهرت مصر بزراعته منذ عهد الفراعنة، وحتى وقتنا الحالي.
وأضافت “السلاب” في تصريحات خاصة لموقع “الأيام المصرية”، أن الكتان ليس مجرد محصول زراعي، بل يمثل سلسلة إنتاج صناعي متكاملة تبدأ من الزراعة وتنتهي بمنتجات نهائية متعددة، تشمل:
- الأقمشة والمنسوجات
- الحبال والخيوط
- الزيوت الطبية والغذائية
- المخلفات التي تستخدم في صناعة الأعلاف
أولًا: الأهمية الاقتصادية لصناعة الكتان
توفير فرص عمل
توفر صناعة الكتان آلاف فرص العمل للمزارعين والعمال في مراحل الزراعة والحصاد والتجفيف، بالإضافة إلى قطاع الغزل والنسيج الذي يعتمد عليه بشكل أساسي، مما يساهم في خفض معدلات البطالة ودعم الأسر الريفية.
تعزيز الصادرات والدخل القومي
تعد مصر من الدول الرائدة في إنتاج الكتان عالي الجودة، ما يمنحها قدرة تنافسية كبيرة في الأسواق العالمية، ويساهم في زيادة حصيلة الصادرات ودعم الاحتياطي من العملة الصعبة.
تشجيع الصناعات المرتبطة
يرتبط الكتان بعدد من الصناعات الحيوية مثل:
- الملابس والمنسوجات
- الأثاث والمفروشات
- الزيوت الطبيعية
- الأعلاف الحيوانية
وهو ما يساهم في نمو سلاسل القيمة وزيادة الإنتاج الصناعي.
تقليل الاعتماد على الاستيراد
الاعتماد على زراعة وتصنيع الكتان محليًا يخفف من الحاجة إلى استيراد المنسوجات والمنتجات المرتبطة، بما يوفر العملة الصعبة ويدعم الصناعة الوطنية.
ثانيًا: الأهمية الاجتماعية لصناعة الكتان
تحسين مستوى المعيشة في الريف
توفر فرص العمل في زراعة وصناعة الكتان مصدر دخل ثابت لعشرات الآلاف من الأسر الريفية، مما يساهم في رفع مستوى المعيشة.
تقليل الهجرة الداخلية
المشروعات الزراعية والصناعية القائمة على الكتان تقلل من هجرة الشباب من الريف إلى المدن الكبرى، ما يخفف الضغط على البنية التحتية في الحضر.
تمكين المرأة الريفية
تلعب النساء دورًا رئيسيًا في مراحل مثل الفرز والغزل، ما يعزز مشاركة المرأة اقتصاديًا ويدعم استقرار الأسر.
الحفاظ على التراث والحرف اليدوية
صناعة الكتان اليدوية في بعض قرى الدلتا والصعيد تعد تراثًا صناعيًا يجب الحفاظ عليه وتطويره، لدعم الهوية الثقافية المصرية.
ثالثًا: التحديات التي تواجه صناعة الكتان
ورغم هذه الأهمية الاستراتيجية، إلا أن الصناعة تواجه عدة عقبات، أبرزها:
- ضعف تحديث المعدات والآلات
- ارتفاع تكلفة الإنتاج مقارنة بدول منافسة
- نقص الدعم الفني والمادي للمزارعين والمصانع الصغيرة
- تراجع المساحات المزروعة بالكتان في السنوات الأخيرة
رابعًا: توصيات للنهوض بصناعة الكتان
- زيادة الدعم الحكومي لزراعة الكتان وتوفير تقاوي عالية الجودة
- تحديث المصانع بالتكنولوجيا الحديثة لرفع الكفاءة وتقليل التكلفة
- تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في سلسلة القيمة الخاصة بالكتان
- التوسع في التسويق الدولي للمنتجات المصرية لجذب عملاء جدد وزيادة الحصة السوقية
الكتان، صناعة استراتيجية لمستقبل الاقتصاد المصري
واختتمت الدكتورة رشا السلاب حديثها بالتأكيد على أن صناعة الكتان تمثل فرصة حقيقية لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة، بما لها من تأثير مباشر على الإنتاج المحلي، التصدير، خلق فرص العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: «عجلة الإنتاج تدور».. إنشاء منطقة حرة لصناعة الكتان والغزل والنسيج في المنوفية
الغرف التجارية: المدن النسيجية في المنيا والفيوم يعيد الاعتبار للقطن المصري
وأكدت أن استغلال إمكانيات مصر الزراعية والصناعية بشكل علمي ومنظم يمكن أن يجعل من الكتان أحد أعمدة الاقتصاد المصري في المستقبل القريب.
