توتر العلاقات بين فرنسا والجزائر، ماكرون يستهدف تصعيد دبلوماسي جديد

قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إلغاء الإعفاءات من التأشيرة للمسؤولين والدبلوماسيين الجزائريين، في خطوة تمثل واحدة من أهم التصعيدات في الخلاف الدبلوماسي الذي وضع البلدين في حالة خلاف لأكثر من عام.
ماكرون يستهدف تصعيد دبلوماسي ضد مسؤولين جزائريين
طلب ماكرون من رئيس وزرائه ووزير خارجيته إلغاء اتفاقية عام 2013 التي تسمح للجزائريين الذين يحملون جواز سفر دبلوماسي أو خدمي بالدخول إلى فرنسا بدون تأشيرة لمدة تصل إلى 90 يومًا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد أعلن في وقت سابق عن خطط لطرد الدبلوماسيين الجزائريين الذين لا يحملون تأشيرات صالحة ردا على طرد الجزائر للموظفين المدنيين الفرنسيين من أراضيها.
كانت العلاقة بين فرنسا والجزائر معقدة منذ استقلال الأخير، بعد أكثر من قرن من الاحتلال الفرنسي الوحشي، وبلغ التوتر ذروته العام الماضي عندما اعترفت باريس بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، منحازةً بذلك إلى إسبانيا والولايات المتحدة ودول أخرى.

تسيطر المغرب على معظم الصحراء الغربية، إلا أن سيادة الرباط عليها غير معترف بها دوليًا، تدعم الجزائر بلا قيد أو شرط، وتستضيف مقر جبهة البوليساريو، الحركة المطالبة باستقلال الصحراء الغربية.
وتزعم فرنسا أيضًا أن اثنين من مواطنيها، الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال والصحفي كريستوف جليز، محتجزان في السجون الجزائرية دون سبب.
حكم على سانسال بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة تقويض الوحدة الوطنية، بعد أن أعرب عن دعمه للمغرب في نزاع إقليمي مع الجزائر، وادعى أن "الأماكن الصغيرة التي ليس لها تاريخ" فقط هي التي ينتهي بها الأمر إلى الاستعمار في مقابلة مع إحدى المنافذ الإلكترونية الفرنسية اليمينية المتطرفة.
وحُكم على جليزيس بالسجن سبع سنوات بتهمة "الترويج للإرهاب"، بعد إجراء مقابلات مع رؤساء أحد أندية كرة القدم، الذين لعبوا أيضًا أدوارًا في الحركات الانفصالية داخل الجزائر.
وكان ماكرون يسعى إلى الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر وكان حريصًا على خفض التصعيد، موضحًا لصحيفة "لوفيجارو" اليمينية: "ليس لدينا خيار سوى تبني نهج أكثر حزما".
العلاقات مع الجزائر تُعدّ أيضًا موضوعًا ساخنًا للرئيس الفرنسي على الصعيد المحلي، ويُشكّل الجزائريون أكبر جالية مهاجرة في فرنسا، وينحدر ملايين المواطنين الفرنسيين من أصول جزائرية.
اقرأ أيضًا:
لقاء مرتقب بين ترامب وبوتين، هل اقتربت حرب أوكرانيا من نهايتها؟
إلغاء 1000 رحلة طيران لشركة يونايتد إيرلاينز داخل الولايات المتحدة (التفاصيل)
وفي الوقت نفسه، عملت شخصيات من أقصى اليمين واليمين المتطرف ــ بما في ذلك وزير الداخلية الحالي برونو ريتيلو، على جعل حملة القمع على الجزائر والهجرة الجزائرية محورية في برامجها السياسية.