خبير اقتصادي: صعوبة التنبؤ بمسار التضخم في أمريكا خلال المرحلة المقبلة

قال الدكتور أيمن غنيم، أستاذ إدارة الأعمال والخبير الاقتصادي، إن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال يواصل مقاومته للسيطرة، رغم استمرار السياسات الحمائية التي تتبعها الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل توجه الرئيس دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على عدد من الدول.

بلغ قيمة معدل التضخم في يونيو ويوليو 2025 بلغ نحو 2.7%

وأضاف "غنيم" في مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أن معدل التضخم في يونيو ويوليو 2025 بلغ نحو 2.7%، متجاوزًا الهدف المحدد من قبل الاحتياطي الفيدرالي والبالغ 2%.

وأشار الدكتور غنيم إلى أن التوقعات تشير إلى احتمال استمرار هذا الارتفاع في معدلات التضخم، حيث توقعت وكالة بلومبرغ أن يصل إلى 2.9% أو أكثر، وهو ما يتوقف على مستوى الرسوم الجمركية التي سيتم فرضها لاحقًا.

وتابع: “حتى الآن، من الصعب وضع تصور دقيق لمسار التضخم في المرحلة المقبلة، لأنه مرهون بالقرارات النهائية المتعلقة بالسياسات التجارية”.

الفيدرالي الأمريكي ومأزق الموازنة بين التضخم والركود

وتطرق غنيم إلى خطاب محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال قمة جاكسون هول، والذي أشار فيه إلى محاولات البنك المركزي تحقيق توازن دقيق بين ارتفاع معدلات التضخم من جهة، ومخاطر التباطؤ الاقتصادي أو حتى الدخول في ركود من جهة أخرى.

وأكد أن الاقتصاد الأمريكي شهد نموًا بنحو 2.8% في عام 2024، لكن صندوق النقد الدولي يتوقع تباطؤه في عام 2025 إلى ما يقارب 1.5%، مشيرًا إلى أن الاقتصاد الأمريكي سجل انكماشًا بنسبة 0.5% في الربع الأول من 2025، فيما بلغ متوسط النمو للنصف الأول من العام نحو 1.2% فقط.

سعر الفائدة.. أداة حادة في مواجهة التضخم وتكلفة مرتفعة للأعمال

وأوضح الدكتور غنيم أن أسعار الفائدة الأمريكية لا تزال تمثل أحد أبرز أدوات السياسة النقدية في مواجهة التضخم، مشيرًا إلى أن الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة خلال عامي 2022 و2023 بمجموع 5% عبر 10 مرات، استجابة لارتفاع التضخم العالمي نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي عام 2024، خفضت الفائدة 3 مرات بإجمالي 1% فقط، مما يعني أن الفائدة لا تزال مرتفعة بنحو 4%.

الدكتور أيمن غنيم: الصين لا تزال أكبر مصدر في العالم

هذه المستويات المرتفعة، وفقًا لغنيم، تعد عبئًا كبيرًا على تكاليف الاقتراض والتمويل، وتؤثر بشكل مباشر على بيئة الأعمال والتنافسية، خاصة في ظل احتدام المنافسة الدولية، موضحًا أن الصين لا تزال أكبر مصدر في العالم، بصادرات تجاوزت 3.6 تريليون دولار في 2024، تليها الولايات المتحدة بنحو 3 تريليونات دولار، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي في سعيه للحفاظ على قدرته التنافسية.

الاقتصاد العالمي في حالة ترقب

وفيما يتعلق بآفاق الاقتصاد العالمي، أكد الدكتور غنيم أن العالم يعيش حالة من الترقب الحذر لما ستؤول إليه السياسات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، التي تسعى الإدارة الأمريكية لاستخدامها كورقة ضغط في مفاوضاتها مع الدول المختلفة.

وأضاف: “حتى الآن، لا يوجد وضوح كامل حول مدى استمرارية هذه الرسوم، ولكن الواضح أن حركة التجارة الدولية تشهد تباطؤًا ملحوظًا، وهو ما سينعكس بالتأكيد على معدلات النمو العالمي”.

وتابع قائلًا إن استمرار أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة عالميًا، إلى جانب القيود التجارية، يضع الاقتصاد العالمي في مأزق، رغم بعض التلميحات التي أطلقها محافظ الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول حول إمكانية خفض الفائدة مستقبلًا. 

اقرأ أيضًا: تأثير رسوم ترامب على مصر، هل تنخفض أسعار السلع؟

ترامب: الاقتصاد الأمريكي يشهد تحسنًا ملحوظًا في عدة مؤشرات رئيسية

وشدد على أن هذا الخفض، حتى لو تم، لن يكون كافيًا لتعويض الارتفاعات السابقة في 2022 و2023، ما يجعل تكلفة التمويل والإنتاج لا تزال مرتفعة، وخاصة في الولايات المتحدة.

خبير: المشهد الاقتصادي العالمي يتسم بدرجة عالية من الضبابية

وفي ختام حديثه من أبو ظبي، وجه الدكتور أيمن غنيم الشكر، مؤكدًا أن المشهد الاقتصادي العالمي يتسم بدرجة عالية من الضبابية، في ظل التحديات الهيكلية التي تواجه الاقتصادات الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وسط تغيرات سياسية وتجارية متسارعة.