
في مشهد ديمقراطي متجدد يعكس وعي المصريين وإصرارهم على استكمال مؤسسات الدولة، انطلقت صباح اليوم الاثنين انتخابات مجلس الشيوخ 2025 داخل مصر، وسط استعدادات مكثفة وتواجد جماهيري لافت، خصوصًا من فئة الشباب والمرأة.
جاء ذلك بعد ختام الجولة الأولى من التصويت بالخارج التي جرت يومي 1 و2 أغسطس الجاري في 117 دولة حول العالم.
من نيوزيلندا شرقًا حتى لوس أنجلوس غربًا، وقف المصريون في الخارج أمام صناديق الاقتراع ليرسلوا رسالة واضحة مفادها أن المشاركة حق ومسؤولية، وصوت كل مصري لا يقل وزنًا عن الآخر، سواء على أرض الوطن أو خارجه.

أرقام المشاركين في انتخابات مجلس الشيوخ تعكس ضخامة الحدث
انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام لا تقتصر على مشهد سياسي تقليدي، بل تمثل حالة وطنية منظمة مدعومة بالأرقام، حيث بلغ عدد الناخبين المسجلين في قاعدة البيانات الانتخابية أكثر من 63 مليون ناخب وناخبة وفقًا لآخر تحديث من الهيئة الوطنية للانتخابات.
ويشارك في السباق 428 مرشحًا على النظام الفردي في 27 دائرة، منهم 186 مستقلًا، و242 مرشحًا حزبيًا.
أما على مستوى القوائم، فتخوض "القائمة الوطنية من أجل مصر" السباق منفردة، ممثلةً لتحالف من 12 حزبًا سياسيًا، أبرزهم: "مستقبل وطن" (44 مرشحًا)، "حماة وطن" (19 مرشحًا)، و"الجبهة الوطنية" (12 مرشحًا).
كما تتم عملية الانتخابات بكافة مراحلها تحت الاشراف القضائي الكامل، حيث يشرف عليها نحو 10000 قاضٍ، منهم أكثر من 2500 قاضية، وهي نسبة غير مسبوقة تعكس تمكين المرأة في العمل القضائي والانتخابي.
كما تم تجهيز 8286 لجنة فرعية موزعة على جميع المحافظات، تعمل بتنسيق كامل مع غرفة العمليات المركزية بالهيئة الوطنية للانتخابات.
ولم تُغفل الهيئة ذوي الهمم، حيث تم توفير بطاقات اقتراع بلغة الإشارة وطريقة برايل، بالإضافة إلى لجان مؤهلة تيسّر عملية التصويت لهم.
الشباب... المحور الأهم في مشهد اليوم
وسط هذه التحضيرات، يبقى العنصر الأهم هو الشباب، الذين يشكلون أكثر من 60% من التعداد السكاني.
اليوم، هم ليسوا فقط مدعوين للمشاركة، بل هم في قلب العملية السياسية. فصوت الشاب هو حجر الزاوية في بناء المستقبل، وهو ما تسعى إليه الدولة من خلال توفير بيئة انتخابية آمنة وشفافة تليق بطموحاتهم.
إن مشاركة الشباب لا تعني فقط الإدلاء بأصواتهم، بل تعني أيضًا الإيمان بقدرتهم على التغيير، والمساهمة في صنع السياسات العامة، واختيار من يمثّل تطلعاتهم في غرف التشريع والحوار الوطني.
من الاقتراع إلى القرار... المسار الديمقراطي مستمر
يتكون مجلس الشيوخ من 300 عضو، يتم انتخاب ثلثي الأعضاء (200 عضو) بنظامي القوائم والفردي، فيما يعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي (100 عضو)، طبقًا للدستور.
ويُعد المجلس بمثابة الغرفة الثانية للتشريع، يسهم في مراجعة القوانين، ودعم القضايا الوطنية الكبرى، وتقديم الرأي الاستشاري في ملفات التعليم، والاقتصاد، والسياسة الخارجية، وغيرها من محاور بناء الدولة الحديثة.
إن انتخابات مجلس الشيوخ ليست مجرد استحقاق دستوري، بل هي فرصة للتعبير عن الانتماء والوعي والانخراط في عملية البناء السياسي، وعلى كل شاب وشابة أن يتوجه إلى لجنته اليوم حاملًا قلمه الانتخابي، لأنه ببساطة، صوتك هو مستقبلك.
فلنشارك جميعًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة، ولنثبت أن مصر قادرة بشعبها، وبشبابها، أن تواصل مسيرة الديمقراطية والاستقرار.
خالد فؤاد
رئيس حزب الشعب الديمقراطي