هل يستمر الدولار في الهبوط؟ خبيرة تكشف مستقبل العملة الأمريكية في مصر

أصبح سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم، يشكل محور اهتمام يومي للمواطنين، سواء كانوا مستثمرين أو مستهلكين عاديين، وذلك في ظل التحديات المحلية والتقلبات الاقتصادية العالمية،
ومع استمرار تراجع قيمة الجنيه، يترقب السوق أي تغير في سعر الصرف، نظرًا لتأثيره المباشر على معدلات التضخم، الأسعار، وتكاليف المعيشة.
أسباب تراجع سعر الدولار خلال الفترة الحالية، الدكتورة حنان رمسيس تجيب
في هذا السياق، قالت الدكتورة حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن الانخفاض الحالي في سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يعود إلى عدة آليات متتالية دفعت المضاربين إلى التخلص من ما لديهم من عملة أمريكية، خشية استمرار الهبوط ووصوله إلى مستويات أقل.

إمكانية استئناف العمل بقناة السويس وعودة إيراداتها إلى الارتفاع
وأضافت “رمسيس” في تصريحات خاصة لموقع “الأيام المصرية”، أن الإعلان عن إمكانية استئناف العمل بقناة السويس وعودة إيراداتها إلى الارتفاع يساهم في دعم احتياطي النقد الأجنبي، كون القناة أحد المكونات الرئيسية له، مؤكدة أن الدولة تفرض سيطرة شبه كاملة على سوق الدولار، في ظل غياب التحويلات خارج النظام المصرفي وغياب السوق الموازي، وهو ما يضغط على العملة الأمريكية ويعزز من استقرار الجنيه.
خبيرة اقتصادية: تراجع الدولار لم ينعكس على الأسعار، والتضخم ما زال مرتفعًا
وأوضحت الدكتورة حنان رمسيس أن التراجع في سعر الدولار لم ينعكس حتى الآن على الأسعار في السوق المحلي، حيث لا تزال معدلات التضخم مرتفعة، ولم يشهد السوق تغييرات جوهرية في مستويات الأسعار رغم التحسن في سعر الصرف.
اقرأ أيضًا: بعد قرار الفيدرالي بتثبيت سعر الفائدة، سعر الدولار يصل لهذا المستوى اليوم
سر التعافي الجزئي للجنيه أمام الدولار، ومؤشرات نمو الاقتصاد المصري
الخبيرة توضح تأثير تراجع الدولار على البورصة
وفيما يخص تأثير تراجع الدولار على البورصة، أشارت إلى أن هذا التراجع يحد من القدرة الشرائية للمستثمرين الأجانب والعرب، فعلى سبيل المثال، إذا كان سعر السهم جنيهًا وسعر الدولار 50 جنيهًا، فإن المستثمر يمكنه شراء 50 سهمًا، أما إذا انخفض الدولار إلى 48 أو 49 جنيهًا، فإن القدرة الشرائية تنخفض تلقائيًا، ما يؤثر على حجم الاستثمارات الأجنبية.
وأضافت أن انخفاض الدولار يخدم الدول المدينة مثل مصر من حيث تكلفة أدوات الدين، لكن في المقابل، فإن الجهات المصدرة لتلك الأدوات قد تتساءل عن مدى جدوى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة أو خفضها، خاصة في ظل تراجع الدولار، مما يجعل أدوات الدين سلاحًا ذا حدين: مفيد إذا انعكس على انخفاض أسعار السلع المستوردة، وقد يؤدي إلى فتور الإقبال عليها إذا لم يكن العائد مجزيًا.

توقعات سعر الدولار خلال الفترة المقبلة
وفيما يخص التوقعات لسعر الدولار خلال الفترة المقبلة، أوضحت الدكتورة حنان رمسيس أن الأمر مرهون بحركة العقود الآجلة، ففي حال انخفضت تلك العقود، فإن الاتجاه العام للسوق سيظل هبوطيًا، أما إذا شهدت العقود الآجلة ارتفاعًا، فهذا قد يشير إلى احتمالية صعود سعر الدولار مستقبلًا.
وأشارت إلى ضرورة مراعاة التزامات الدولة تجاه مؤسسات التمويل الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، خاصة مع وجود استحقاقات مالية متعددة خلال فترات معينة، إلى جانب تأخر صرف الدفعة الخامسة من قرض صندوق النقد بسبب عدم الاتفاق على بعض البنود، وفي مقدمتها برنامج الطروحات الحكومية.