الإثنين 11 أغسطس 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مجالس النور بالحسين تحارب الفكر الإرهابي، وبغدادى: شبابنا بحاجة إلى علاج روحي

مجالس النور بالحسين
مجالس النور بالحسين

ما هي مجالس النور؟ بالقاهرة القديمة، وتحديدًا في منطقة الإمام الحسين، يشهد المشهد الدينى والروحي حراكًا متجددًا مع تزايد الإقبال على مجالس النور العلمية الصوفية، التي باتت تحظى باهتمام واسع من شباب الأزهر وطلاب الجامعات ومريدي الطرق الصوفية. 

كما أن هذه المجالس لم تعد مجرد حلقات تقليدية للذكر والتلاوة، بل تحولت إلى منصات فكرية وروحية تسعى لترسيخ مفاهيم الإسلام الوسطى، ومواجهة موجات التطرف من خلال بوابة التصوف السني المعتدل، وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة للإجابة على تساؤل ما هي مجالس النور؟، وفقًا لرصد قام به محررونا.

ما هي مجالس النور؟ منابر للتجديد الدينى ومقاومة التطرف

وردًا على تساؤل ما هي مجالس النور؟ فيقود هذه التجربة الشيخ جابر بغدادى، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية ورئيس مؤسسة حي على الوداد، الذي استطاع أن يجمع تحت مظلة واحدة نخبة من علماء الأزهر وشيوخ التصوف، ليقدموا رؤية جديدة ترتكز على تعليم الشريعة، ونشر الفكر المستنير، وغرس القيم الروحية في نفوس الشباب. 

وتجمع المجالس بين حلقات للعلم ومحاضرات للفكر، بالإضافة إلى قصائد المديح النبوي ومجالس الذكر، لتشكل نموذجًا فريدًا في تجديد الخطاب الديني بأسلوب محبب.

اقرأ أيضًا:

في الأوبرا.. استمتع بحفل يجمع الصوفية والحداثة بصوت الشيخ محمود التهامي

نتيجة انتخابات الطرق الصوفية 2025، اشراف قضائي وإقبال على التصويت

حسم انتخابات الطرق الصوفية 2025 خلال ساعات، من هم المتنافسون؟

علي جمعة: صحيح البخاري كتاب أمة مش مجرد تأليف بشري

أوضح الشيخ جابر بغدادى، أن هذه المجالس تنظم برعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية وبالتعاون مع مؤسسة حي على الوداد، وتهدف لنشر روح الوسطية وتعليم القرآن والسيرة وفق منهج الأزهر، مع التركيز على بناء الوعي الوطني ومحاربة الإلحاد والمخدرات والانحراف الأخلاقي.

تدرس في المجالس كتب علمية وتراثية رصينة، منها:

  • «الخصائص الكبرى» للسيوطي مع الدكتور يسري عزام
  • «مدخل في علم مصطلح الحديث» مع الدكتور محمد أبوهاشم
  • «الرسالة القشيرية» و«الأربعون النووية» مع الدكتور محمد عزت
  • «الإتقان في علوم القرآن» مع الدكتور محمد فيصل
  • «بهجة النفوس» لابن أبي جمرة مع الدكتور مصطفى عبدالسلام

ويشارك في إحياء هذه المجالس علماء كبار مثل: الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور أحمد عمر هاشم، وعدد من رموز التصوف والعلم الشرعي.

من اللافت أن الحضور في هذه المجالس يضم عددًا متزايدًا من الشباب من الجنسين، معظمهم من طلاب الأزهر ومريدي الطرق الصوفية. 

وتشهد مجالس النور، مشاركة ملحوظة من طلاب دول آسيوية مثل: إندونيسيا وماليزيا والمغرب، الذين وجدوا في هذه الحلقات العلمية والروحية وسيلة لفهم الإسلام الحق، البعيد عن العنف والغلو.

يرى الدكتور جابر بغدادى، أن التصوف هو الطريق لترويض النفس على الكمال والسير إلى الله بالمحبة، لا بالخوف. ويؤكد أن جماعات التطرف قدمت صورة مشوهة عن العلاقة مع الله، بينما التصوف يعيد تعريف هذه العلاقة على أساس الحب والرحمة.

وأضاف: “شباب اليوم بحاجة إلى علاج روحي، وإلى من يعيدهم إلى مجالس الذكر والعلم دون جمود أو قسوة، وهذا ما نسعى لتحقيقه من خلال خطاب محبب يجمع بين العلم والروح”. 

ودعا العلماء إلى مخاطبة الشباب بأسلوب يزرع المحبة لا الرهبة، ويقدم صورة حقيقية عن الإسلام المعتدل، كشف عدد من المشاركين أن المجالس كان لها دور جوهري في تصحيح مفاهيم خاطئة زرعتها الجماعات المتشددة.

وقال أحد طلاب الأزهر: “كنت أظن أن زيارة الأضرحة بدعة، لكن من خلال هذه المجالس، فهمت الأبعاد الروحية لها، وكيف كان الصحابة يزورون النبي ويتوسلون بدعائه ومحبة آل البيت”.

أكد عدد من الطلاب الآسيويين أن السر وراء الإقبال الكبير على المجالس هو أسلوب الشرح المبسط، واستخدام الأمثلة الحياتية في توصيل المعنى، بعيدًا عن التعقيد والتكفير. 

وقال طالب إندونيسي: “في هذه المجالس لا يكفر أحد، بل يدعى الجميع للمحبة والرحمة، وهذا جوهر الإسلام الحقيقي”.

كثير من المشاركين أعربوا عن تغير نظرتهم للتصوف بعد حضورهم المنتظم، ومنهم الطالبة سارة إبراهيم التي قالت: “المجالس ساعدتنا على اكتشاف أن التصوف هو جوهر الدين وليس بدعة أو انحرافًا كما يُروج البعض، بل هو طريق للتزكية والسمو الروحي”.

أما محمد الشعيبي، الطالب المغربي، فقال: “وجدت في هذه المجالس روحًا مختلفة، تحمل العلم والسكينة، وتعطينا فهمًا أعمق لمعنى الإسلام”.

بفضل هذا الجهد الجماعي الذى يجمع بين مؤسسة «حي على الوداد» والمشيخة العامة للطرق الصوفية، باتت مجالس النور تجربة يضرب بها المثل في تجديد الخطاب الديني، وتصحيح المسار الفكري، وبناء جيل جديد مؤمن بدينه، محب لوطنه، محصن ضد الأفكار الهدامة، وعاشق لروح الإسلام ومقاصده العليا.

تم نسخ الرابط