السر في الدبابير.. دراسة تكشف عن الطريقة المُثلى للقضاء على الشيخوخة

تسعى ملايين النساء من حول العالم للحفاظ على شبابهن ورونقهن، ويكون أمامهم طريقتين لذلك، أما من خلال ممارسة الرياضة، أو اللجوء إلى مستحضرات التجميل، التي تجعلهن يبدون وكأنهن أصغر سنا، وعلى مر العصور، حاول العلماء اكتشاف طريقة طبيعية للحد من الشيخوخة، ويبدو أن بعض الباحثين من جامعة ليستر البريطانية وجدوا حلا لهذه المعضلة، عن طريق نوع من الدبابير يسمى “الدبور الجوهري".

الدبور الجوهري ومعالجة الشيخوخة
اكتشف بعض العلماء من جامعة ليستر البريطانية، نوعا من الدبابير اللامعة، أطلقوا عليه اسم "الدبور الجوهري"، ويحمل اللونين الأسود والأصفر، ويتميز بالسلوك العدواني والغريب تجاه الكائنات الأخرى، ومن ضمن هذه التصرفات أنه يضع بيضه داخل أجسام حشرات أخرى؛ واتضح أنه يقوم بهذا السلوك لكي تتغذى اليرقات على هذه الكائنات من الداخل.
بجانب هذه التصرفات الغريبة والعدوانية، وجد العلماء أن لهذا الكائن قدرة مذهلة تمكنه من إبطاء الزمن، على الرغم من صغر عمره الأصلي؛ عن طريق تعديل جيني تقوم به هذه الكائنات، والذي يعرف بـ "مثيلة الحمض النووي"، ومسؤوليتها هي تحديد وظيفة كل خلية داخل جسم هذا الدبور.

كيف يقوم الدبور الجوهري بتمديد عمره؟
وجد باحثي جامعة ليستر أن صغار هذا الدبور تدخل في حال تسمى "السُبات البيولوجي" عندما تتعرض الأمهات للظلام والبرد، وعند حدوث ذلك، يتوقف الزمن البيولوجي لليرقات، أي يتوقف نموها خلال هذه الفترة، ليتفاجأ العلماء بأن الدبابير التي قامت بهذه العملية في صغرها نمت بشكل طبيعي، بل وعاشت أكثر من أقرانها بنسبة 30%.
اقرأ أيضا: 8 أطعمة ومشاريب تدمر شبابك وتسرع بالشيخوخة منها البطاطس المقلية والقهوة
5 أطعمة ومشروبات فعّالة لمكافحة الشيخوخة .. كيف تبدو أصغر بشكل طبيعي؟
وبحسب ما أوضحه المتخصص في علم الأحياء التطوري والمشرف على الدراسة، البروفيسور إيمون مالون: «"إنها كما لو أن هذه الدبابير خزّنت وقتًا إضافيًا في البنك بمجرد أخذ استراحة مبكرة في الحياة. هذا يثبت أن الشيخوخة ليست حتمية... بل يمكن التلاعب بها بيئيا".
ما أهمية هذا الاكتشاف؟
تتمحور أهمية هذا الاكتشاف في الطريق الذي سيمهده للعلماء في فهم الشيخوخة أكثر وطريقة التعامل معها، حيث أوضحت الدراسة أن الشيخوخة البيولوجية يمكن إبطاؤها وتعديلها، وهو ما يأمل الباحثين تطبيقه على البشر: "فهم كيف ولماذا تحدث الشيخوخة يُعد تحديًا علميًا كبيرًا. هذه الدراسة تفتح أبوابًا جديدة ليس فقط في علم الحشرات، بل في حلمنا بتصميم تدخلات طبية تُبطئ الشيخوخة من جذورها الجزيئية"، وفقا للبروفيسور مالون.