تفاصيل أمن بوتين في ألاسكا، حقيبة فضلات وحلقة فولاذ قبل لقاء ترامب (فيديو)

أنظار العالم تتجه إلى ألاسكا حيث يلتقي الرئيسان الأمريكي والروسي في قمة ثنائية يفرض الأمن فيها نفسه كعنصر بالغ الأهمية.
تفاصيل أمن بوتين في ألاسكا حقيبة فضلات وحلقة فولاذ قبل لقاء ترامب
واللقاء المقرر عقده في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية قرب مدينة أنكوريج، اليوم الجمعة، سينطلق عند الساعة 11:30 صباحا بتوقيت ألاسكا (8:30 مساء بتوقيت لندن)، في موقع اعتُبر الوحيد القادر على تأمين المستوى المطلوب من الحماية.

شكّلت القاعدة، التي تضم أكثر من 32 ألف عسكري وأسرهم – أي نحو 10 بالمائة من سكان أنكوريج – ركيزة دفاعية للولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، وتحيط بها طبيعة قاسية تسكنها الدببة الرمادية والذئاب، وفقًا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
جيش من الحراس وأسلحة مخفية
بوتين المعروف بهوسه بأمنه الشخصي منذ أن كان عميلا في جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق (كيه جي بي)، سيصل محاطًا بفريق أمني خاص يُطلق على أفراده لقب "الفرسان الثلاثة"، وينتمون إلى وحدة النخبة في جهاز الحماية الفيدرالي الروسي.

وهؤلاء الحراس مجهزون بمسدسات «إس آر-1 فيكتور» قادرة على إطلاق رصاص خارق للدروع، ويتم اختيارهم وفق معايير تشمل الجاهزية النفسية والقدرة على التحمل في أصعب الظروف.
وخلال جولاته، ترافق بوتين قافلة من العربات المصفحة الثقيلة المحملة بعناصر خاصة مدججة بأسلحة متطورة، بينها بنادق كلاشينكوف، قاذفات قنابل مضادة للدبابات، وصواريخ محمولة مضادة للطائرات.
وقبل أي زيارة، يقوم فريقه الأمني باستطلاع ميداني للوجهة، وتثبيت أجهزة تشويش لمنع تفجير القنابل عن بُعد، إضافة إلى تنفيذ مسح إلكتروني شامل.

ومن بين أبرز مقتنيات بوتين الأمنية حقيبته النووية المعروفة باسم "شيجيت"، التي تطورت منذ الثمانينيات لتعمل كجهاز اتصال مباشر، لإصدار أوامر بشن هجوم نووي.
وهناك أيضا ما يُعرف بـ "حقيبة الفضلات"، المخصصة لجمع فضلاته وإعادتها إلى موسكو، في خطوة تهدف إلى منع أي جهة من تحليل حالته الصحية.
حماية جوية أمريكية لطائرة بوتين
على نحو يثير المفارقة، سيدخل بوتين الأجواء الأمريكية محاطا بـ "حلقة فولاذية" جوية توفرها قوات أمريكية وكندية تحت أمر قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، وهي القوات ذاتها التي اعترضت قبل أسابيع قليلة قاذفات نووية روسية قرب بحر بيرينج.
ورغم أن احتمال مرافقة طائرات روسية لطائرة بوتين داخل المجال الجوي الأمريكي أو الكندي مستبعد للغاية، إلا أن أمر قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية ستكون في حالة تأهب قصوى، مع نشر عدد كبير من المقاتلات وطائرات التزويد بالوقود لمواجهة أي تهديد محتمل.

خلفية من المواجهات الجوية الروسية الأمريكية
في 21 يوليو، اعترضت مقاتلات م طراز «إف 35» و«إف 16» الأمريكية قاذفتين روسيتين من طراز «تو 95» ومقاتلتين «سو 35» بعد دخولهما منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي لألاسكا، وهي منطقة مراقبة واسعة تمتد لملايين الأميال المربعة.
خلال السنوات الأخيرة، ازدادت وتيرة الأنشطة الروسية – وأحيانًا الصينية – في محيط ألاسكا، مع بقاء الطائرات لفترات أطول وتوغلها بشكل أعمق، دون اختراق المجال الجوي الأمريكي أو الكندي مباشرة، فيما يعتبره خبراء تدريبا على عمليات هجومية.
حسابات قمة بوتين ترامب
تأتي هذه القمة في وقت حساس، حيث ما زال مصير أوكرانيا معلقا على مخرجات أي تفاهم محتمل بين موسكو وواشنطن.
وسيسعى الرئيس ترامب، الذي يصف نفسه بـ "رئيس السلام"، لإظهار قدرته على إبرام صفقات عجز عنها أسلافه، فيما يراهن بوتين على تعزيز صورته كقائد قادر على فرض شروطه حتى في قلب الأراضي الأمريكية.
اقرأ أيضًا:
باريس تدين انتهاكات إسرائيل وهدم مدرسة قيد الإنشاء مموّلة من فرنسا في الضفة
بكابورت بن غفير، تصريحات متطرفة تخفي ورائها شعور بالهزيمة
ومع ذلك، يبقى الأمن هو العنوان الأبرز لهذا اللقاء، فـ "حلقة الفولاذ" المحيطة به من الحراسة الأرضية الروسية إلى المظلة الجوية الأمريكية، تجسد طبيعة العلاقة المعقدة بين واشنطن وموسكو: مزيج من العداء العلني والتنسيق الأمني الضروري.